Site icon IMLebanon

أين العرب يا عالم؟!!  

 

 

في الوقت الذي كنا ننتظر من أي دولة عربية أن تلجأ الى محكمة العدل الدولية وتقيم دعوى على ما تقوم به إسرائيل من جرائم ضد الشعب الفلسطيني منذ 3 أشهر، وهي مارست أبشع أنواع القتل والتدمير مما يشهد له العالم، وهو ما غيّر نظرة العالم باتجاه التعاطف والتأييد للشعب الفلسطيني الذي يُقتل على مدار الساعة.

 

وأمام هول ما يحدث والعالم العربي بأسره يتفرّج، حتى الدول العربية التي لها ثقل في قوة التأثير على العالم ولها تاريخ في هذا المجال. ونتذكر هنا ما فعله المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز يوم اتخذ قراراً بقطع النفط عن العالم كي تتوقف إسرائيل عن قتل العرب ودفع صاحب القرار ثمن ذلك حياته.

 

وبدل أن تقوم إحدى الدول العربية، كما ذكرنا في المقدمة، بتقديم دعوى ضد إسرائيل أقدمت دولة جنوب افريقيا على تقديم الدعوى ضد إسرائيل أمام المحكمة الدولية.

 

ففقد حكام إسرائيل صوابهم… ولم يكن أمامهم سوى حلّ وحيد، اعتادوا عليه… إنه طريق التحدّي، علّهم يُفَشّلون ما جمعته جنوب افريقيا من أدلة.. من هنا قال المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية إيلون ليفي إنّ إسرائيل ستمثل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي لدحض اتهام جنوب افريقيا لها.

 

وكانت جنوب افريقيا قد تقدّمت بطلب الى محكمة العدل الدولية لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بسبب العمليات العسكرية التي تشنها في قطاع غزّة. كما كانت جنوب افريقيا من أشد منتقدي الحملة العسكرية الاسرائيلية في غزّة.

 

وفي هذا المجال، قال هذا المتحدث باسم حكومة إسرائيل في مؤتمر صحافي «نؤكد لقادة جنوب افريقيا ان التاريخ سيحكم عليهم، وسيحكم عليهم بلا رأفة».

 

وقال ليفي أيضاً: اعلموا جيداً أنّ التاريخ لا يرحم.

 

بالنسبة لجنوب افريقيا فإنها أيّدت الفلسطينيين في غزّة بقوّة، وأدانت العدوان الاسرائيلي منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت.

 

إشارة الى ان أكثر من 22.000 فلسطيني قُتِلوا معظمهم من المدنيين منذ بداية هذه الحرب.

 

لقد أعلنت إسرائيل الحرب على «حماس»، بعد قيام الأخيرة باجتياح «غلاف غزّة» ودخول المعسكرات والمستوطنات الاسرائيلية، وقتلوا 1200 شخص معظمهم من المدنيين وأخذوا معهم 240 أسيراً كرهائن.

 

إدانة إسرائيل تنصب على قتل المدنيين عشوائياً وهم أبرياء، وهدم البيوت والمعابد والمستشفيات والمدارس ومحاولة القضاء على كل ما هو تراثي عند الفلسطينيين.

 

جنوب افريقيا حضّرت ملف الادعاء لتسمعه للمحكمة في 11 و12 كانون الثاني الحالي. هذا ما صرّح به المتحدث باسم جنوب افريقيا كليسون مونيتا على منصة «اكس».

 

إسرائيل قبلت تحدّي جنوب افريقيا، كما قال إيلون ليفي، وستحضر الجلسة لتثبت بطلان ادعاء جنوب افريقيا، وبأنّ «حماس» هي المعتدية والتي بدأت بالهجوم.

 

المحكمة الجنائية الدولية كانت قد تلقت شكوى ضد إسرائيل مرة قبل هذه المرة، وكان ذلك في العام 2004 عندما أشارت المحكمة الى ان الجدار الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية، وقالت إنّ هذا الجدار هو ضد القانون الدولي. وكانت إسرائيل ادعت ان هذا الجدار هو لمنع تسلّل «الارهابيين» على حد قولها لمهاجمة قواتها.

 

حقّاً إنّ شرّ البليّة ما يُضحك… ولكنّ الحق لا يمكن إخفاؤه… والانتصار في النهاية سيكون للمعتدى عليه المظلوم… وسيعلم الظالمون أيّ منقلب سينقلبون.