IMLebanon

سحاسيح

 

الأسبوع الماضي نفّذ أهالي بلدة عين قانا اعتصاماً في ساحة البلدة رفضاً لقطع خط الكهرباء الذي يغذي البلدة من جباع ومنطقة جزين مرددين هتافات ندّدت بما وصلت إليه أمورهم من معاناة، كما حملوا على نواب المنطقة وتجاهلهم ما يحصل في بلدتهم.

 

في ذاك الإعتصام فجّر أحد المواطنين غضبه، وخصّ هاني قبيسي ومحمد رعد بكلمتين من العيار الثقيل. ليس له على الياس جرادي ولا على حسين الحاج حسن. فش خلقه بمن انتخب.

 

غضب قبل الظهر. صفاء ذهني وهدوء وصحوة ضمير بعد الظهر. المواطن نفسه، وفي أحضان الطبيعة، أدلى بتصريح أمام «مجهول» تم نشره على وسائل التواصل الإجتماعي تراجع فيه عما قاله في ساعة تخلٍّ. مكرّساً مقولة ما قبل السحسوح ليس كما بعده.

 

هو الذلّ بعينه، والترهيب المعنوي لكل من يتجرّأ على ممثلي الثنائي في مجلس النوّاب؛ الحزب الليبرالي والحزب الجمهوري.

 

ليست المرة الأولى التي يصحو فيها ضمير مواطن لبناني في خلال ساعات. المواطن العادي يخطئ والشيخ يخطئ و»الاعتذار» من شيم الأفاضل. يوم تشييع الصديق لقمان سليم في باحة منزله في حارة حريك، صلى على روح القتيل غدراً الشيخ المقرئ علي الخليل، وبعد ساعات إعتذر في فيديو من جمهور ومناصري «حزب الله» بسبب مشاركته في التشييع كون لقمان سليم من خارج خطه السياسي على حد قوله. وبرر مشاركته بالقول «أحد المشايخ طلب مني المشاركة، ولم أكن أعرف هوية المتوفى، لذا رجاء أوقفوا الاتهامات ضدّي».

 

فلا مشاركة المشايخ والآباء والمرنّمين والمقرئين في المراسم الدينية تشترط أن يكون المتوفى من خطهم السياسي، ولا من يذهب إلى الصلاة ولا يعرف من هو المتوفى.

 

حتما كان هناك سحسوح.

 

السحسوح بالسحسوح يذكر. إبراهيم حطيط نموذج آخر للضغط المعنوي الذي يمارسه «الثنائي» أي التحالف الليبرالي/ الجمهوري، في يوم صحا فيه الوعي، إنتفض الناطق الرسمي باسم أهالي ضحايا جريمة المرفأ على المحقق العدلي طارق البيطار وطالب بتنحيته. كان زائغ النظرات وهو «يسمّع المتيلة» بعد «السحسوح» المفترض. وللمفارقة من ساروا خلف حطيط، في ما بعد يدورون في فلك الجمهوريين والليبراليين، وصودف أنهم من الطائفة الشيعية الكريمة. مجرّد مصادفة.

 

ليس في أرشيف الصحف والمواقع الإخبارية ما يفيد أن مواطناً تعرّض لنائب في «القوات اللبنانية» قبل الظهر من دون وجه حق، وسارع إلى الإعتذار بعد الظهر.

 

وفي طول البلاد وعرضها، لم أسمع اعتذاراً من مواطن شتم جبران باسيل، أو تناول النواب السنة بكلام جارح. تستطيع أخي المواطن أن تقف وسط شارع أراكس وتنتقد هاغوب بقرادونيان من دون أن يسحبك أمن الطاشناق ويسجل لك فيديو اعتذار في استوديواته.

 

تُرى هل تنشط «السحاسيح» في البيئة الحاضنة حصراً؟