Site icon IMLebanon

الأمن القوميّ العربيّ في قبضة إيران

 

قبل أشهر قليلة نقلت وكالة أنباء إيران تصريحاً لـ»علي أكبر ولايتي» قال فيه: «طهران سعيدة لما حققه الحوثيون من انتصارات قيمة ومتلاحقة في اليمن، وقد جاءت مدروسة ومخطط لها»، وأخطر ما قاله ولايتي في تصريحه هذا: «إن طريق تحرير فلسطين يمر عبر اليمن، لأن اليمن يتمتع بموقع استراتيجي هام» [والإشارة هنا إلى باب المندب]، بالأمس صنّف خبراء إستراتيجيون ما حدث  أمس في اليمن بأنّه «انقلاب»، عمليّاً هو انقلابٌ إيرانيّ رسميّ إنّما بيد الحوثيين، تأخر العرب كثيراً منذ إطلاق وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي العام الماضي تهديدهم في تشرين الأول من العام الماضي بأنّ «دول مجلس التعاون الخليجي لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث في اليمن»، ومع هذا ظلّ هؤلاء مكتوفي الأيدي إلى أن سقطت دار الرئاسة اليمنية بيد إيران، وقام الحوثيون بنهب قصر الرئاسة ونهب مخازن الأسلحة فيه، ولم يتبقَ إلا أن يُعلن عبد الملك الحوثي قيام مجلس عسكري في الساعات المقبلة، فيما يجمتع وزراء مجلس التعاون الخليجي في الرياض لمواجهة عقدة «الأيدي المكتوفة»!!

حتى عندما تناقلت وسائل الإعلام في شباط العام الماضي عن مصدر ديبلوماسي رفيع بأنّ قيادة المملكة العربية السعودية قد لوحت باتخاذ القوة والتدخل لوقف أي محاولات لسيطر جماعة الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء وأنها لوحت باتخاذ الإجراءات ستكون رادعة لتلك الجماعة المسلحة الخارجة عن القانون، معتبرة بأن تهديد أمن واستقرار اليمن هو تهديد أمن واستقرار المملكة»، وللأسف؛ سياسة العرب دفع الشرّ الإيراني عن الخليج إلى دول سواهم، حتى عندما سقط العراق باليد الإيرانيّة استندوا على الحائط الأميركي للحليف الخائن، ولم يتخذّوا أي خطوة تمنع إيران من تهديدهم في عقر دارهم وديارهم!!

قبل سنوات كُنّا «طليعة» المحذّرين من الخطة الإيرانية في اليمن ، ونشرنا في هذا الهامش سلسلة مقالات حملت عنوان «يمن خوش هال»، كما نبّهنا دائماً إلى خطورة وصول إيران إلى باب المندب، وهو أمر يلقى اهتمامنا منذ العام 1992، ما يحدث في اليمن يعني أن إيران باتت تهدّد الأمن القومي الخليجي، كما باتت تهدّد الأمن القومي المصري، ووسط هذه المخاوف لا بُدّ لنا من الإشارة أن الوضع اليمني سيسرّع نيران الحرب في الاشتعال.

قبل أعوام حذّرنا في سلسلة مقالات من الخطر الإيراني على اليمن ، والمخطط الجهنمي الذي وضعته إيران لتهديد أم أكبر دولتيْن عربيتيْن السعودية ومصر، وقدمنا وثيقة موجودة بالصوت والصورة تتحدّث عن هذا المخطط، ولكن العرب ظنوا دائماً أن بمقدورهم دفع الخطر إلى الشرق الأوسط  ليأمن الخليج، حتى أضحت دول الخليج كلّها في مهب الرياح الإيرانية!! ولا بد أن نذكّر هنا بتلك الوثيقة الكبرى وهي حديث مفصّل لعلي الكوراني، أحد أبرز المنظرين لسياسات إيران اليوم تحت عنوان «ظهور المهدي»، وقال الكوراني: «إن الحوزة الشيعية في «قم» و»النجف»، تسعى للسيطرة على كل منطقة «الحجاز»، والشام، واليمن، والعراق، وأنّ هدف المرجعية هو «رئاسة العالم الإسلامي كله»، وأن تمدد الشيعة ليس له حدود»، وأنهم يسعون إلى التمدد على كل الآفاق (…) وكلام  الكوراني هذا جاء في تعقيب له على حوار بقناة «المستقلة»، ردًا على أحد مناظريه من أهل السُنّة، وقال في نصّ مداخلته: «يا سيدي، نحن أصحاب عقيدة واضحة وضوح الشمس، وبصراحة، كل من استضفتموهم يقولون سياسة،  وليس عقيدة، العقيدة الجعفرية تقول، وبكل وضوح: «كل من لا يؤمن بولاية «علي» عليه السلام وأولاده، فهو لا يملك شيئًا،لا في الدنيا، ولا في الآخرة، وهذا رأي المتأخرين، والمتقدمين، والسيد الخميني رضي الله عنه ، قال:»نحن نسعى إلى وحدة سياسية، وليست دينية» لأنه لا يستطيع على جلالة قدره أن يخالف ما قاله أهل البيت.. ونحن نقول صراحة:نحن شيعة أهل البيت، لدينا قدوم عظيم، ليس له حدود، نحن نسعى إلى التمدد على كل الآفاق، بعدما زال صدام، أصبح لدينا العراق، وهناك مواقع عديدة، نسعى للوصول إليها، نحن أمة لا تعرف الكلل والملل.. وأنا أقول لك بصراحة: «عندنا في الخليج آل ثاني، في اليمن الحوثيين، والزيديين إخواننا، وسوف يكونون الطوق الذي نسعى به إلى امتدادنا على كل المنطقة».

نحن نسعى إلى السيطرة على هذه المناطق، لا تهمنا أندونيسيا، ولا تهمنا أفريقيا، لدينا طموح نسعى»ليل نهار» للسيطرة على كل الإسلام (…) نحن أمة عظيمة، أمة جاهدنا من ألف  وأربعمائة سنة، كنا ألفي شخص والآن أصبحنا ثلاثمائة مليون.. وأقسم الكوراني  فقال: «والله، نسعى إلى السيطرة على الحجاز، وعلى نجد، وعلى الكويت، وعلى البحرين، والحوثيين موجودين إخواننا الزيديين «زيد بن علي بن الحسين بن علي»، وليس «زيد بن عمر بن الخطاب(…) نحن أمة لا تقطعنا حدود، نحن لدينا عقيدة واضحة،هي رئاسة الأمة الإسلامية بأكملها، رئاسة الأمة بقيادة المرجعية في النجف وقم، والذي يعجبه يعجبه، والذي لا يعجبه عليه أن يضيق البحر»!! كان الله في عون لبنان والعالم العربي والسعودية ومصر، فالأيام المقبلة على المنطقة سوداء، بقدر سواد القلب الفارسي وأحقاد القلوب السوداء!!