IMLebanon

عودة عون إلى قصر الشعب …..ولو بعد ربع قرن

بدأ الخريف، هطلت الأمطار، إنتعشت النفايات!

إنه ليس موضوع إنشاء في الصفوف المتوسطة، بل هي الحقيقة، نحن في خريف الوطن من دون مقدِّمات ومن دون خلاصات واستنتاجات، ولا يُعرَف إلى أين سيأخذنا هذا الخريف، في القواعد المناخية يُفترض أن يأخذنا الخريف إلى الشتاء، ولكن في القواعد المناخية اللبنانية فقد يأخذنا إلى التصحُّر السياسي، ومن يدري؟

أو إلى المزيد من الغرق وربما إلى المزيد من الفراغ.

***

أيام عصيبة سيعيشها اللبنانيون حتى 11 تشرين الأول، وكل ذلك على رائحة النفايات، ففيما مسيرة مساء الأحد كانت تتطلَّع للوصول إلى ساحة النجمة حيث مبنى مجلس النواب، فإنَّ الأنظار تتوجَّه، منذ الآن إلى قصر بعبدا، أما لماذا قصر بعبدا، فهنا الجواب:

الأحد 11 تشرين الاول، طرقات قصر بعبدا لن تسع جماهيرنا في الذكرى ال 35 ل 13 تشرين، بتظاهرة شعبية لنقول إنَّ 13 تشرين 1990 لن يتكرّر… 13 تشرين 1990 كان مكسباً للمنتصر وشرفاً للخاسر و13 تشرين 2015 ماذا سيكون لكلِّ اللبنانيين؟

***

إذاً، التيار الوطني الحر سيرجع ربع قرنٍ إلى الوراء، مع فارق بسيط هو اتجاه السير:

في 13 تشرين 1990 كان العماد عون في قصر بعبدا، لكنه خرج منه بالقوة، في 11 تشرين 2015 العماد عون خارج قصر بعبدا، فما هي الإحتمالات؟

هل يدخل إليه بالقوة؟

هل يمنع بالقوة أحداً غيره من الدخول إليه؟

هل سينظِّم مسيرةً لمرةٍ واحدة أم سيصل إلى باحات القصر ويعتصم فيها؟

وفي حال الإعتصام، إلى متى سيبقى معتصماً؟

وفي حال انتخاب رئيس غيره، هل سيمنعه من الوصول إلى القصر ليُقيم هذا الرئيس في مقرٍّ مؤقت؟

***

يا الله كم أنَّ التاريخ يعيد نفسه في لبنان لا حاجة إلى كتابة التاريخ فهو يتكرر، ولكن منذ الآن وحتى 11 تشرين الأول، ماذا سيحدث:

الرئيس تمام سلام سيكون في نيويورك لترؤس الوفد اللبناني إلى إجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، طبعاً ستكون له لقاءات مع رؤساء ورؤساء وفود، لكن كيف سيشرح لهم أنَّ لبنان ما زال من دون رئيس جمهورية منذ خمسمئة يوم؟

حسناً فعل سيد بكركي الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من حرصه لإستباق الأمور عندما أرسل رسالة خطية وواضحة وصريحة إلى الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأول، بواسطة السفير البابوي في لبنان، يشرح فيها أهمية الوجود المسيحي في لبنان وأنَّ لا دولة من دون إنتخاب رئيس للجمهورية وذلك خلال محادثات الحبر الأعظم مع الرئيس أوباما. ربما مَن سيلتقيهم قداسة البابا يعرفون لعبة الأمم، لذا فإنهم سيكتفون بالإستماع من دون أيِّ تعليق.

***

بعد العودة من نيويورك، سيكون البلد منهمكاً بزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، لا يحمل الرئيس هولاند مبادرة فرنسية تتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية، لذا فإنَّ البعض يرتاب من الزيارة وكأنَّ الرئيس هولاند يستعيض عن المبادرة بتسويةٍ ما، ولهذا فإنَّ رافضي التسوية لن يكونوا مرتاحين للزيارة وقد يعمدوا إلى مقاطعتها، ويتردد في هذا المجال أنَّ العماد عون لن يلتقي هولاند لأن الخبرة علمته أنَّ التسويات الدبلوماسية غالباً ما تعمل ضده ولديه من تجربتي الطائف والدوحة أفضل برهان.