IMLebanon

نداءٌ إلى باراك أوباما

هذه “النهاريات” هي بمثابة نداء موجّه إلى الرئيس باراك أوباما. إلا أنني استهلها بالوقائع التي تجعله يصغي إلى ندائنا، ويحاول تلبيته بإنقاذ لبناننا من بعض شعوبه والآخرين.

تُرى، ألا يزال اللبنانيّون في حاجة إلى من يوجّه إليهم النصائح بعدم الذهاب إلى حروب الشرذمة، فيما الناس يتهيّأون للعودة منها، وعلى وقع دعاء “يطعمك الحجّة والناس راجعة”؟

يبدو انهم كذلك. والنصيحة الجديدة التي تلقّوها خلال الساعات الأخيرة، ابان احتدام هجمة الافتراءات على المملكة العربية السعودية، تشدّد على أهميّة إبعاد لبنان عن جحيم المنطقة، والنأي فعلاً وسريعاً عن ذيول انغماس فريق معيّن في بعض حروب هذه الجحيم.

لا حاجة إلى الغوص مجدّداً في التفاصيل، وأين، وكيف، ومتى؟

في رأي الغيارى وأصحاب النصيحة أن المنطقة ماضية بعناد وتصميم في اتجاهات خطيرة، يغلب عليها طابع التمزّق والانقسامات. وهذا يعني توقّع المزيد من الحروب، والمعاناة، وعمليّات الفرز بكل أسمائه وأنواعه.

الغيارى أنفسهم يتوجّهون إلى جميع اللبنانيّين بما هو أكثر من نصيحة وأقوى من تمنّ في هذا الصدد، ويؤكّدون على فريقَي 14 و8 آذار، وعلى مَنْ هم في الوسط أو بين بين، أن يعوا من خلافات أيام زمان، ويتطلّعوا بعقولهم لا بعيونهم فقط إلى ما يحصل في سوريا والعراق واليمن وليبيا… وأين كان العالم العربي وأين صار.

أما بالنسبة إلى “المشكلة المستعصية” التي تزيد الطين بلة، وتضع فوق الدكّة شرطوطة، والمختصرة بعنوان “الفراغ الرئاسي”، فإن الغيارى يشيرون على القيادات والمرجعيّات الأساسيّة بالمسارعة إلى مكاشفة أميركا والروسيا وإيران والسعوديّة بالخطر المصيري والوجودي الذي يتهدّد لبنان، إذا استمرّ الفراغ طويلاً.

لقد تحقّق لإيران ما أرادت. وكل التردّد، والتريُّث، والعودة إلى التشديد على المطالب نفسها، ليس إلا من باب التمويه… وكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر… وتقول.

فما حصل قد حصل. وما حصل هو اتفاق سياسي عميق الجذور، وواسع النطاق والآفاق، بين واشنطن وطهران.

وما على الرئيس باراك أوباما الذي يحاول أن يثأر من الكونغرس المتطرّف، ومن “ربيبه” بنيامين نتنياهو، إلا أن يمدّ يد المساعدة إلى الوطن – الرسالة لبنان، حيث يكون قد ردّ على نتنياهو و”عاشقيه” على تلة الكابيتول مباشرة، وقد أنقذ بلداً بريئاً وشعباً مجبولاً بالأنانيات والتخلّف وأمراض الكنفشة والوجهنة و… كل مَنْ أخذ أمي صار عمّي.

لا مرجع آخر للبنان الآن. لا منقذٌ. لا صديق قادر على منحه أية مساعدة، سوى الرجل الخلوق المقيم في البيت الأبيض، والذي برهن أنه ضمير للحق والحقيقة. إلى هذا الضمير الدولي العادل أتوجّه اليوم نيابة عن كل أوادم لبنان.

فالاستحقاق الرئاسي في قبضة إيران وأنت سيد العارفين.