IMLebanon

تأييد عون يُنهي «تأبيد».. التعطيل

لاقى تأييد الرئيس سعد الحريري ترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، الكثير من ردود الأفعال بين القوى السياسية اللبنانية، منها ما هو إيجابي ومؤيد للترشيح، خصوصاً من قبل حلفاء عون، ومنها ما عبّر عن توجسه وحذره من تولي «جنرال الرابية» سدة الرئاسة الأولى، وفي كلتا الحالتين حرك «الترشيح» مياه الفراغ الرئاسي الراكدة منذ عامين وخمسة أشهر تقريباً، وحوّل «مطابخ» الأطراف المعنيين بالاستحقاق إلى أفران حامية تحاول إنضاج الطبخة الرئاسية من دون حرقها، على اعتبار أن طريق هذا الترشيح ليست معبّدة بالورود بل لا تعدو كونها خطوة أولية تحتاج إلى الكثير من التوافقات والتفاهمات حتى يتسنى إنجازها.

كل ما سبق يعني أن للترشيح أهمية لا يمكن إنكارها سواء من المؤيدين أو المعارضين، كونها استندت إلى قاعدة أساسية مفادها أنه لا يمكن ترك البلاد والعباد في مهب الفراغ وتداعياته على المؤسسات الدستورية والاقتصاد والوضع الأمني، وبالتالي فخطوة الرئيس الحريري لم تأتِ نتيجة يأس من البلاد بل محاولة جدية لإخراج اللبنانيين من حالة السوداوية التي يعيشونها نتيجة التعطيل المستمر للرئاسة الأولى. هذه المقاربة يوافق عليها وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دي فريج الذي يؤكد لـ«المستقبل» أن «أهمية ترشيح الحريري لعون هي في محاولة إعادة الحياة إلى شرايين البلد وتخليص اتفاق الطائف من محاولات الانقضاض عليه عبر الكلام عن تعديل دستوري، فالجنرال عقب الترشيح، قال بوضوح من بيت الوسط إنه ملتزم باتفاق الطائف، وهذه هي المرة الأولى التي يقول فيها هذا الكلام منذ عودته إلى لبنان، وبالتالي أهمية خطوة الحريري في أنها تهدف إلى إعادة إحياء المؤسسات الدستورية والنمو الاقتصادي لأن اللبنانيين لم يعد بوسعهم الانتظار».

ويضيف: «لنضع اسم العماد عون جانباً، الرئيس الحريري هو القيادي الوحيد الذي طرح المبادرات منذ ساعات الفراغ الأولى لانتخاب رئيس، وهذا ما لم يفعله أي من القيادات الأخرى في لبنان، ومن ضمنهم حلفاء الوزير سليمان فرنجية الذين لم يحركوا إصبعاً صغيراً لإيصاله إلى قصر بعبدا، لذلك رأى الحريري أنه بات من واجبه كقيادي لبناني إنقاذ لبنان ولو عن طريق تبني ترشيح عون والاتفاق معه على كيفية مقاربة التحديات التي يواجهها لبنان».

بدوره، يوافق أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان على كلام دي فريج، ويلفت الى أن «ترشيح الرئيس الحريري لعون خطوة شجاعة ومهمة جداً على صعيد التلاقي الوطني لإنقاذ لبنان من أزمة كبيرة هي أزمة نظام، وبالتالي هذه الخطوة إذا استكملت ووصلت إلى خواتيمها، ستنقل لبنان إلى مرحلة جديدة وتعطي أملاً للبنانيين سواء على صعيد الاستقرار السياسي أو إعادة العمل في المؤسسات الدستورية وإعادة إنتاج السلطات دستورياً ووطنياً».

أما عضو كتلة «القوات اللبنانية» فادي كرم فيصف ترشيح الرئيس الحريري للعماد عون بأنه «نابع من شعوره بالمسؤولية الوطنية الكبيرة وتحسسه للخطر الذي يحدق بلبنان وبأن هناك ضرورة لإنهاء الشغور». ويشدد على أن «الرئيس الحريري هو من المسؤولين الأساسيين في البلد، ودائماً لديه الجرأة على القيام بخطوات لإنقاذ الشعب اللبناني، وهذا ما ظهر من خلال كلمته التي شرح فيها المسار الذي انتهجه حتى وصل إلى قراره الأخير، وهو مسار دقيق وسليم تجرد فيه من مصالحه الشخصية لإنقاذ لبنان».

وعلى ضفة «حزب الله»، فإن موقفه من خطوة الحريري «يمكن الاستدلال عليها من خلال بيان كتلة «الوفاء للمقاومة» الأخير»، كما يوضح كل من وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش وعضو الكتلة النائب حسن فضل الله. ويلفت الأخير الى أن «حزب الله ملتزم كامل الصمت في هذا الموضوع وهو أبلغ من الكلام، وهذا القرار اتخذناه قبل إعلان الترشيح وسيسري بعده، لكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبّر عن رأي الحزب بشكل رسمي ومباشر من ترشيح الجنرال عون في ليلة العاشر من عاشوراء، وبعد ذلك لن يكون لنا كنواب ووزراء كلام متفرق في هذا الموضوع».

عند كتلة «التحرير والتنمية» وحزب «الكتائب»، «الصمت أيضاً هو سيد الموقف ولكن إلى حين»، كما يقول عضو الكتلة النائب ميشال موسى، ويشير الى أنه «بعد عودة الرئيس نبيه بري من زيارته الخارجية ستجتمع الكتلة وسيكون لنا موقف من الترشيح». في حين يؤكد عضو كتلة «الكتائب» النائب سامر سعادة أن «حزب الكتائب سيصدر موقفه من ترشيح عون يوم الاثنين المقبل، ومن المرجح أن يعلن عدم موافقته على انتخاب رئيس من فريق 8 آذار سواء أكان عون أم غيره».