IMLebanon

التضامن العربي والإسلامي هل نأمل بقرار حاسم؟

 

 

الأكثر أهمية في مؤتمر القمة العربية – الإسلامية، الذي يُعقد اليوم في المملكة العربية السعودية، أنه مخصّص للبنان وغزة، وليس مجرّد بند على جدول الأعمال. وتُشكر المملكة على دعوتها القادة العرب والمسلمين الى هذه القمة التي سيشارك فيها أكثر من خمسين دولة تتواجد في مختلف أنحاء العالم وتملك من الإمكانات البشرية والمالية والثروات الطبيعية ما يشكل فارقاً إيجابياً لو أحسنت هذه المجموعة استغلاله.

 

ويؤسفنا القول إن التجارب السابقة بيّنت أن هذا التضامن لا يخرج عن نطاق البيانات، وقلّما وُضع موضع الفعل بدلاً من القول. إلّا أن حراجة التطورات والواقع المأزوم وحرب المجازر الوحشية التي يشنها العدو الإسرائيلي قد تشكّل منعطفاً، وربما تكون بدايةَ منعطفٍ، نحو خطوات يُفترَض بها أن تكون حاسمة، لا سيما أن ما يتردد ويُنشر عن مخططات جغرافية واستراتيجية تتناول غير واحدة من دول هذه الدول ربّما يعطي دفعاً في اتجاه موقف صلب.

 

إن المجازر الإبادية وجرائم الحرب التي يرتكبها الصهاينة في لبنان وقطاع غزة تفترض في الدول العربية والإسلامية الأربع والخمسين ما يتجاوز بيانات الاستنكار، بل ما يتجاوز كذلك آلاف أطنان المساعدات الطبية والغذائية على أهميتها القصوى… ذلك أننا أمام مسألة وجودية لا يمكن معالجتها ببيانات الدعم.

 

ولا نقول جديداً إذ نكرر ما ذكرناه ورددناه، هنا، مراراً وتكراراً، حول الأوراق العديدة التي تمتلكها دول هذه المنظمة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: سحب السفراء المعتمَدين لدى كيان العدو، وطرد سفرائه من البلدان العربية والإسلامية، ووقف التعامل المالي والاقتصادي وهو بأرقام خرافية الى ما هنالك من تدابير عقاب لإسرائيل. وإلّا ما جدوى التضامن إذا بقي حبراً على ورق وحسب.

 

لسنا من السذاجة لتفوتنا محاذير القرارات على علاقة دولٍ عربية وإسلامية مع المجموعات الدولية كالاتحاد الأوروبي (دولاً ومجموعة) والولايات المتحدة الأميركية بالذات. وندرك أن الأنظمة في بعض دول المنظمة لا يستطيع أن يخالف، بسهولة، تعليمات المايسترو الأميركي كي لا نقول وأوامره كذلك، لكن أي مبرّر لترك الوحش الصهيوني لا يشبع من التهام آلاف الأطفال والنساء والعجائز، من دون توقف، في لبنان وغزة؟!.

 

نعرف بالتأكيد المأخذ على حماس والحزب، قبل هذه الحرب الملعونة، ولكننا (والمؤتمر في السعودية) نذكّر بالموقف التنفيذي الشجاع الذي سجّله الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز عندما اتخذ القرار التاريخي بقطع النفط عن الغرب، تضامناً مع مصر في وقت كانت العلاقة بينه وجمال عبد الناصر في ذروة السلبية.