Site icon IMLebanon

مطران المكسيك مع «الخط».. أي فرنجية!

«اللقاء الأرثوذكسي» يكرّم شدراوي اليوم

مطران المكسيك مع «الخط».. أي فرنجية!

العصا بيده ليست لـ «الزينة». رجل الدين، برأيه، مواطن قبل أي شيء ولديه حقوق وواجبات ويجب ألا يكون «سلبيا». أبناء الجالية اللبنانية في المكسيك يتذكرون كيف تحدى حاكم ولاية مدينة مكسيكو مارسيللو ايبرارت وتوجه اليه من بين الجماهير قائلا: «هل يلحق الحمار حمارا، لماذا علينا ان نكون أقل من الحيوان»؟

جاء كلامه حينها احتجاجا على تشريع زواج المثليين في الولاية وكانت له مواقف مشابهة عند تشريع الإجهاض وغيرها من القوانين التي تتعارض ومبادئ الكنيسة. الإعلام المكسيكي لم يتهجم على رجل الدين الأرثوذكسي كقيمة روحية «قد يحق لها ما لا يحق لغيرها» واكتفى بوصف كلامه بـ «الانتقاد القاسي». أميركا اللاتينية برمّتها تعرف جيدا من هو المطران انطونيوس شدراوي متروبوليت أبرشية المكسيك وفنزويلا وأميركا الوسطى وجزر الكاريبي.

ابن طرابلس المولود في العام 1932 درس في اليونان. آلمه كثيرا إقصاء المسيحيين عن بلدية عاصمة الشمال.. يؤيد الدولة المدنية بالكامل في المكسيك ولكن في لبنان له رؤيته الواضحة: «تركيبة البلد تقضي بعدم عزل أحد وتطبيق صيغة 6 و6 مكرر بحذافيرها».

يأسف شدراوي لخسارة الأرثوذكس مراكز كثيرة في الدولة اللبنانية جراء تقاعس بعض رجال الدين. «فالصلاة، برأيه، مطلوبة ولكن المطالبة والسعي ضروريان، وعلى رجال الدين أن يكونوا رأس حربة». كما أنه «من الرافضين لان يكون شماسا يدير أبرشية ما لأن راعيها طعن بالسن، فضلا عن إقصاء الأكفاء عن الكنيسة».

يقرأ أخبار لبنان وسوريا ويتصفح يوميا صحف المكسيك المحلية. يعتبر أن السياسيين في لبنان «دمى» وما الانعطافة التركية إلا انتصار للدور الروسي على الدور الأميركي في المنطقة، وعليه، فإن الحل للفراغ الرئاسي الذي تخوف منه قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان، لن يكون إلا بتوافق موسكو وواشنطن.

علاقة المطران شدراوي ممتازة مع «زعيم زغرتا» سليمان فرنجية لأنه من محبي «الخط الواضح» ويمقت الرمادية. يعشق كرة القدم. «يفرض» على الأرشمندريت فادي رباط مجالسته لمتابعة المباريات وتشجيع المكسيك وفريقها المحلي «تشيفاز».

في ضهور الشوير، تحتفل اللجنة الثقافية في «اللقاء الارثوذكسي»، اليوم، باليوبيل الذهبي لسيامته مطرانا. طوال ولايته، لم يعرف يوما «تدوير الزوايا» بل أبدع في «تربيعها». صريح جدا لكنه يعرف كيف يرسم الحدود ويوصل الرسالة.

يتمتع بـ «ذاكرة فيل» ولا سيما في ما يخص الأرقام. يقدس الوقت. عاصر أربعة بطاركة (الصليبي وقربان وطحان وهزيم) ويؤمن بأن رجل الدين «هيبة وحضور». المقربون منه يؤكدون أنه «ظاهرة لن تتكرر. صنع في المكسيك من لا شيء كل شيء فكان هو من بنى أبرشية أكبر من لبنان بأضعاف».

في حديقة الكاتدرائية العريقة التي بناها في المكسيك قبره بات جاهزا. يقول «سيدنا شدراوي»: «المكسيك أبرشيتي وسأموت فيها».