الى اي مدى يمكن للبنان ان ينسجم مع الدعوة السعودية التي وجهت الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لزيارة المملكة تلبية للدعوة الرسمية التي وصلته من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز فضلا عن الدعوة الثانية التي وصلته من امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ونقلها وزير الخارجية في قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حيث كانت للزائر تصريحات اكد فيها ان الامارة على اتم الاستعداد لدعم لبنان متمنيا تشكيل الحكومة الجديدة وعودة الاستقرار والتعافي لاسيما ان السعودية لم تقطع علاقتها بلبنان ومثلها قطر لكن تبين ان البلدين على استعداد لدعم لبنان في مختلف المجالات.
وما قاله الوزير القطري سبق للموفد السعودي ان كرره لجهة الاستعداد المتواصل لمؤازرة لبنان وسعيها المتواصل لدعمه في ظل استمرار العلاقة الوطيدة التي تربط السعودية بلبنان من غير حاجة الى تأويل يفهم منه ان لبنان قد اخطأ يوما بحق السعودية وهكذا بالنسبة الى قطر اللتين تضمان الالاف من اللبنانيين الذين يضخون امولا طائلة على مدى سنوات طويلة بالامكان ان تحسب كمداخيل ثابتة للخزينة اللبنانية التي تأثرت كثيرا جراء ما شاب العلاقات المشتركة من توتر في ضوء تصرف حزب الله والقرار الايراني اللذين تسببا في التأثير على العلاقات اللبنانية مع دول مجلس التعاون العربي.
هذا الكلام لا بد من الخوض فيه من غير حاجة الى تأويل او تفسير معاكس لاسيما ان حزب الله يعرف كيف ادت تصرفاته الى الحاق الاذى بعلاقة لبنان بمعظم دول الخليج من غير ان يستفيد من علاقة الحزب بايران التي لا تزال تصرفاتها تسمم علاقة لبنان بالاشقاء العرب، بعكس رغبة لبنان القائمة على تفضيل العلاقة مع العرب نظرا لاهميتها بفعل تواجد الجاليات اللبنانية في الدول العربية المشار اليها.
وتجدر الاشارة بالنسبة الى العلاقة مع قطر الى انها كانت دائما طيبة وليس من ينسى ما قدمته قطر للبنان خلال عدوان العام 2006 اضافة الى استضافة قطر القدرات الاقتصادية والمالية فضلا عن فتح ابوابها امام المؤتمر الذي انهى خلافات لبنانية طويلة عريضة، وردت يومها الى اجراء انتخابات رئاسة الجمهورية جراء التعقيدات التي مارسها حزب الله وقوى 8 اذار لتأخير معالجة الازمة السياسية.
ومما قاله الوزير القطري ان بلاده لا تفرق بين ابناء الشعب اللبناني حيث تراهم نسيجا متماسكا لولا التدخل الخارجي الذي ادى ويؤدي الى تباينات دورية تؤثر على مسار الدولة لاسيما ان النأي بالنفس الذي يعتمدة لبنان محل اهتمام الاخوة العرب كحراك ايجابي على صعيد العلاقة اللبنانية – الخليجية ومن ابرز ما سمعه الزائر القطري استعداد لبنان لتقبل دور قطري في مجال النفط والغاز، الذي يؤهل الساحة اللبنانية للمشاركة القطرية في استخراج النفط والغاز نظرا لخبرتها في هذا المجال (…)
من الواجب والضروري القول في هذا الصدد ان الزيارة القطرية ستكون فاتحة لزيارات اخرى متبادلة بين المسؤولين اللبنانيين ونظرائهم القطريين، وهذا ينطبق بالضرورة على تبادل الزيارات بين المسؤولين السعوديين واللبنانيين على امل تعزيز تعافي لبنان من مسلسل ازماته السياسية والاقتصادي – المالية والادارية الواجب ان تكون في احسن حال. كما تجدر الاشارة الى ان مؤتمر الدوحة قد ثبت مبادئ اتفاق الطائف وتجاوز الازمات التي هيمنت على الساحة اللبنانية انذاك، خصوصا بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي من ضمن المواقف العربية العامة تجاه لبنان.
المهم في الزيارتين السعودية وبعدها القطرية، انهما تضمنتا دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لزيارة الدولتين على ما في ذلك من اهمية الاتصال مباشرة بالرياض والدوحة، وهذا ما سينطبق على دعوات اخرى ستوجه الى الرئيس عون على ان يلبيها في اقرب وقت، اي الى حين الانتهاء من تشكيل حكومة العهد الاولى المرتقبة في وقت غير بعيد، اقله بعد حل تعقيدات المطالب على طريقة »ما هب ودب« من جانب مجموعة سياسيين لم يعد يرضيهم ان يكونوا في عداد المعارضة طالما انها غير منتجة ماديا مثلها مثل الوزارات الدسمة؟!
وتجدر الاشارة في مجال تشكيل الحكومة الجديدة الى ان جهات بارزة تقف وراء تأخير طبخة الحكومة على خلفية اصرارهم على تولي حقائب يرون مصلحة لهم في ان تكون لهم من غير سواهم من الطاقم الوزاري – النيابي المشكوك بأمره، ليس لانه يطالب بوزارات بل لانه يمنع تشكيل حكومة منتجة تعرف كيف تواجه المخاطر المطلبية الماثلة امام الجميع، لاسيما ان عقد الملفات العالقة تبدأ بملف النفايات ولا ينتهي عند الملف الاقتصادي – المالي، بما في ذلك ملف الفساد المستشري في مختلف ادارات الدولة من غير ان ننسى ما هو مطلو بالنسبة الى ملف النفط والغاز؟!