Site icon IMLebanon

اقتربت ساعة الحقيقة  

كان لافتاً أنّ إحدى الصحف الرئيسية المحسوبة على فريق 8 آذار عنونت بأنّ «حزب الله» قد وفى بوعده بتأييد العماد عون الى الرئاسة، وبالتالي بات عليه هو أن يتولّى الباقي.

هذا الكلام يعني بعبارة صريحة اننا كلما اقتربنا من ساعة الحقيقة يحاول «حزب الله» التفلت من تأييد الجنرال عون للرئاسة، علماً أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها «حزب الله» أنّه يؤيّد وصول الجنرال ميشال عون الى الرئاسة ثم يتخلّى عنه:

أولاً- يتذكر الكثيرون في العام 2008 أنّ «حزب الله» تخلّى عن عون لمصلحة العماد ميشال سليمان… لذلك لم نفاجأ بتخلي الحزب عن عون لأنّ تاريخه يشهد له في هذا الموضوع.

ثانياً- الى ذلك، أول من أمس بالتحديد، في مداخلة الشيخ نعيم قاسم في مناسبة عزاء بذكرى عاشوراء رأيناه يتغزل بالعماد عون وبالرئيس بري والعلاقة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، ولم نعد نعرف ما إذا كان الحزب يؤيّد عون فعلاً أم لا.

ثالثاً- منذ نهاية عهد الرئيس سليمان حتى اليوم، وبعد أكثر من سنتين ونصف السنة، لا تمر مناسبة من دون أن يعلن السيّد حسن أنّ الجنرال مرشح إلزامي للرئاسة، ثم يقول إنّ مرشحنا الرئاسي أوّل حرف من اسمه هو «ميشال عون».

أين تبخر هذا الكلام؟

لا نعلم.

رابعاً- جماعة 8 آذار والحلف بينهم، خصوصاً بين «وثيقة التفاهم» التي وقعها الجنرال وسماحة الأمين العام في كنيسة مار ميخائيل الشياح… أين هي هذه الوثيقة؟ وكيف يمكن ترجمتها على أرض الواقع؟

ونسأل أيضاً: هل حركة أمل لها رأي مختلف عن «حزب الله» في مسألة الرئاسة، لو أراد «حزب الله» حتماً وفعلياً؟

وهذا ما ينطبق على الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث وسليمان فرنجية والطاشناق… أي فريق 8 آذار كله، إذ لا يمكن عندما يكون هناك قرار نهائي لـ»حزب الله»، أن يكون أي طرف منهم خارج هذا القرار.

أخيراً نحن نعلم أنّ «حزب الله» لا يريد الجنرال عون رئيساً للجمهورية، لأنه، في المطلق، لا يريد رئيساً للجمهورية، فمن ناحية يريد بقاء الأمور على ما هي عليه.

ومن ناحية ثانية، أنّ «حزب الله» يعلم علم اليقين أنّ الجنرال ميشال عون عندما يصل الى الرئاسة سيتصرّف كما يجب أن يتصرّف رئيس جمهورية لبنان الحقيقي… وهكذا تصرّف لن يرتاح إليه «حزب الله»، لذلك فهو، ضمناً، لا يريد وصول الجنرال أو أي مرشح آخر، الى قصر بعبدا.