يوماً إثر يوم يتبيّـن كم أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري حريص على العلاقات العربية، والزيارة التي يقوم بها اليوم الى العراق تأتي في توقيت أنّ عروبة الطائفة الشيعية في العراق بحاجة الى دعم عربي شيعي ومَن أفضل من الرئيس بري أن يقدّم هذا الدعم وهو المعبّر الحقيقي عن عروبة الشيعة في المنطقة.
صحيح أنّ الزيارة رسمية بدأت بمقابلة رئيس المجلس النيابي العراقي، لكن الأهم فيها هي لقاؤه مع المرجعية الكبرى سماحة السيّد السيستاني، خصوصاً أنّ السيستاني كان قد استقبل، قبل فترة وجيزة، الرئيس الايراني روحاني وقال له: إنّ الشيعة العراقيين هم عرب، كما قال له أيضاً: لا تتدخلوا أنتم مع شيعة العراق، فتدخلكم يقسّم الشعب العراقي الواحد، وكذلك أنتم تدعمون الشيعة المنتمين الى الفرس ضد أهل السُنّة وهذا ليس في مصلحة العراق.
لا شك في أنّ روحاني لم يكن يتوقع هذا الكلام وقد فوجئ به.
علينا أن نعترف أنّ الدور الايراني في العراق إنتقامي، إذ انّ طهران ترغب في القضاء على أهل السُنّة في العراق، وأيضاً دعم الميليشيات المتطرفة التابعة لها بالمال والسلاح، وكذلك فإن وجود هذه الميليشيات هو الذي يعرقل قيام الدولة العراقية العربية وانتظام أحوالها.
لذلك، الذي جلب «داعش» والتطرّف الى العراق هو المالكي والاميركيون… فالمالكي أطلق من سجونه وسجون سوريا بالاتفاق مع صديقه بشار متطرفين إذ أطلق كل منهم 2000 متطرف من سجونه وتركوهم يمارسون إرهابهم، ثم راحوا يعلنون انهم يحاربون الارهاب، وتلك كانت لعبة ذكية من إيران نفذها بشار والمالكي والذين يدورون معهما، في فلك إيران في سوريا والعراق.
أدى ذلك الى حرف الثورة في سوريا عن مسارها من ثورة سلمية يطالب الثوار بالحرية والانتخابات النزيهة والديموقراطية الى ثورة دموية.
ثم يأتيك قادة إيران من كبيرهم الى بطل الأبطال قاسم سليماني فيتحدثون عن سيطرتهم على 4 عواصم عربية (بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء)… في كلام إستفزازي لم يتوقف طوال السنوات الأربع الأخيرة… ما يهدف الى استعداء أهل السُنّة على الشيعة في محاولة لإيقاظ الفتنة الكبرى.
إنّ زيارة زعيم شيعي عربي مثل الرئيس بري الى العراق تشكل عائقاً أمام تحقيق المخطط الايراني الفتنوي.
عوني الكعكي