25اب، يوم مفصلي استثنائي في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، اليوم الذي انتظره ملايين العرب وأحرار العالم وهم يتابعون كيف تتساقط الصواريخ على كل المواقع العسكرية على طول وعرض أراضي فلسطين المحتلة، وكيف كانت المسيرات تجول في سماء فلسطين وعلى هواها.
مشهد المسيرات التابعة للمقاومة في سماء فلسطين وداخل الكيان، اكبر انجاز نوعي للمقاومة يحدث للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي منذ عام 1948، ولاول مرة لا تقوم اسرائيل بالرد على الهجمات بل تسارع الى التعميم بانهاء حالة الطوارئ والغاء الاستنفار وانها لن تذهب الى التصعيد، وأبلغت سفارات العالم بذلك طالبة الإسراع بابلاغ حزب الله قراراتها غير التصعيدية.
العملية تمت بنجاح لافت، وهذا ما أكده كبار المحللين العسكريين، اسرائيل في “الجورة”، ولن تخرج منها سليمة، بل مثخنة بجراح كبيرة.
العملية حسب مصادر متابعة، رفعت معنويات المقاتلين في غزة والضفة الغربية، ورغم الجراحات والعذابات احتفل المجاهدون و اهالي غزة بالعملية واطلقوا الاهازيج كما عمت الاحتفالات أهالي الضفة والعديد من العواصم العربية و رفعوا صور السيد حسن نصرالله.
وحسب المصادر المتابعة، المقاومة أطلقت اكثر من ٣٢٠ صاروخا ومسيرة، وصلت الى جوار تل أبيب و١١ قاعدة عسكرية، فعن أي ضربة استباقية يتحدث نتنياهو وقائد القوات الأميركية، ولا صحة مطلقا لما اشاعه الجيش الاسرائيلي عن عملية استباقية، وقد نجحت عملية المقاومة كما هو مخطط لها تماما، اي الهجوم بالمسيرات إلى عمق الكيان الصهيوني، وقد قام جيش العدو بالتصدي للصواريخ التي انطلقت في الجولان والجليل في إطار التضليل والارتباك، فالمسيرات وصلت إلى أهدافها رغم الاستنفار الاسرائيلي والدعم الاميركي والبريطاني، ووصول مسيرات المقاومة إلى عمق الكيان هو أكبر انجاز للمقاومة، وشكل استعادة لقواعد الردع والدفاع عن العمق وعن المدنيين، فالردع الاسرأئيلي سقط ومعه القبة الصاروخية ونظرية الكيان الذي لايهزم، فالمقاومة وفت بوعدها بالرد على قصف الضاحية الجنوبية وإغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر من خلال الرد على هدف نوعي بالقرب من تل أبيب، وشكل ذلك ردا واضحا ومباشرا على قصف الضاحية الجنوبية.
واضاف المصدر المتابع، لقد تأخر الرد لإعتبارات سياسية لا تخفى على أحد، وأهمها إعطاء فرصة للمفاوضات بأمل أن يكون هناك إمكانية للوصول إلى وقف إطلاق نار نهائي لمصلحة الشعب الفلسطيني، كما كان واضحاً منذ البداية أن المقاومة لا ترغب في أي رد على قصف الضاحية يمكن أن يجر المنطقة برمتها إلى حرب شاملة وما يليه من تبعات معروفة، وقد نجحت عملية المقاومة كما هو مخطط لها تماماً.
واكدت المصادر المتابعة، ان جبهة الجنوب سوف تبقى كما هي مفتوحة في إطار الاسناد لغزة بانتظار نتائج المفاوضات التي لايراهن على نتائجها إلا القليل.