Site icon IMLebanon

ميقاتي يسعى للقيام بزيارات لعدد من الدول العربية

 

عودة سفراء مجلس التعاون الخليجي إلى بيروت تفتح قنوات التواصل

 

 

في خضم التطورات والمستجدات المختلفة الاقليمية والدولية عاد لبنان مجددا لترتيب اوضاعه العربية من خلال المواقف الايجابية والطبيعية الذي اعلنها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بإتجاه اشقائه العرب عموما ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصا، هذه المواقف التي سبقت اطلالة لبنان من بوابة قطر، حيث شارك الرئيس ميقاتي نهاية الاسبوع الماضي في «منتدى الدوحة» وهو شكل له فرصة لعقد سلسلة من الاجتماعات العربية والدولية كذلك لتجديد موقفه عن حاجة لبنان الى اعادة علاقاته المتينة مع اشقائه واصدقائه خصوصا في ظل هذه المرحلة العصيبة الذي يمر بها.

 

مصادر مرافقة لزيارة ميقاتي الى قطر تؤكد عبر «اللواء» على اهمية هذه الزيارة والتي اسفرت عن نتائج ايجابية جدا على صعيد بدء عودة الامور الى نصابها الطبيعي، وتعتبر المصادر الى ان الاتصالات والمشاورات والتي بدأت برعاية فرنسية ازالت الجفاء في العلاقات اللبنانية-الخليجية نتيجة بعض مواقف وممارسسات فئة من اللبنانيين تجاهها، وتجلى ذلك بداية خلال الاتصال الذي جرى بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ورئيس الحكومة في اوئل شهر كانون الاول الماضي، ومن ثم توالت الخطوات من قبل فرنسا ودولة الكويت اللذين لعبا دورا مهما لاعادة العلاقات اللبنانية –الخليجية الى مسارها الطبيعي، وقد عبرت ورقة العمل العربية الذي نقلها وزير الخارجية الكويتي الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح الى لبنان مطلع العام عن هذا الامر، واستمرت هذه الاتصالات التي راكمت ايجابيات وقطعت خطوات كبيرة تمثلت ايضا بالاتصال الذي جرى بين الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية الكويتي منذ قرابة العشرة ايام و تناول مسار المسعى الكويتي لاعادة العلاقات اللبنانية-الخليجية الى طبيعتها، وقد تلاه موقف متقدم للرئيس الحكومة تجاه الدول العربية في التزام بنود المبادرة الكويتية وقرارات الجامعة العربية والشرعية الدولية وباتخاذ الاجراءات المطلوبة لتعزيز التعاون مع دول الخليج، ومن ثم توجها الرئيس ميقاتي خلال زيارته الى الدوحة وهو اجرى اجتماعات عدة ستظهر نتائجها خلال الايام القليلة المقبلة حسب توقعات المصادر، وهي اكدت ان رئيس الحكومة تلقى وعدا من امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمساعدة لبنان في المجالات كافة، وبزيارة سيقوم بها وزير خارجيته خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني الى بيروت خلال شهر رمضان المقبل للاطلاع عن قرب على الاوضاع الاجتماعية والحاجات الاساسية الذي يحتاجها لبنان، واللافت ايضا حسب المصادر المحادثات الذي اجراها الوزير القطري في الدوحة مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان حيث تطرقا فيها الى الوضع في لبنان وكيفية تقديم الدعم والمساعدات له مع التشديد على وجوب قيامه بالاصلاحات المطلوبة منه دوليا، خصوصا ان فرنسا تلعب دورا اساسيا على هذا الصعيد وهي شريكة اساسية للمملكة العربية السعودية من خلال تمويل سلسلة من المشاريع الانسانية الهادفة لدعم الشعب اللبناني وهذا الامر كان مدار متابعة من قبل الوزير الفرنسي ونظيريه السعودي والكويتي خلال لقائهما في كل من الرياض والكويت، بموازاة وعد فرنسي بعقد مؤتمر حول لبنان اوائل الصيف المقبل، مما يعني ان هذه المحادثات ستصب لمصلحة لبنان خصوصا ان دول مجلس التعاون الخليجي كانت وستيقى داعمة دوما للبنان وشعبه.

 

واذ كشفت المصادر أن الرئيس ميقاتي يسعى للقيام بزيارات لعدد من الدول العربية، اشارت الى انه حتى الان لا مواعيد محددة على جدول اعماله بإنتظار استكمال الاتصالات والتحضيرات لها، خصوصا ان هناك خطوات يتم العمل عليها في هذا الاطار من خلال المنحى الذي يمكن ان تسلكه ولكنها ابدت تفاؤلا حيال الوصول الى الهدف المطلوب في  الوقت الطبيعي.

 

واكدت المصادر أن عودة السفير السعودي الى بيروت وليد البخاري كما بات معروفا ستكون قريبة جدا، كذلك عودة السفير الكويتي مما يشير الى تعزيز الحضور الديبلوماسي في بيروت عشية التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة، وهذا يؤكد على امكانية فتح قنوات التواصل بشكل واسع بين بيروت والعواصم العربية.

 

وتلفت المصادر الى ان كل المؤشرات تدل الى ان هناك رسماً لخارطة سياسية دولية-اقليمية جديدة وهذا الامر سيكون له انعكاس طبيعي على لبنان إن كان بالنسبة الى تطورات محادثات  فيينا والوصول الى اتفاق قريب حسب ما توحي اليه الاجواء، او في ما خص نتائج الاجتماع الموسع الاول من نوعه من حيث المشاركة والحضور في النقب والذي حمل الكثير من الدلالات البالغة الاهمية لا سيما بالنسبة الى العلاقات العربية-الاسرئيلية، كذلك تشير المصادر الى الانتباه لاهمية الزيارة الذي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد الى الامارات العربية المتحدة مؤخرا  ومستوى المحادثات التي عقدها وهي توحي بإمكانية عودة سوريا الى الحاضنة العربية في وقت غير بعيد، كذلك ما تلاها من زيارة غير عادية لوزير الخارجية الايراني عبد الامير اللهيان الى كل من سوريا ولبنان .

 

وبالانتظار، فإن الايام المقبلة ستكون كفيلة لمعرفة ما اذا كان باستطاعة لبنان ان يستثمر فرصة مد اليد العربية له بشكل ايجابي، او انه سيعمل على تضييّع الفرص كالعادة.