IMLebanon

مصادر مقربة من عون لـ «اللواء»: إعادة وصل ما انقطع مع الدول العربية ضرورة

 

فلبنان في أزمة وهو عربي الإنتماء في الدستور

 

 

لا يمكن لأي خطوة تتعلق بالتواصل بين لبنان والدول العربية في هذه الفترة بالذات الا ان تعيد العلاقات اللبنانية – العربية على المسار الصحيح نسبياً, فلطالما وقفت الدول العربية الى جانب لبنان وقدمت الدعم المعنوي والمالي له في احلك الظروف. صحيح ان بعض هذه العلاقات شهدت طلعات ونزلات انما ما خرج من تصريحات رسمية من المسؤولين اللبنانيين والعرب كان يؤشر الى ان هناك حرصا على متانتها وعدم انقطاعها.

 

ومهما قيل عن ماهية تجاوب الدول العربيه مع طلب لبنان المساعدة  فإنه بمجرد فتح قناة للإتصال قد يكون له فوائده.ِ

 

في البيان الوزاري للحكومة الحالية ورد تشديد على تكثيف التواصل مع الدول العربية والشقيقة والدول الصديقة وكذلك اعضاء مجموعة الدعم الدولي والمتظمات والهيئات الدولية والإقليمية المعنية بغية العمل على توفير أوجه الدعم كافة للبنان بإعتبار ان استقرار لبنان ضرورة إقليمية ودولية.

 

بالطبع فرض بعض التطورات ولاسيما جائحة كورونا  حركة دبلوماسية خجولة من لبنان بإتجاه هذه الدول الا ان اتى تحرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في الوقت الذي كانت لافتة فيه الرسالة الرئاسية المصرية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الأيام الماضية.

 

فماذا تقول مصادر مقربة من رئيس الجمهورية لـ «اللواء» عن هذه الحركة التي اوعز الرئيس عون بها؟

 

وتؤكد المصادر انه نهاية المطاف هناك حصار على لبنان تحت حجة الحصار على حزب الله او فرض عقوبات عليه انما في الواقع الحصار على لبنان ونحن نرى في عملية النقد والأقتصاد وعلى المستويات المعيشية والخدماتية كافة بإستثناء التصدي للكورونا، كذلك لا بد من الأشارة الى ازمة النزوح بإختصار لبنان متروك للتخبط في ازماته وكي لا نجهل الفاعل فبالتأكيد الأميركي ولسنا نتحدث عن قانون قيصر وتداعياته غير المباشرة على لبنان وسوريا والأردن والعراق فهو موضوع اخر يستدعي بحثا مستقلا انما الواضح ان هناك صراعا قد بلغ اوجه بشكل متقدم جدا بين الأميركيين والأيرانيين في المنطقة كما الروس والصين ولأن حزب الله موجود على الأراضي اللبنانية وانطلق منها الى الداخل والإقليم فإنه في عين الصراع وبالتالي استهداف حزب الله هو استهداف لذراع ايران العسكري  في المنطقة وبالطبع فإن وباء كوفيد 19 زاد الأزمة تفاقما.

 

تشير المصادر الى انه على الرئيس الوصل حكما وبالتالي عليه ان يعيد ما انقطع من الوصل لأن لبنان في ازمة اولا ولأن هناك طروحات جديدة تتعلق بالهوية ثانيا لاسيما بعد ما تحدث البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي عن هوية حياد لبنان كهوية لبنانية اي انه تحدث عن الهوية اللبنانية كهوية حيادية وربما اسيء فهمه لأنه لا يقصد القول ان لبنان ليس عربي الإنتماء , لا فلبنان عربي الإنتماء في دستورنا.

 

وتتحدث المصادر عن مشكلة النقد والسيولة والدولار وتوفير المال للأمور الأساسية ومشكلة الكهرباء والنفط وفتح اعتمادات والـ capital control defacto فضلا عن مشكلة في هيكلية المصارف ولا بد هنا من التوقف عند قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في هذا المجال والأمر لا يتعلق بالهيكلة المالية فحسب او الرساميل انما هناك امر اكبر يدرس عن المصارف وقد تقتضي اعادة هيكلتها في اعادة اصولها الى ما هي عليه والودائع لتمكين المودعين من المحافظة على أموالهم وقد يتطلب الموضوع دمج واعادة وصف العلاقة مع البتوك المراسلة.

