باشرَ المعنيّون في ملف مطلوبي مخيّم عين الحلوة العملَ على تفكيكه، وتمَّ تقسيم المطلوبين إلى 3 أقسام. وعلمت «الجمهورية» أنّ المطلوبين الخطرين سيَرحلون إلى سوريا بعد موافقة الدولة اللبنانية على ذلك، حيث إنّ مرجعيات دينية وسياسية جنوبية تتوسّط لديها لإتمام هذا المخرج، فيما لوحظ أنّ الحرارة عادت إلى لقاءات «حزب الله» و«حماس» جنوباً.
أكّدت مصادر فلسطينية مواكِبة لملفّ المطلوبين في مخيّم عين الحلوة لـ«الجمهورية»، أنه بعد اجتماع القيادة السياسية في سفارة فلسطين، تمّ تقسيم المطلوبين الى 3 أقسام وفق الحالات الجرمية التي ارتكبوها، وهي: تجارة مخدرات، مطلوبون الى الدولة بمشكلات ما بين صغيرة ومتوسطة، ومطلوبون خطِرون في قضايا كبيرة مِثل القتل والاعتداء على الجيش و»اليونيفيل» وحركة «فتح»، مشيرةً إلى أنّ المطلوبين غير الخطِرين أعطيَت لهم ضمانات بأن تكون أحكامهم تخفيفية وعادلة، من خلال السماح لهم بانتداب محامين للدفاع عنهم.
وقالت المصادر «إنّنا شهدنا حالات شبيهة للنوعين الأوّل والثاني تتمثّل بالذين دخلوا السجن وخرَجوا بعد شهرين، وتمّ تنظيف ملفاتهم الأمنية. أمّا الخطرون فالتفاوُض قائم معهم بهدفِ إمّا تسليم أنفسِهم وإنهاء محكوميّتهم لدى الدولة، وكان محمود حايك المنتمي إلى «داعش» قد سلّم نفسَه طوعاً إلى الأمن العام اللبناني منذ اسبوع، أو الطلب الى الدولة اللبنانية الموافقة على ترحيلهم الى سوريا بصفقة خاصة».
ولفتَت المصادر إلى أنّ «مرجعاً دينياً كبيراً في الجنوب قريب من «حزب الله» وعَد قيادات فلسطينية التقاها أخيراً بأنه إذا سلكَ ملف المطلوبين طريق الحلّ وبقيَت عقدة المطلوبين الخطرين فإنه يستطيع الاتصال بالمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لإيجاد حلّ لهم وهو الترحيل الى سوريا، ومنهم ليسوا فلسطينيين ولا لبنانيين، على أن توافقَ الدولة اللبنانية على الموضوع».
وأكّدت المصادر «أنّنا موافقون على ترحيلهم، ونتمنّى موافقة الدولة على ذلك، مع الإشارة الى أنّه من بين الخطِرين أسامة الشهابي ورامي ورد وهلال هلال وغيرهم، وقد يصل عددهم الى نحو 50 آخرين».
وإذ أوضَحت المصادر أنّ جميع المطلوبين لا يتعدّون المئة، أعلنَت أنّ جهات لبنانية دينية وحزبية فاعلة وعَدت القيادات الفلسطينية التي اجتمعوا بها أخيراً بأنّ هذا الملف له علاقة بالملف اللبناني – السوري وأنّهم سيساعدون على إيجاد حلٍّ له من خلال فكفكةِ الحالات المعقّدة بين المطلوبين وترحيلها إلى سوريا لإراحة المخيّم منها، وأن لا مشكلة لدى الجانب اللبناني إن توافقَت القيادات الفلسطينية على أن يكون ترحيل جزء من المطلوبين الى سوريا شرط ألّا يتدخّلوا في المعارك هناك».
