Site icon IMLebanon

هل من مُفاجآت يحملها لودريان الى بيروت؟ 

 

 

يتوقّع أن يشهد الأسبوع الجاري أكثر من حركة سياسية داخلية وخارجية، فيما التصعيد السياسي سيبقى قائماً إلى حين وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لمعرفة ما يحمله معه من طروحات وأفكار، وما تم التوافق عليه بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

 

في السياق، ثمة ترقّب آخر لما يقال بأن هناك تبدّلاً في المواقف حول الإستحقاق الرئاسي من قبل بعض المكوّنات والأطراف حول ترشيح كل من رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، والوزير الأسبق جهاد أزعور، وهنا تتّجه الأنظار نحو “اللقاء الديموقراطي” و”التيارالوطني الحر” وعدد من النواب السنّة. بمعنى أن هناك معلومات، تتحدث عن إعادة تقييم هذه الأطراف لجلسة 14 حزيران، وعما اذا كانت ستستمر بدعم أزعور أو الذهاب إلى خيار آخر.

 

وفي هذا الإطار، يشير أحد نواب “اللقاء الديموقراطي” إلى تحضيرات واسعة النطاق لانتخابات رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” العتيد ومجلس القيادة، وبالتالي هذه المسألة تأخذ حيّزاً كبيراً من اهتمامات “الإشتراكي” و”اللقاء الديمقراطي”، لذا لن نصدر أي موقف أو توجّه قبل مجيء لودريان إلى بيروت لتلمّس ما حصل بين ماكرون وبن سلمان، وعما اذا كان هناك من مشروع تسوية أم أن جولته إستطلاعية. واشار النائب الى أن ما وصل من تسريبات أولية، يفيد بأن ماكرون سيسرّع من وتيرة حل معضلة الرئاسة، إنما وخلافاً لما يُنشَر ويقال، ليس ثمة أي توافق على مرشح معيّن، أو دعم المرشحَين الحاليَين فرنجية وأزعور، ولهذا كل الخيارات مطروحة، حتى ما يسمى بالخيار الثالث. والمعلومات تؤكد بأن التسوية هي أقرب الحلول المرتقبة، لأن هناك استحالة في ظل الإصطفافات والخلافات الحالية أن يُنتخب الرئيس، مهما تعدّدت الجلسات.

 

من هذا المنطلق، يشير النائب المذكور، إلى أن قرار التخلّي عن ترشيح أزعور مجرّد استنتاجات، إنما لا يخفى على أحد بأن الأمور قد تتّجه إلى أي خيار، في حال كان هناك تسوية شاملة، وعندها ليس بوسع “اللقاء الديموقراطي” أو سواه أن يُعطِّل أو يُعرقل مسارها.

 

وفي هذا السياق، تنقل المعلومات، بأن كل المعطيات توحي بتحوّلات ستجري في بعض الكتل النيابية والمستقلين، بعدما كادت جلسة 14 حزيران أن تؤدي إلى اهتزازات سياسية، وتبدّلاً في المعادلات تنتج أزمات حادة على المستوى الأمني والسياسي. ولهذه الغاية، فإن الأنظار مجدداً ستكون نحو عين التينة، إذ وبعد لقاء الخميس المتوقّع بين الموفد الفرنسي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي وعلى ضوء ما سيسمعه من لودريان، سيبني على الشيء مقتضاه، فإما تحديد جلسة لانتخاب الرئيس، أو التوجّه نحو ما ستسفر عنه لقاءات الموفد الفرنسي، إذا ما كان يحمل مشروع تسوية بغطاء دولي وإقليمي.

 

وتابعت المعلومات، أن ثمة مفاجآت قد تشهدها الساحة اللبنانية إثر زيارة لودريان وبعدها، في ظل تساؤلات عن مغزى تحديد بري جلسة تشريعية، وهو يدرك سلفاً أن بعض القوى السياسية المسيحية ستعتبرها باطلة، على خلفية أن المجلس النيابي وبعد الشغور الرئاسي، تحوّل إلى هيئة ناخبة، وتساءلت لماذا حدّدها بري قبل أن يطّلع على ما يحمله معه لودريان من أجواء ومعطيات بعد القمة الفرنسية ـ السعودية؟ وهل ذلك يدلّ على اقتناع بري بأن أمد الشغور طويل؟ فكل هذه التساؤلات ستبقى تثار وسط تجاذبات وحملات متبادلة بين طرفي النزاع، إلى أن يبوح لودريان عن العناوين التي جاء بها إلى بيروت.