 

وتقول ان هناك المشاكل المتفاقمة والأخطار الأمنية التي تأتي في سياق التظاهرات المطلبية المحقة والمصادرة السياسية في الشمال وبعض البقاع وبيروت والطريق الساحلي بين الشمال وبيروت مؤكدة ان كل هذه الأمور تدفع بالرئيس عون الى اعادة الوصل مع بعض الدول العربية وقد اتخذ هذا الأمر طابعا امنيا- حياتيا وليس طابعا دبلوماسيا فحسب فإختياره اللواء ابراهيم لهذا الأمر ليس ابن الصدفة وهناك وزير الخارجية ايضا يجري اتصالاته وهو سبق ان قام بذلك في الفاتيكان ويقوم بذلك مع الأميركيين كما ان الحكومة تقوم بعملها قدر الأمكان لو ان المطلوب منها  فاعلية اكثر وسرعة تجاوب اكبر مع الأزمات والعزوف عن الأتهامات والذهاب اكثر فأكثر الى الحلول الناجعة .

 

وترى ان لا خيار الا بإعادة الوصل بما يعني ان الدول العربية المحيطة بنا ولاسيما الصديقة  اين هي من ازمة لبنان؟ فهي تعاني ايضا بسبب الكوفيد واكبر اقتصاديات العالم تعاني من هذه الجائحة مشيرة الى ان سلسلة تحركات سجلت سواء في زيارة اللواء ابراهيم  دولةالكويت او سفارة المملكة العربيه السعودية في بيروت وهناك رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس عون ما يعني ان مصر في قائمة الدول التي تقف الى جانب لبنان وهناك بلدان اخرى قد يكون من الواجب زيارتها والتنسيق معها في مواضيع كثيرة وحساسة متوقفة عند زيارة وزير خارجية فرتسا جان ايف لودريان في 22 تموز الجاري الى بيروت وكل هذه الأمور تصب في خانة التواصل ووصل ما انقطع وما يجب الا ينقطع لا في الأيام العادية ولا في الأزمات فكيف بالحري في الأزمات الموروثة والمعقدة.

 

اما عن تجاوب الدول العربية مع مطلب لبنان فيبقى وفق ما تقول  مصادر ديبلوماسية لـ «اللواء»  رهناً بها مع العلم ان تطمينات وصلت الى كبار المسؤولين تفيد انه لن يسمح بوقوع لبنان, لافتة الى انه نهاية المطاف لا يمكن للبنان التخلي عن محيطه العربي.

 

وذكرت المصادر نفسها ان العلاقات الخارجية هي حصرا ما تبقى بعض الطائف لرئيس الجمهورية سواء على صعيد اعتماد سفراء او قبول اعتمادهم كما في عقد اتفاقات دولية وتولي المفاوضة في عقد هذه الإتفاقات وما شابه  ويجب الا ننسى التفاوض مع صندوق النقد حيث تساهم فيه اقتصاديات العالم الكبيرة والولايات المتحدة الأميركية لوحدها تملك حق النقض بنسبة 17 بالمئة ونحن نحتاج الى 85 بالمئة من الأصوات مؤكدة ان هناك تواصلا مع الأميركيين اذ لا يمكن ان يقف لبنان في الوقت نفسه في حالة جفاء او عداء  مع الولايات المتحدة الأميركية في هذه الأزمة الخطيرة، موضحة ان احترام رئيس الجمهورية لثوابته الوطنية والقومية والعربية وكرامة لبنان واحترام قسمه لجهة السهر على سلامة الأرض والشعب وحسن تطبيق الدستور والقوانين هي خطوط حمر ولكن ما عداها مصلحة الوطن والشعب تعلو كل اعتبار.

 

أما عن تجاوب الدول العربية مع مطلب لبنان فيبقى وفق ما تقول  مصادر ديبلوماسية لـ«اللواء»: رهناً بها مع العلم ان تطمينات وصلت الى كبار المسؤولين تفيد انه لن يسمح بوقوع لبنان, لافتة الى انه نهاية المطاف لا يمكن للبنان التخلي عن محيطه العربي.