Site icon IMLebanon

العرب تخلّوا عن لبنان لإيران و«داعش»  

 

 

هذا التخلي العربي عن لبنان بسبب وجود حزب مسلح فيه تابع لإيران، يعتبر قصاصاً لكل لبناني حتى ولو كان الهدف الرئيسي هو الحزب الذي يمثل إيران.

 

لِنَقُلْها بكل صراحة، إنّ هناك فئة صغيرة مسلحة تسليحاً جيداً، في الأساس كانت مهمتها تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي عام 1982، وبالفعل تحرّر لبنان ولكن بفضل الشعب اللبناني كله، وبفضل الجيش اللبناني، وبفضل الحزب العظيم أيضاً الذي استغل موضوع التحرير، ليتحوّل بعده الى حزب كما يقال «غب الطلب»، أي ان الحزب صار بعد تاريخ 25 أيار 2000 المجيد الذي تحرّر فيه لبنان باستثناء «مسمار جحا» أي تلال كفرشوبا ومزارع شبعا حزباً مسلحاً تابعاً للجمهورية الاسلامية ينفذ الأوامر التي تعطى إليه من إيران، وهذا باعتراف أمين عام الحزب السيّد حسن نصرالله الذي يقول، إنه جندي في حزب ولاية الفقيه، وإنه يسعى ليكون لبنان ضمن الدولة الاسلامية التابعة لولاية الفقيه في الزمان والمكان. وأضاف أيضاً قائلاً: «إنّ سلاحنا وأموالنا ورواتبنا ومصاريفنا وأدويتنا وصواريخنا كلها تأتي من الجمهورية الاسلامية في إيران». وللعلم فإنّ إيران تدفع سنوياً منذ عام 1983 مليار دولار رواتب ومصاريف للحزب، وملياراً ثانياً للسلاح، وللعلم أيضاً كما قال السيّد نفسه إنه يملك 100 ألف مقاتل و150 ألف صاروخ.

 

من هنا نقول إنّ اللبنانيين ليسوا مسؤولين عن تصرفات الحزب، خاصة عندما بدأت الحرب الأهلية في سوريا في آذار عام 2011 فقد أرسل السيّد نصرالله مقاتليه الى هناك رغم الاعتراض الكبير من اللبنانيين، لكنه زاد بأنّ أبدى استعداده كي يذهب هو شخصياً كما يدعي للدفاع عن المقدسات الدينية، التي كانت في السيدة زينب.. وانتقلت قواته الى حمص وحماه وحلب واللاذقية وطرطوس وغيرها من المناطق السورية كافة.

 

لم يكتفِ الحزب بذلك بل أصبح المسؤول عن تدريب المقاتلين الحوثيين، وذهب الحزب الى اليمن حيث شارك في الحرب اليمنية هناك أيضاً.

 

حتى العراق لم يسلم من إرسال مقاتلين للقتال الى جانب الميليشيات الشيعية المتطرفة المسؤولة عن قتل العراقيين من أهل السنّة.

 

وكذلك فعل بالنسبة للبحرين، وقام بمحاولة فاشلة في الكويت.. حتى وصلت الأمور الى قول آية الله الخامنئي وعدد كبير من المسؤولين الكبار في إيران: «إننا نسيطر على أربع عواصم عربية هي: بغداد وصنعاء ودمشق وبيروت».

 

كل هذا والدول العربية تَتَفَرّج، ولكنها مستاءة. ولكن ما ذنب اللبنانيين المعتدلين الذين لا يحملون سلاحاً؟ ماذا كان بمقدورهم أن يفعلوا؟ حتى الأمم المتحدة متآمرة على لبنان، إذ انها بعد حرب تموز 2006  أرسلت قوة لتكون فاصلة بين لبنان وبين إسرائيل، أي لتحمي إسرائيل، وتركت الحزب يسرح ويمرح ويمدّ سلطته على ما بقي من الجنوب والبقاع وقسم من بيروت ولا ننسى الضاحية الجنوبية.

 

يا أهلنا العرب الذين نحبهم من كل قلوبنا، أهل لبنان لا بل أكثرية اللبنانيين يحبونكم، ولكن نحن مغلوبون على أمرنا، وأنتم «بينكم وبين أنفسكم» تعلمون حق المعرفة اننا نحبكم، وأننا مظلومون.

 

يا أهلنا في كل الدول العربية، نقدّر تحملكم تصرفات الحزب ضدكم، بدءاً برغبة الحزب في قتل العرب السنّة لمصلحة إيران، ومن إرسال المخدرات الى بلادكم، ولكن معظم الشعب اللبناني غير قادر أن يفعل شيئاً.

 

أما بالنسبة لخطاب الرئيس سعد الحريري، الذي شرح فيه أسباب عزوفه عن خوض الانتخابات قائلاً: «إنكم تخليتم عن اللبنانيين المعتدلين، وإنكم تعاقبون الشعب اللبناني جرّاء أعمال الحزب».

 

لكننا نقول للجميع: «إن ترك الحريري الساحة، سيمكّن المتطرفين الاسلاميين وجماعة الحزب والأسوأ داعش من السيطرة مجدداً على لبنان».

 

هذه كلمة من القلب موجهة الى ضمائر كل شعوب العالم العربي عسى ولعلّ أهلنا هناك يستفيقون.