IMLebanon

قمة.. التحديات العربية

اختتمت القمة العربية جلساتها ببيان ختامي جاء أدنى من التوقعات واضعف من تقديم الحلول العملية للازمات المطبقة على العديد من الدول والحروب المشتعلة في دول اخرى والتي تهدد المنطقة برمتها وكأنها جالسة على فوهة بركان!

ان خطورة الواقع العربي كانت تفرض إيجاد الرؤية الموحدة في مواجهته، الا ان الدول المشاركة آثرت ملامسة القضايا بشكل سطحي والحفاظ على خطاب هادئ، فلم تسم الأشياء بل اكتفت بالدعوة الى عدم التدخل بالشؤون الداخلية بشكل عام!

اما على الصعيد المحلي، مرت القمة بأقل ضرر ممكن على العلاقات اللبنانية العربية، التي تجنبت التسميات وبالتالي جنبت الرئيس عون الاحراج مع حليفه حزب الله، وبدوره، جاء الخطاب الرسمي اللبناني «وجداني»، خال من الاستفزاز، محاولا الحفاظ على الخطوات الخجولة التي تقدم لبنان خلالها نحو الاشقاء العرب بعد زيارة الرئيس عون للمملكة، وذلك لرأب الصدع الذي أصاب هذه العلاقات نظرا للسياسات الخارجية السابقة وغير المسبوقة في تاريخ لبنان مع دول المنطقة، والتي تفسر بشكل كبير تخوف الرؤساء الخمسة من اضطرار الرئيس عون لمثل هذه الخيارات مما كان يعني دق المسمار الأخير في نعش العلاقات اللبنانية العربية، والاستقرار الأمني والاقتصادي الى غير رجعة!

إلا ان قطوع القمة مر على خير، ولملم الوفد اللبناني اوراقه وعاد ادراجه ليواجه جملة استحقاقات داخلية أولها قانون انتخاب الذي يتطلب التوافق في حين تخترق الانقسامات العاموديّة اللبنانيين، قاعدة وقيادة، حول مختلف المقاربات السياسية والحلول المتصلة بها.

ان مداهمة المهل قبل الوقوع بمحظورات التمديد للمجلس ممكن ان يساعد في الدفع اللازم لاقرار القانون، ولو ان المصادر تشير الى صعوبة ذلك نظراً الى التفاوت بالرؤية والمصالح المتصلة.

انطلق قطار العهد كما وصف الرئيس الحريري، مستلهما من الرئيس الشهيد شعار «البلد ماشي» ابان إطلاق ورشة اعادة إعمار بيروت حيث شهد لبنان طفرة اقتصادية وإنمائية فريدة من نوعها، و الذي لا يشبه الواقع المتخبط اليوم بالخلافات المحلية والحروب الإقليمية المشتعلة، فهل تنجح الطائرة الملكية التي نقلت الرئيس الحريري الى الرياض، في رسالة دعم واضحة للبنان بأمس الحاجة اليها، وينتظر ان يكون لها ترجمة ملموسة على الاقتصاد والسياحة وربما الهبة المقررة للجيش!

دفع إيجابي قوي يعطى للبنان فهل يقابله دفع داخلي للتوافق على إطلاق ورشة عمل حقيقية لإعادة إعمار الدولة ومؤسساتها المتآكلة جراء الفساد والعجز الرسمي، او غياب النية الفعلية لمواجهته، أم ان الكيدية السياسية وتغليب المصالح الخاصة ستفوت الفرص القادمة على الوطن الصغير وشعبه المعذب؟!