السفارات الاجنبية الكبرى مع العديد من السفارات العربية راقبت الانتخابات البلدية في مناطق حزب الله بكل التفاصيل، لجهة تعامل جمهور المقاومة مع الاستحقاق، ونسب الانتخاب، وحركة الحزب، وتحديداً في بعلبك وبريتال واللبوة والقصر، وتمت المراقبة بشكل مباشر، وعبر اشخاص يعملون ضمن نطاق مراقبة الانتخابات البلدية مدنياً، خصوصا ان السفارات الاجنبية كانت تعول بان نسب الاقبال ستكون خفيفة جراء تقارير وصلتها بان العقوبات المالية الاميركية على حزب الله بدأت تؤثر سلبا على جسم الحزب وجمهوره، بالاضافة الى وجود تململ داخل قيادات الحزب وكوادره جراء القتال في سوريا وحجم الشهداء، وهذا التململ سيظهر في الانتخابات البلدية وتحديداً في مناطق «خزان الحزب» الاساسية في البقاع، واستنفرت السفارات للامر.
لكن المفاجأة لهؤلاء كانت «صادمة» جداً بسبب الاقتراع الكثيف في مناطق حزب الله حيث تجاوز 70% وما فوق. وصبت الاصوات بالتحالف مع حركة امل لنهج المقاومة وخيارها السياسي، وجاء الرد على العقوبات الاميركية عبر صناديق الاقتراع وكذلك جاء الرد بتأييد نهج المقاومة في قتال الارهابيين في سوريا وشكلت عوائل الشهداء النسب الاكبر بين المقترعين وكذلك اهالي الجرحى، وجاء النزول الشعبي الكثيف ليرد على كل هذه الاجراءات وليوجه جمهور المقاومة رسائل في كل الاتجاهات، وسيكون الرد الاكبر في الضاحية في 15 ايار وفي الجنوب يوم 22 ايار حيث ستكون المشاركة كثيفة للرد على كل المشككين وعلى كل الحملات التي دفعت لاجلها ملايين الدولارات لتشويه صورة المقاومة وسيدها. وجاءت الوقائع الميدانية لتؤكد على فشل كل هذه المحاولات، وجاء الفوز الكاسح في البلدات البقاعية ليقلب كل المعادلات وليصدم زوار السفارات وتقاريرهم التي لا تستند الى اية وقائع. وبالتالي فان التسريبات عن تململ وتمرد كلها تسريبات باطلة وتلقت السفارات رسائل جمهور المقاومة الواضحة والصريحة.
واللافت وحسب المتابعين المحليين والاجانب فان وسائل الاعلام اللبنانية والعربية والاجنبية وصفت الانتخابات بالقرى البقاعية الشيعية بانها الافضل بين المناطق ولم تشوبها اي شائبة، ومارس كل الناخبين ومن كل الاتجاهات والمعارضون لحزب الله دورهم الانتخابي بكل حرية وديمقوراطية.
ولم تسجل اية حادثة امنية حتى ان مناصري صبحي الطفيلي في بريتال لم يتقدموا باي شكوى ولم يعلنوا بانهم تعرضوا لاي مضايقة، حتى ان القوى الامنية لم تسجل اي عمليات رشاوى في القرى الشيعية حتى انه في بعلبك فان قيادات في 4 آذار مارست حقها الديموقراطي بكل حرية ودون اي اعتراض، وهذا الامر تناقلته وسائل الاعلام حتى المعادية لحزب الله، وفي بعض القرى نجح معارضون لحزب الله لكن بنسب ضئيلة جدا واحتفلوا بفوزهم بالمفرقعات والمسيرات بكل حرية، وهذا امر لا يمكن ان يحصل في اي منطقة لبنانية. وحسب المعلومات ان الماكنة الانتخابية لحزب الله كانت تعرف جيداً، كل هذه العوامل وبان عيون الداخل والخارج مصوبة باتجاه القرى الشيعية للتشهير باي خطأ والتصويب عليه. ونجح الحزب ايضا برد الرسائل لكل الذين كانوا يتوجسون به شراً، من خلال الانتخابات البلدية، ورد الصاع صاعين ديموقراطياً، ونجح حيث فشل الاخرون، واظهر حزب الله مدى حرصه على السلم الاهلي وعمل المؤسسات وانطلاقها من خلال مساهمته الفاعلة بنجاح هذا الاستحقاق والاصرار على حصوله وايصال رسائله الى الجميع حيث اظهرت الانتخابات البلدية تراجع نسب التصويت لدى كل الاطراف السياسية باستثناء حزب الله حيث تقدمت نسب المقترعين في مناطقه ولصالح خط المقاومة. ويبدو ان السفارات الاجنبية والعربية تلقت الرسائل جيداً ووصلتها بوضوح.