IMLebanon

وللعرب اسلحة … ولكن !

 

أحد المحلًلين السياسيين والستراتيجيين العرب كان يتحدث، عبر شاشة قناة تلفزيونية شهيرة، رادّاً على ملاحظة أبدتها المذيعة حول عدم تمثّل الدول العربية بأصدقاء الدولة العبرية من دول أميركية وأوروبية، التي تقدم لها الدعم الهائل في الميادين كافة، فقال حرفياً: «لا تجوز المقارنة فنحن العرب  لا نملك شذات فاعلية كتلك الدول».

 

اعترف بأن هذا الجواب أذهلني، ولا اريد ان أمضي في التوصيف، فقط أود ان اتناول ما يمكن ان يستخدم العرب من «اسلحة» ذات شأن:

 

بداية أُعربُ عن استغرابي الشديد ألّا تكون جامعة الدول العربية في انعقاد دائم وجلسات متواصلة تصدر عنها مقرّرات على الأقل للتاريخ، حتى وان لم تكن على مردود ونتائج ذات شأن. فليس ما يبرّر عدم ترك الاجتماعات مفتوحة اثر ذلك الاجتماع اليتيم في الجامعة. وفي هذا السياق نطرح السؤال الاثير: أين هو «مجلس الدفاع العربي» المهيوب، بل كبير الهيبة؟!.

 

امّا عن الأسلحة التي يملكها العرب فلا نقصد بها البوارج البحرية وحاملات الطائرات، وان كانت لا تفوتنا الاشارة الى الأسلحة المكدّسة في المخازن وأماكن التجمع، يأكلها الصدأ، وقد كلّفت اصحابها الاف مليارات الدولارات بين اسعارها الحقيقية والسمسرات الهائلة (…). ولعلها تُستخدم في حروب الداخل وحروب الأخوة و «حروب» القمع.

 

وفي تقديرنا ان السلاح الأمضى يتمثّل ليس في الحديد والفولاذ وأنظمة التكنولوجيا، فهذه كلها محظّرٌ استخدامها من قبل العرب بِـ «فضل» ضعفهم المزمن. انما هو يتمثّل في سلسلة اجراءات منها:

 

أولاً – قطع العلاقات الديبلوماسية مع الدولة الصهيونية وسحب السفراء العرب المعتمَدين لديها، وطرد سفرائها من البلدان العربية.

 

ثانياً – وفي أسوأ الحالات وقف الزحف الإسرائيلي الذي تعج به عواصمُ ومدنٌ عربية تحت التمويه باكذوبة السياحة. وفي المقابل حظر سفر الرعايا العرب الى فلسطين المحتلة الذين يعود العديدون منهم برتبة «جاسوس».

 

ثالثاً – وقف تبادل المعلومات بين اجهزة المخابرات تحت تسمية ما يُزعم انه «الأمن الوقائي» بين دولٍ عربية والاحتلال الاسرائيلي.

 

رابعاً – وقف العلاقات المالية والتجارية والاقتصادية، الاستثمارية عموماً، بين اطرافٍ عربية واخرى صهيونية، وهي غير متكافئة في اي حال، اذ تميل دفّة ميزانها في غير مصلحة العرب المنخرطين فيها.

 

خامساً – وقف حركة الطيران بين مطارات الجانبين …

 

وفي اقتناعنا واليقين ان هذه «الأسلحة» لا تقل وقعاً وتأثيراً في العدو عن اسلحة النار.