يزور بيروت الاثنين المقبل، النائب الأول لرئيس الحكومة وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، بصفة بلاده الرئيسة الدورية للقمة العربية، ووزير الخارجية الموريتاني احمد ولد تغيدي بصفة بلاده رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في زيارة وصفتها مصادر الجامعة لـ”النهار” بأنها “تضامنية”. ومن المقرر أن يصل الوفد من الكويت في طائرة الشيخ صباح، وفي برنامج لقاءاته رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وربما البطريرك الماروني.
احيطت طبيعة المحادثات التي سيثيرها الوفد بالكتمان الشديد، ما عدا تشديد الوفد على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية. كما أن الأزمة السورية وانعكاساتها ستأخذ حيزاً مهماً من المحادثات، مع الإشارة الى أن لا مونة للجامعة على السلطات في دمشق بعد تعليق عضويتها بسبب ممارساتها ضد شعبها. أما بالنسبة الى ما سيثيره المسؤولون، فالمواضيع عديدة ومتشعبة وساخنة، مقرونة بعتب شديد على عدم تحرك الجامعة للوقوف الى جانب لبنان في موضوع مكافحة الإرهاب.
لا احد يمكن أن ينكر الهبة السعودية التي تبرّع بها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز لتسليح الجيش بقيمة ثلاثة مليارات، ومليار رابع لمكافحة الارهاب من مصادر مختلفة.
أما في تداعيات الأزمة السورية، وعلى الاخص النزوح الهائل للاجئين الذي تجاوز المليون و200 ألف، فالمساندة العربية لتحمل العبء المالي محصورة بعدد من الدول الخليجية، والتي تبرعت بالحصة الأكبر منها الكويت الكويت خلال القمة العربية الثانية التي عقدت في عاصمتها. أما بقية الدول النفطية فكانت مساهماتها خجولة. علماً أن مشكلة اللاجئين هي ام المشاكل التي يعانيها لبنان، باعتراف المجتمع الدولي ورئيس المفوضية العليا للاجئين انطونيو غوتيريس. وسيثير المسؤولون في هذا المجال عدم تسديد الدول التي شاركت في قمة الكويت الثانية بما تعهدت به، على الرغم من المراجعات التي جرت معها.
ونقل عن أوساط الرسميين انه سيصار الى الدفاع عن الاجراءات الاخيرة التي اتخذتها الحكومة للحد من تدفق اللاجئين، لأنه تبين أن اعداداً من المتطرفين اندسّت بينهم، وظهر ذلك في معركة عرسال في الثاني من آب الماضي وفي عمليات الدهم التي تجريها الاجهزة الامنية المختصة، وهناك الكثير من الموقوفين الذين يخضعون لتحقيقات، وقد دلت المعلومات الاولية على أنهم تابعون لخلايا أرهابية. وذكرت أنها ستطلع الوفد على أسباب تأخر انتخاب الرئيس وعلى الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” من جهة، و”التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” من جهة أخرى.
وأفاد مصدر ديبلوماسي عربي “النهار” أن الوفد سيبحث أيضاً في موضوع القمة العربية المقبلة التي يتوقع انعقادها في نهاية آذار المقبل كما في كل عام، وما اذا كان هناك من معالجات للمشاكل التي تنتقل من دولة الى أخرى، وتكاد القضية الفلسطينية تكون في أسفل جدول أعمال أي مسؤول أجنبي مع مسؤول عربي.