وأعادت المصادر الفلسطينية إلى الأذهان كيفية «حلِّ مشكلة المطلوبين في طرابلس والخواتيم السعيدة التي انتهت إليها، وهي تجربة تسعى القيادات الفلسطينية الى اتّباعِها لحلّ قضية مطلوبي عين الحلوة»، مطالبةً بـ»بدءِ حلّ القضية بعد عيد الأضحى لأنّ هناك من يُسوّق لجولة عنفٍ جديدة في المخيّم بعد العيد».
أمّا بالنسبة إلى المتوارين اللبنانيين المطلوبين في مخيّم عين الحلوة، مِثل فضل شاكر وشادي المولوي وجماعة الشيخ أحمد الأسير، فإنّ الموضوع لا علاقة للفلسطينيين به إنّما هو منوط بالدولة اللبنانية حسب المصادر، التي قالت إنّهم إنْ «أعطُوا ضمانات بمحاكمة عادلة والسماح بوضع محامين للدفاع عنهم فإنّ القضية قابلة للحلّ وبموافقة الدولة».
من جهة أخرى، لاحظَت مصادر مراقبة جنوبية إعادةَ انفتاح حركة «حماس» على «حزب الله» بعد فتور وقطيعة سابقة نجَمت عن الاختلاف في وجهتي النظر للوضع في سوريا. وأبلغَ مصدر في «حماس»، الجمهورية»، أنّ «تعزيز اللقاءات مع «حزب الله» يندرج في إطار التنسيق والتعاون في موضوع المخيّمات الفلسطينية وشرح وجهة نظرنا بما استجدّ في مخيم عين الحلوة»، مشيراً إلى «لقاء وفد «حماس» برئاسة المسؤول السياسي في الحركة في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي والمسؤول الاعلامي في لبنان وليد كيلاني بمسؤول الحزب في صيدا الشيخ زيد ضاهر، حيث أكّدنا التنسيقَ لمواجة الأخطار المحدقة بالمخيّمات من جهات خارجية وشدّدنا على التعاطي الأخوي، فكلانا تنظيمان مقاومان للعدوّ الصهيوني وهمُّنا أن يسود الأمن والاستقرار في المخيّم».
وقال المصدر إنّ «وفداً من «حماس» في وادي الزينة برئاسة خالد دعبس التقى في مركز «حزب الله» في جدرا – وادي الزينة مسؤول الحزب عبدالله محمد وشدّد على التعاون والتنسيق للحفاظ على المخيمات وعلى تكثيف اللقاءات في المرحلة المقبلة لِما فيه خير الشعبين اللبناني والفلسطيني والحِرص المشترك على الأمن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية لا سيّما مخيّم عين الحلوة».
وفي سياق متصل، تلقّى رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود، اتصالاً هاتفياً من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، بعد رسالة تهنئة بعَثها اليه لمناسبة العيد 72 للامن العام ونوَّه فيها بدور ابراهيم وبإنجازات الامن العام الامنية التي أحبَطت مخططات تفجيرية كثيرة في لبنان.
وكان الاتصال مناسبةً للتداول في الإنجازات العسكرية والامنية في تحرير كامل الاراضي في شرق لبنان في جرود رأس بعلبك والقاع بعد جرود عرسال وفليطة، من «داعش» و»جبهة النصرة»، حيث أشاد حمود بهذه الإنجازات «الكبيرة التي تحمي لبنان من أيّ أخطار محدقة، وتفتح البابَ لمستقبلٍ أفضل للبلاد فيه أمنٌ استقرار».
«حزب الله» يُشيّع مقاتلين
وجنوباً، شيَّع «حزب الله» وأهالي مدينة النبطية الشهيدين حسن حمادي وقاسم محمد سليمان اللذين قضيَا أثناء قيامهما بواجبهما الجهادي منذ أكثر من سنة، وذلك بعدما استُرجِع جثماناهما منذ ايام من «داعش». وشارَك في التشييع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، وقد أمَّ إمامُ مدينة النبطية الشيخ عبدالحسين صادق الصلاةَ على الجثمانين ليواريَا الثرى في روضة الصالحين في النبطية.