Site icon IMLebanon

العرب وفلسطين وأمثولة وعد بلفور

 

الحالة العربية لا تبشر بالخير، كما كانت عليه غالبا، إلاّ نادرا. ومحاولات تلميع المظهر وتطريزه بالألوان الزاهية لا تجدي ما لم يتغيّر الجوهر والمضمون. ومثل هذا النوع من التغيير والتطوير يحتاج أولا الى فكر استراتيجي متقدّم، بينما الغالب على العرب هو الفكر القبلي والعشائري. كما يحتاج التطوير من الداخل الى عشرات مقبلة من السنين، ولا يتحقق بين عشيّة وضحاها. وعلى الرغم من مرارة المحن التي مرّ بها العرب، فانهم لا يتعلمون من دروسها ويكررون الوقوع دائما في الأخطاء نفسها، ويلدغون من الجحر الواحد ليس مرة واحدة، وانما عشرات المرات! وآخر هذه الدروس هو ما تحتفل به بريطانيا واسرائيل والصهيونية العالمية بمئوية وعد بلفور وقد بلغ الاستهتار بالعرب برمتهم، ما حمل الحيزبون تريزا ماي على التفاخر بالجريمة الانسانية الجماعية التي صنعتها بريطانيا باهدائها فلسطين الى يهود العالم من الصهاينة، ورئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي تجاهلت الهولوكوست التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني منذ العام ١٩٤٨… ومعنى الحيزبون العجوز الشمطاء سيّئة الطباع والداهية…

من مظاهر الدهاء البريطاني انه ابتكر سياسة فرّق تسد. في حين ان الذين تضربهم بكوارثها، يتوجهون بالعداء الى أميركا وينسون بريطانيا! وهذا لا يعني صكّ براءة للسياسة الأميركية وتوجهاتها العدوانية والوحشية والعنصرية ضد العرب والاسلام. وأميركا، رئيسا بعد رئيس وعهدا بعد عهد، تزداد عدوانية ليس فقط ضد العرب والمسلمين، وانما ضد كل من يرفض التبعية لها، وتعمل على كسره وتدميره، وشعاره الدائم اسرائيل فوق الجميع على غرار الشعار النازي المانيا فوق الجميع أوبراللس! ولا يضاهي عدوانية الحيزبون تيريزا ماي سوى غباء المتحدث الاقليمي باسم حكومتها الذي برّر وعد بلفور بالقول: بريطانيا تتعاطف مع معاناة الشعوب، وهذا ما حصل مع اليهود في حقبة بلفور حيث كان اليهود يعانون في أوروبا! واذا كانت بريطانيا تتعاطف مع معاناة الشعوب، فلماذا يضربها العمى اليوم، وتعجز عن رؤية معاناة الشعب الفلسطيني، على مدى عقود؟! واذا كان اليهود قد عانوا من اضطهاد أوروبا لهم، فلماذا لم تعدهم بوطن في أوروبا؟!

 

ما لم يتعلم العرب الدروس، ومنها أمثولة وعد بلفور، فان الهولوكوست التي تنزلها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ستعممها على كل العرب بقيادة أميركا وبريطانيا وبقية الحلف الجهنمي!