IMLebanon

المعتدلون العرب أسقطوا الرهان الإيراني

مسؤول دولي بارز شدد في لقاء خاص في باريس على “ان الدول والقوى العربية المعتدلة حققت اختراقاً مهماً في الصراع مع إيران وحلفائها إذ انها نجحت في تحويل المواجهة الدولية – الإقليمية مع تنظيم “داعش” ومع المتشددين والإرهابيين لمصلحتها مما أسقط رهان طهران على استغلال هذه القضية من أجل خدمة مصالحها وتعزيز خططها الإقليمية. فقد شاركت دول عربية معتدلة في العمليات الهجومية الأميركية على مواقع “داعش” في سوريا مما يشكل التطور الأبرز منذ بدء الثورة الشعبية على نظام الرئيس بشار الأسد ويغير الكثير من المعادلات في هذا البلد، كما ان التحالف الدولي – الإقليمي يرتكز على أسس ومفاهيم تتفق تماماً مع ما يطالب به المعتدلون العرب وتتناقض كلياً مع يريده ويدعو اليه المحور الإيراني – السوري”. وركز المسؤول الدولي في هذا المجال على الأمور الأساسية الآتية.

أولاً – يرفض التحالف الدولي أي نوع من التعاون والتنسيق مع الأسد كما يرفض الموقف الإيراني – السوري – الروسي القائل ان جميع المعارضين السوريين للنظام السوري إرهابيون وان السنة العرب المنتفضين على التركيبة الحاكمة التي دعمتها إيران في العراق بقيادة نوري المالكي هم أيضاً إرهابيون وان الدول العربية المعتدلة ولاسيما منها الخليجية هي التي تدعم “داعش” والإرهاب وان التحالف يجب أن يتعاون مع إيران وحلفائها من أجل القضاء على الإرهابيين. فقد قرر التحالف أن يخوض هذه المواجهة على أساس ان المعارضين السوريين المعتدلين والعراقيين هم حلفاء وانهم ليسوا إرهابيين وان معركتهم من أجل الحصول على مطالبهم وحقوقهم المشروعة عادلة وانهم شركاء في المعركة ضد “داعش” والإرهابيين.

ثانياً – إن الركيزة الأساسية للتحالف الدولي هي التعاون الضروري والحيوي مع الدول والقوى العربية المعتدلة، وليس مع الأسد والقيادة الإيرانية، من أجل الإنتصار في المعركة مع “داعش” والإرهابيين. والواقع ان أميركا ودول التحالف تحمّل النظامين السوري والإيراني مسؤولية انتشار المتطرفين والإرهابيين في سوريا والعراق إذ انهما رفضا الاستجابة للمطالب المشروعة للغالبية السنية في سوريا وللأقلية السنية في العراق واعتمدا الخيار العسكري التدميري في التعامل مع هؤلاء المعارضين مما ألحق بسوريا الكوارث ووضع العراق على حافة التفكك والتقسيم وعزز نفوذ المتطرفين والإرهابيين.

ثالثاً – إن دول التحالف تتحرك على أساس انه ليس ممكناً إقناع المعتدلين العرب والمعارضين السوريين والعراقيين بالمشاركة فعلاً وجدياً في الحرب على “داعش” والمتطرفين من غير العمل على تحقيق المطالب المشروعة للسنة في سوريا والعراق ضمن نطاق مشروع وحدة وطنية في البلدين ومن طريق إنجاز حلول سياسية حقيقية للأزمتين السورية والعراقية. وقد بدأ تحقيق هذا الأمر في العراق إذ ان التدخل الأميركي – الغربي – العربي أدى الى قيام تركيبة حاكمة جديدة بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس الدولة فؤاد معصوم تعمل جدياً على تكريس الوحدة الوطنية وإيجاد صيغة جديدة لتقاسم السلطة بشكل عادل ومتوازن بين الشيعة والسنة العرب والأكراد تمنع احتكار مكون واحد أو طائفة واحدة السلطة كما كان الحال مع التركيبة الحاكمة السابقة. وبالنسبة الى سوريا تتركز الإتصالات السرية في إشراف أميركي على ضرورة إنهاء حكم الأسد وإيجاد صيغة جديدة لتقاسم السلطة تضمن الحقوق المشروعة العادلة للغالبية السنية وللأقليات.

رابعاً – شدد المسؤولون الأميركيون في اتصالاتهم مع المسؤولين الروس والإيرانيين على ان مشاركتهم في الحرب على “داعش” والإرهابيين تتطلب موافقة موسكو وطهران على شروط التحالف أي التعاون مع الدول والقوى العربية المعتدلة ومع دول التحالف عموماً والتخلي عن المطالبة بالتنسيق مع نظام الأسد في هذه المعركة ومساندة عملية التغيير الجذري في سوريا والعراق لأن الانتصار يتطلب معالجة الجذور الحقيقية العميقة لأزمتي البلدين.

واستناداً الى المسؤول الدولي “فإن هذا الموقف الأميركي الصلب يلقى دعماً من دول التحالف ويعزز نفوذ المعتدلين العرب ويشكل ضربة قوية للمحور الإيراني – السوري – الروسي ويمهد لتطورات مهمة عسكرية وسياسية في الساحة السورية قريباً”.