IMLebanon

هل انتقل الخاطفون من التلاعب بأعصاب الأهالي الى أعضاء «الخلية»؟

تتردّد الأوساط الأمنية والسياسية في طريقة التعاطي مع التطوّرات الجديدة التي فرَضها تكليف النائب وليد جنبلاط نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي التفاوض مع «داعش»، على خلفية الأجواء الإيجابية التي أشاعها بعد زيارته الجرود والتبشير بقرب التبادل أو الإفراج عن بعض المخطوفين كبادرة حُسن نيَّة. فهل تُهدي «داعش» جنبلاط عدداً من المخطوفين؟

على وقعِ ظهور المفاوضين وتعدّدهم بين يوم وآخر وصولاً الى احتمال فتح نادٍ خاص بالمفاوضين اللبنانيين والأجانب، خرَق نائبُ رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي اللائحة بزيارته العلنية الأولى، على حدّ ما يُقال، الى الجرود فجرَ الأحد وعودته منها ظهراً بتكليف من «داعش» لملاقاة تسمية جنبلاط له.

وفي الوقت الذي تردّد فيه الفليطي بالحديث تفصيلاً عن المهمة، تولى رئيس البلدية علي الحجيري التوسع في المعلومات. فقال صراحة ما لم يقله أحد سابقاً. فأصرّ على التعبير عن أسفه لأنّ ملف المخطوفين كان يجب أن ينتهي منذ فترة طويلة لولا تضييع وقتٍ كثير، وسعي البعض، من دون أن يسمي أحداً، الى الظهور حتى ولو عقّد ذلك الملف وأزّم الأمور. فهناك مَن لا يأبه لا لرداتِ فعل أهالي المخطوفين ولا لمصيرهم ما لم تكن «المهمة الإنسانية» مناسبة لتحقيق غاية ما في نفس يعقوب.

ويضيف عن يوميات عرسال: أنّ سيرة المفاوضين «مثل أخبار الحيات» لا تنتهي. يخبرنا بعضهم عن «مهمات بوليسية – هوليودية» في الجبال وهم يترافقون مع شاحنات المؤن والمحروقات تخرق الجبال الى المناطق التي يسيطر عليها المسلّحون.

ولكن كيف يعيش هؤلاء المسلّحون بالآلاف؟ وأين؟ يقول الحجيري بلا تردّد: «يُسيطرون على كلّ المناطق الفاصلة بين لبنان وسوريا وفي العمق السوري. وهي مناطق واسعة جداً بين القلمون السورية وجرود عرسال ومحيطها من شرق مدينتنا الى غربها على طول السلسلة الشرقية وجانبَيها. ويتوزّعون على مناطق سورية تمتدّ من جرود عسال الورد الى أطراف المشرفة والمعرة الى أطراف فليطا.

وهم متفاهمون بين بعضهم البعض، وكلّ ما قيل عن إشتباكات في ما بينهم روايات. لم يتغيّر شيءٌ في المنطقة، فالجيشُ السوري الحرّ و»النصرة» و»داعش» يعيشون معاً، وإن تبادلوا الإنتسابات بين وقت وآخر، وما تسمعونه من روايات لا صحّة لها».

ويضيف: «في عرسال لا نرى الكهرباء إلّا لساعات محدودة وهم لديهم مولدات كهرباء تعمل 24/24. وعلى قاعدة أنّ «الحاجة أمّ الإختراع» لديهم كلّ وسائل الإتصال ومنها الخلوية ويتقنون كلّ خدمات الإنترنت. والأمر يتصل بقدرتهم على العيش في ظروف صعبة، وقدراتهم تفوق قدراتنا».

وعما أنجزه الوسيط الجديد، الفليطي، يقول: «هو وسيط قديم – جديد، وهناك حلقة ضيقة من المسؤولين تعرفه. أنتم تعرّفتم الى الإسم حديثاً.

فهو على تواصل مع الوزير ابو فاعور ومفتاح اتصالاته في المنطقة منذ قترة طويلة وهو يعرفهم جيداً، ويعرف نقاط الضعف والقوة، وليس صعباً عليه التنقل بين المناطق».

وما الذي يمكن أن يُحقّقه، يجيب: «أنا أعرف انه وخلال الساعات المقبلة ستسمعون أخباراً طيبة. لا اقول إنّ عملية تبادل ستحصل، لكن على الأقل سيُفرج عن واحد أو إثنين من المخطوفين بين يومٍ وآخر».

عند هذه الحدود ينتهي الحوار مع الحجيري بلا موعد ولا تكلّف. فالرجل كان صريحاً للغاية ولم يخفِ شيئاً يعرفه او يتلمّسه. وهو ما ترك المجال واسعاً أمام مجموعة من الأسئلة المنطقية. ففي الكواليس السياسية معلومات عن إحتمال أن «تبيع داعش» جنبلاط شيئاً من ورقة المخطوفين «ففضل الرجل سابق عليهم»، كما يتردّد في الأوساط الضيقة.

لكن ما يشغل بالَ المسؤولين يمكن تلخيصه باحتمال أن يكون الخاطفون قد توقفوا عن اللعب بأعصاب أهالي المخطوفين للّعب بأعصاب أعضاء خلية الأزمة. بعدما استغرب الرئيس تمام سلام ما يحصل، نافياً علمه بخطوة أبو فاعور. ما علينا سوى الإنتظار لمعرفة ردّ فعل بقية أعضاء الخلية؟ وهل سيسبقهم أبو فاعور بإنجاز ما قبل أن تلتئم الخلية فيفرض امراً واقعاً جديداً قبل أن يطلعهم على طبيعة المهمة التي قام بها؟