Site icon IMLebanon

القمة… تحية لغوتيريس  

 

تابعتُ وقائع الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة والثلاثين للقمة العربية التي عُقدت، أمس، في المنامة عاصمة البحرين. وأود أن أعرب عن تقديري لأمين عام الأمم المتحدة السنيور انطونيوس غوتيريس الذي تناول الحرب الصهيونية الوحشية على قطاع غزة. وليُؤذَن لي أن أقول إن كلامه كان أكثر عروبة من الكلمات التي أدلى بها بضعة رؤساء دول عربية الذين بلغ الأمر في اثنين منهم على الأقل أن يتجاهلا غزة كلياً، فلم يرد اسمها على لسانيهما على الإطلاق. وليت هذا السياسي البرتغالي يكون قدوة لبعض القيادات العربية وهو في الموقف القيادي العالمي الحسّاس، ومع ذلك واصل كشف حقيقة الصهاينة في مسار لم يتراجع عنه طوال الأشهر السبعة الماضية حتى اليوم، مندّداً بالإجرام الإسرائيلي غير المسبوق بهمجيته، معرّضاً نفسه لهجومٍ وتهديدات من العدو. طبعاً، هذا لا ينفي أن أكثرية القادة العرب في القمة قد تضامنوا مع غزة، وهذا أضعف الإيمان.

 

على صعيد شخصي، فقد سبق أن حضرت بضعة قمم عربية، كما قُيِّضَ لي أن شاركت في حضور جلستين غير علَنِيّتَين في قمتين (يُحظّر نقلُ وقائع هكذا جلسات)، وكما يقول المثَل اللبناني السائر: «عينك ما تشوف»، لما تحفل به الجلسات السرية من هرج ومرج ومداخلات تكشف عمق الخلافات وحقيقة المشاعر والكمّ الهائل من الأحقاد والضغائن، والخلافات الحادة التي تطفو على السطح، عندما يذوب الثلج ويبدو المرج على واقعه وحقيقته اللذين كانت تغطيهما لياقات الجلسات العلنية.

 

الى ذلك بدا واضحاً، أمس، أن أكثرية الدول العربية، في مشارق الأمة ومغاربها، تدعم حكومة أبو العبّاس الصُوَرية. وهذا موقف سلبي من «حماس». وكان لافتاً أن القادة الذين طالبوا مجلس الأمن الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين ذات السيادة لم يتجرأوا على وضع الأصبع على الجرح، لأنهم (باستثناء واحد منهم) لم يذكروا أن «الفيتو» الأميركي هو الذي أسقط، أخيراً، مشروع قيام جمهورية فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة.

 

في أي حال تبين أن قلةً نادرة من قادة الدول تُـحسِن قراءة اللغة العربية، ولا أتحدث هنا عن بعض الدول التي ليست في العروبة بشيء وقد أُلحقت بجامعة الدول العربية لأسباب اقتصادية وتوازنات سياسية، إنما أتحدث عن دول من المعروف أنها أصيلة في عروبتها، أو هذا هو المعروف عنها، وقد أصرّ رئيس إحداها على تكرار قراءة كلمة «قُمّة» (بالرفع، أي بضمة على حرف القاف)، بدلاً من أن يقرأها كما يجب أن تُقرأ هكذا «قِمة» (بكسر حرف القاف). وللذين، مثل رئيس تلك الدولة، نقول: بين الضمة والكسرة يختلف المعنى اختلافاً هائلاً… ولن نزيد. راجعوا القاموس!