IMLebanon

اقتربت؟!  

 

إذا صحّت المعلومات المسرّبة من الدور والقصور فإننا بتنا على أبواب تشكيل الحكومة… إذ إن المشاورات الجارية بين القصر الجمهوري وكل  من بيت الوسط وعين التينة وحارة حريك قد سجّلت خروقات من شأنها أن تمهّد لاستشارات نيابية ملزمة سريعة تعقبها استشارات الرئيس المكلّف في عين التينة التي قد تنتهي  في اليوم ذاته (أو في اليوم التالي على الأكثر) بالتوجه الى القصر فيتم استدعاء الرئيس نبيه بري ليتم الإعلان عن التشكيلة الحكومية المتفق عليها سلفاً.

 

وفي غمرة الأجواء المأزومة والضاغطة بقوة على أصحاب القرار الرسمي تأتي هذه «المعلومات» المتداولة بمثابة بصيص ضوء في النفق المظلم.

 

وتذهب «المعلومات» الى أبعد، لتفيد أنّه تمّ التوافق أيضاً على الخطوط العريضة للبيان الوزاري. وأن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي توجّه، أمس، إلى الصرح البطريركي في بكركي قد وضع البطريرك الكاردينال بشارة الراعي في ما تمّ التوصل إليه، وأنّ غبطته نصح بأمرين متلازمين: أولهما تسريع ولادة الحكومة، والثاني الأخذ بمطالب الحراك المدني إنْ بتمثيل هذا الحراك في التشكيلة الحكومية أو بتضمين البيان الوزاري المطالب  البارزة التي رفعها الحراكيون. وعلى سيرة البيان الوزاري فإنّ حزب الله لن يكون عقبة إلاّ إذا تبيّن له أن هناك إتجاهاً لتضمينه نصاً قد يفهم منه (ولو تلميحاً) أنه موجه ضد سلاحه….

 

وأفادت  المعلومات إياها أنّ مثل هذا النص ليس وارداً على الإطلاق.

 

أمّا على سيرة زيارة الوزير باسيل إلى الصرح البطريركي فقد أفادت المعلومات إياها أنّ مواقف البطريرك بشارة الراعي كانت، في الأيام الأخيرة، مدار بحث معمّق في غير منتدى وإجتماع وحلقة، خصوصاً تلك التي درجت على الاجتماع دورياً حتى منذ ما قبل الأحداث الأخيرة، وتضم رجال دين وعلمانيين موارنة. وتضيف المعلومات أنّه جرى تقويم كلام غبطته حول الحراك، خصوصاً في عظات القداس. وكان في تقدير المشاركين في الحلقة  أنّ نيافته «إستفاض وبالغ».  وقد نقل بعضهم هذه الخلاصة إلى بكركي التي وصلت إليها أصداء عديدة. وتردّد أنّ البطريرك الراعي بدأ يعيد النظر في موقفه منذ أن تناهى إليه خبر بناء ساتر الإسمنت داخل نفق نهر الكلب، وأنه  توقّف ملياً عند هذه الظاهرة التي اعتُبرت «مفصلية»  بالرغم من أنها لم تستمر طويلاً، فلربّـما  كانت مجرّد «بروڤة»  … وسرعان ما تبيّن للذين أوعزوا بتنفيذها أن مردودها كبير السلبية عليهم.

 

ولا نود هنا أن ندخل في ما تردّد عن إتصال البطريرك ببعض  القيادات المارونية واستخدامه عبارات «قاسية» أو عدم حصول ذلك الإتصال (ولدينا الحقيقة الكاملة في هذه الصدد).

 

في أي حال لقد شهد يوم أمس إسترخاءً ملحوظاً في الجوّ العام جرّاء إتخاذ قيادة الجيش قراراً عملانياً بفتح الطرقات على قاعدة الجيش يحمي الحراك ولكنه مسؤول أيضاً عن توفير حرية المرور على طرقات لبنان كلها.