Site icon IMLebanon

هل يُهدّد تصعيد المشنوق المفاجئ التضامن الحكومي؟

تساءلت مصادر سياسية متابعة عن المواقف الأخيرة للنائب وليد جنبلاط وعما إذا بدأ يقدّم «جبهة النصرة» على تيار «المستقبل»، وذلك على خلفية ما كان أعلنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في إطلالته التلفزيونية الأخيرة الأسبوع الماضي عن أنه يؤيّد «النصرة» التي تعارض «المستقبل» في الشارع السنّي، بما يعني أن جنبلاط على عتبة عملية إعادة تموضع جديدة؟ ورأت المصادر، أنها المعادلة الجديدة والبسيطة التي بدأت تتكرّس في الخطاب الجنبلاطي، والتي يرى فيها أن ترابط المصالح بين «المستقبل» و«حزب الله» دفع بغالبية الشارع السنّي إلى الالتفات نحو خارج الحدود. كذلك فإن الفوارق بين «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي دفعت برئيسه جنبلاط، والمتحالف مع «حزب الله»، إلى تنفيس محدود لشارعه الدرزي من دون أن يخسره، كما حصل مع النواب مروان حمادة وهنري حلو وفؤاد السعد وأنطوان سعد يوم غادروا «اللقاء الديموقراطي» الذي يرأسه جنبلاط والتحقوا بقوى الرابع عشر من آذار، ثم عادوا وانضمّوا إلى هذا اللقاء يوم دقّت الساعة.

أما في ما يتعلّق بتيار «المستقبل»، أضافت المصادر، فإن الموضوع مختلف كلياً لأن قواعد «المستقبل» على خلاف تام وشامل مع «حزب الله» وتكنّ له العداء على خلفية الأحداث الماضية والمشاركة في المعارك الدائرة في سوريا إلى جانب النظام السوري، وتوقّفت عند الموقف البارز لوزير الداخلية المستقبلي نهاد المشنوق، الذي كان على علاقة جيدة مع «حزب الله» حتى يوم أمس الأول بعد الهجوم العنيف الذي شنّه على الحزب في الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء وسام الحسن، متّهماً إياه بتعطيل الدولة، ورافضاً أن يتحوّل وزراء «المستقبل» إلى صحوات على الطريقة العراقية. واستغربت توقيت هذا التصعيد، معتبرة أنه خاطئ ويهدّد الحكومة والتضامن الحكومي وذلك لجهة فتح معارك داخلية، في الوقت الذي يواجه فيه لبنان خطراً وجودياً نتيجة الإرهاب الزاحف إليه. وتابعت أنه إذا كان كلام المشنوق يأتي في إطار تحصين الشارع المستقبلي بعد دفاع جنبلاط عن «النصرة» التي تحاول التقدّم على «داعش» في الشارع السنّي في المنطقة مستفيدة من صورة الإجرام التي تطبع أداء «داعش»، فإن تصعيد المشنوق لم يعد ينفع مع استمرار غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة المحلية وعدم قدرة أي من رموز «المستقبل» على ملء موقع القيادة، وذلك على الرغم من محاولات وزير الداخلية محاصرة «حزب الله» من خلال أكثر من طريقة غير ناجعة، وبالأخص في استمالته المستمرة وغير النافعة للعماد ميشال عون الذي بنى علاقة ثابتة وحاسمة مع «حزب الله» أثبتت كل المطبّات السياسية صلابتها وغير قابليتها للسقوط لا بالإغراء ولا بالوعود من هذا الطرف أو ذاك.

في المحصّلة، ختمت المصادر السياسية ذاتها، بأنه لا يبدو أن الأيام المقبلة تبشّر بالخير على صعيد الداخل السنّي المعتدل، بل سوف تتطوّر الأمور باتجاه تقدّم جبهة «النصرة» على سواها من التيارات السنّية، وذلك لمجموعة أسباب أبرزها ثلاثة:

ـ ضعف أداء وزراء «المستقبل» في الحكومة السلامية في الاشتباك مع الوزراء من الكتل المقابلة، وتحوّلهم إلى صحوات على الطريقة العراقية.

ـ تقديم جبهة «النصرة» نفسها كبديل عن تيار «المستقبل» وتنظيم «داعش» على السواء تحت عنوان أنها قوة عسكرية صلبة تواجه «حزب الله» وحلفاءه وتقبل الآخر في الوقت نفسه.

ـ مساهمة النائب وليد جنبلاط في إضعاف «المستقبل» من خلال تأييده الواضح لـ «النصرة»، ولو لأسباب ترتبط بالحدود الشرقية مع سوريا، وبالأخص في منطقة حاصبيا، حيث يخشى تقدّم «النصرة» من هناك.