قال المطران سمير مظلوم أمس “إن بكركي لا ترى فائدة في الوقت الراهن من جمع القيادات المارونية للوصول إلى قرار إيجابي على صعيد الاستحقاق الرئاسي، مع أن التواصل قائم مع هذه القيادات وفي ما بينها، لكن الأمور ما زالت معقّدة”، آملاً في أن يُثمر أي لقاء يعقده الدكتور سمير جعجع والنائب ميشال عون إيجابيات على صعيد الانتخابات الرئاسية من حيث الإسراع في إجرائها.
وما دام اللقاء الرباعي غير نافع، بعد تجارب عدة لم تحقّق نتائج إيجابية، فالحوار الثنائي يمكن أن يشكّل بداية، وهو حوار ينتظره المسيحيون كحدث تاريخي، لكنه في حقيقته أقلّ من ذلك بكثير، أو هكذا ينبغي أن يكون، ذلك أن الخلاف السياسي يجب ألا يؤدي الى قطيعة نهائية بين الأفرقاء، لأن الاختلاف في وجهات النظر عمل آني مرتبط بالظروف والتحالفات، وانقطاع التواصل مع ما يقابله من بث أحقاد وضغائن، ينعكس سلباً على مجمل الحياة السياسية والوطن، وتحديداً على المسيحيين الذين يُنادي كل طرف منهم بالعمل من أجل المحافظة عليهم، وضمان أمنهم واستقرارهم. إن نظرة المسيحيين الى لقاء كهذا هي أنهم يدركون حجم التباعد بين الرجلين، ويعرفون جيداً آثاره وانعكاساته السيّئة عليهم، وخصوصاً مع خلوّ سدّة الرئاسة الأولى من الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي.
لكن الحقيقة أن الآمال الكبيرة يجب ألا تُبنى على اللقاء المرتقب، لأن المواقف من الرئاسة الأولى واضحة لدى الطرفين وكل منهما يضع فيتو على الآخر، مما يعني أن الحوار المرتقب اذا ما تمّ، سوف تنحصر نتائجه في إراحة الأجواء بين المسيحيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية، وقد يحلّ بعض المشكلات العالقة بين أنصار الطرفين.
لكن الخوف أن يكون لقاء عون – جعجع رد فعل على الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله”، فيتحول رديفاً للحوار السني – الشيعي، فإذا ما انطلق الأخير حلّق الأول، وإذا ما تعثّر الأخير علق الأول في شباك الماضي المليء بتجارب مريرة بين الرجلين.
على عون وجعجع اليوم أن يثبتا قدرتهما على تجاوز ما يعتبره البعض مستحيلاً.