Site icon IMLebanon

هل سمّم الزرنيخ مياه «القرعون»؟

نفوق أطنان من أسماك البحيرة

هل سمّم الزرنيخ مياه «القرعون»؟

تسبب نفوق أكثر من خمسة أطنان من الأسماك في بحيرة القرعون في البقاع الغربي في اليومين الماضيين بحالة من الهلع على خلفية التحقيق بإمكان رمي كميات من الزرنيخ السام، في البحيرة، وفق ما أكد وزير الصحة وائل أبو فاعور لـ «السفير».

وعلى خلفية المعلومات التي أشارت إلى تسويق جزء من الأسماك النافقة، أكد أبو فاعور لـ «السفير» أن الوزارة تلاحق كميات الأسماك المحتمل وصولها إلى الأسواق من أجل مصادرتها، كما تقوم بطمر المضبوط منها على ضفاف البحيرة.

وحذر وزير الصحة المواطنين من استهلاك الأسماك التي تسوّق من القرعون إلى حين التأكد من سبب النفوق حرصا على سلامة المواطنين. وأشار إلى أن مندوبي وزارتي الصحة والزراعة أخذوا عينات من مياه البحيرة أمس لتحليلها والوقوف على سبب الكارثة الصحية والبيئية، وتحديد المسؤوليات، على أن تظهر النتائج بعد 72 ساعة، مشيراً إلى أن المساحة الملوثة تمتد على نحو مائتي متر من ضفاف البحيرة.

وتكتسب الحادثة بعداً إضافياً يتعلق بالمساحات الزراعية المروية في حوض الليطاني والتي تصل إلى سبعة آلاف هكتار (الهكتار عشرة آلاف متر مربع) في الجنوب ونحو 22 هكتاراً في البقاع. وأشار أبو فاعور إلى أنه طلب من السلطات في البقاع التوقف عن ضخ المياه في القناة 800 الخاصة بري حقول البقاع وكذلك القناة الخاصة بأراضي الجنوب، بانتظار نتائج التحاليل، لتجنب تسمم المزروعات في حال ثبت تلوث البحيرة بالزرنيخ السام.

وأكد محافظ البقاع انطوان سليمان لـ «السفير» أنه أوعز إلى قائمقام البقاع الغربي، وبناء على طلب وزير الصحة، وقف عملية الضخ من البحيرة، مشيراً إلى أن التحقيقات بالاحتمالات كافة ما زالت قائمة ومستمرة.

ونشر المهندس الزراعي سليمان إمام على صفحته على «فايسبوك» فيديو» يصور كمية الأسماك النافقة والتي قدرها بنحو خمسة أطنان أو أكثر. وأبدى إمام لـ «السفير» تخوفه من وجود تلوث إشعاعي في النهر، داعياً مجلس البحوث العلمية لأخذ عينات مائية وترسبية لأنه يتمتع بإمكانيات التأكد من وجود تلوث إشعاعي أم لا. وتوقف عند التضارب في تحليل وزارات البيئة والزراعة والصحة للكارثة، معتبراً أن نفوق الأسماك الصغيرة يهدد الثروة السمكية والحياتية في البحيرة.

وأكد خبير علمي لـ «السفير» أن الزرنيخ مادة سامة تقتل الكائنات الحية على أنواعها، وهو سم مباشر يختلف عن التلوث الكبير الذي يعاني منه الليطاني وبحيرة القرعون. وتزيد طبيعة البحيرة من خطورة ما يحصل كونها حوضا مغلقا لا تتغير فيه المياه وخصوصاً في الصيف حيث تقل نسبة المياه وتغييرها كما يحصل شتاء عبر روافد الليطاني ومياه الأمطار وذوبان الثلوج. وحذر الخبير من وصول المياه إذا كانت مسممة بالزرنيخ إلى أراضي البقاع والجنوب الزراعية. كما حذر البلديات في المنطقتَين من ضخها إلى القرى.

وطالب رئيس مصلحة الليطاني السابق ناصر نصرالله بوضع استراتيجية وطنية للمياه في لبنان ومن ضمنها حوض الليطاني، مشيراً إلى بقاء اقتراح قانون المعالجة الجدية في أدراج مجلس النواب منذ العام 2013. وأكد أن حوض الليطاني هو الأكبر في لبنان إذ يمتد على طول 170 كيلومتراً، بينما تبلغ سعة بحيرة القرعون 220 مليون متر مكعب عندما تمتلئ شتاء، أما اليوم فلا تحتوي على أكثر من مئة مليون متر مكعب وهو ما يزيد خطر التسمم.

وينتج تلوث الليطاني والقرعون عن صب النفايات الصناعية لنحو ستمائة معمل ومصنع ومزرعة من مختلف الأنواع في مجراه، بالإضافة إلى كل مياه الصرف الصحي والنفايات المنزلية والصلبة للمناطق التي تقع في حوضه، وفق نصرالله.

وبالإضافة إلى المصانع والمزارع والمعامل ومياه الصرف الصحي غير المعالجة، يتحول مجرى الليطاني جنوباً إلى مياه موحلة نتيجة أتربة وغبار الكسارات ومجاريها المسلطة أيضاً إلى مجراه، في مشهد كارثي لأطول نهر في لبنان.