IMLebanon

مقاربات رئاسية تعزز التفاؤل؟!

يقال مثلا عن زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قطر وبعض العواصم العربية والاوروبية انها لقطع الطريق على زيارات طلبها رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون ولم يجد ردا ايجابيا عليها، لاسيما بالنسبة الى  طلبه زيارة المملكة العربية السعودية بعد موقفه من التطورات  على صعيد الحرب في اليمن حيث نسب الى «الجنرال» انه لا يؤيد الضربة العسكرية التي ينفذها التحالف العربي ضد الانقلابيين الحوثيين في اليمن، لذا قطعت الطريق على تحرك عون الاقليمي فيما لم يعد  امامه من خيار اخر سوى تلبية دعوة ايران له من خلال مساعي حليفه حزب الله!

اشارة ايضا الى ان سياسيا بارزا تبرع لتأمين دعوته من الحكومة الفرنسية من غير ان ينجح السياسي  البارز المشار اليه، بعد مواقف لعون انتقد فيها الحكومة الفرنسية  على خلفية الملف النووي الايراني على رغم ما قيل  لعون عن انه ليس بحاجة لان يكسب شر فرنسا مقابل مصلحته مع ايران، بحسب انجراره وراء مصلحته مع حزب الله الذي بات يشكل بالنسبة اليه عقدة محلية واقليمية لكثرة تصرفاته الخارجة على المألوف، خصوصا انه سبق لموفد فرنسي ان حاول جس نبض عون ازاء مشكلة الانتخابات الرئاسية في لبنان من دون جدوى!

ومن هذا المنطلق بالذات جاء رد عون غير الايجابي على مسعى مماثل من المملكة العربية السعودية التي لا تزال تسعى لترطيب الاجواء في لبنان بما يسمح باجراء انتخابات رئاسية بمعزل عن التحديات المتفاقمة على الصعيد المسيحي، بدليل استمرار التشنج بين الاقطاب الموارنة من غير ان تنجح معهم مساعي البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الذي يسعى جاهدا لان يقنع عون وجعجع لتسهيل الانتخابات الرئاسية من دون جدوى، على رغم ما صدر عن جعجع من استعداد للتنازل امام مرشح ثالث شرط ان لا يعترض عون عليه (…)

وفي هذا المجال ثمة من يجزم بان الطبخة الرئاسية لم تعد تحتاج سوى لاعلان عون سحب ترشحه، اضف الى ذلك ان جعجع مستعد بدوره لان يسحب ترشحه في مقابل الحل الذي يقترحه البطريرك الراعي والقائل ان المرشح الثالث الذي بامكانه استقطاب موافقة الجميع هو حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، فيما المعروف عن الاخير انه لا يزال يرفض الرئاسة الا في حال كانت موافقة اجماعية مسيحية – اسلامية عليه، الامر الذي يطرح علامات استفهام حول ما اذا كان عون في وارد التراجع عن ترشحه (…)

من هنا يفهم ان طرح اسم حاكم المصرف المركزي على مؤتمر الحوار لن يتأخر عن موعد الجلسة الثانية لمؤتمر الحوار الاربعاء المقبل، فيما هناك من لا يستبعد صدور بيان عن كل من الرابية ومعراب يرحب مسبقا بتبني ترشيح سلامة من غير حاجة الى ان تصدر عن الاخير موافقة في هذا الصدد وقبل اجراء التفاوض اللازم الذي من الواجب ان يسبق الاعلان عن الحل تجنبا لمحاذير التراجع عنه من جانب من لا يزال يدعي «انه الرئيس او لا احد» حتى اشعار اخر، بعكس كل ما تردد ويتردد عن معالجة هذا الموضوع بالتفاهم مع جعجع وعون والبطريركية المارونية واقطاب الطائفة بلا استثناء!

ومن الان الى حين بلورة الصورة الرئاسية، فان الوساطة التي يشتغل عليها البطريرك الماروني ستبقى بعيدة من الاضواء، للابتعاد قدر الامكان عما يثير نقمة احد من المعنيين بالاستحقاق الرئاسي، وثمة من يرى بارقة امل في مجال عودة رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري من الخارج لاعلان مباركته هذا الحل، اضف الى ذلك ان زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند القريبة الى بيروت ستتميز باعلان تبني الحل الرئاسي، مع العلم ايضا ان مسؤولا ايرانيا سيزور لبنان بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي، على امل الافادة المزدوجة من تذليل اية عقبة يمكن ان تطرأ؟!

ويقال في هذا المجال ان ثمة صفقة سياسية تقف وراء هذا الحل الرئاسي تقوم  على اساس معالجة ملف الانتخابات النيابية على القاعدة التي ترضي الجميع وفي مقدم هؤلاء العماد عون الذي يصر بداية على ان يتولى صهره العميد شامل روكز قيادة الجيش، كي يضمن دفعة مسبقة على الحساب السياسي الذي يتطلع اليه بالنسبة الى مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية، وفي مقدم كل ما تقدم القبول بوضع آلية تحدد طريقة عمل مجلس الوزراء بما في ذلك تعيين مجموعة مقربين من عون في الادارات العامة وفي السلك الخارجي؟!

ازاء كل ما تقدم فان خصوم عون على استعداد لان يسايروه في اجراءات الحل الرئاسي حيث لا يعقل ان يستمر الوضع على ما هو عليه من تشتت سياسي مثير للسخرية وللتساؤل في وقت واحد (…)