IMLebanon

هل يتأثر لبنان بلقاء بوتين ـ سلمان؟

عون يواجه «الإبعاد» بالتصلب.. و«حزب الله» يواكب

هل يتأثر لبنان بلقاء بوتين ـ سلمان؟

هل تتبدّل السياسة المتبعة من قبل السعودية في لبنان، بعد لقاء سوتشي الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟ وهل سيتغير الموقف الرسمي السعودي الذي يحتوي كل عبارات الحياد والوقوف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء اللبنانيين؟

أسئلة يطرحها مرجع مسيحي وازن من المحسوبين على «8 آذار»، آملاً أن يكون وزير الدفاع السعودي «قد فهم الاشارات والرسائل الواضحة في كلام الرئيس الروسي الرافض للحروب الدينية في الشرق الاوسط، والتي يؤمل أن تترجم في لبنان بتثبيت معادلة الاستقرار».

لا يتهم المرجع المذكور السعودية بعرقلة الحلول اللبنانية، لكنه يرى في المقابل، أن «الحرب الكبرى» التي تخوضها المملكة في المنطقة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لا يمكن أن تكون نتيجتها ربح كل المعارك، فهم يعرفون أن ما سيجنونه في بعض الأماكن قد يقابله الأخذ منهم في أماكن أخرى.

هذا يعني، حسب المرجع المسيحي، أن «استنزاف السعودية في اليمن سيستمر طويلا، إذ أن المخارج هناك ما تزال مغلقة. وطالما أن السعودية غارقة في رمال اليمن، فإن أحداً لا يمكن أن يتوقع أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات في أمكنة أخرى، إلا اذا اعطيت ضمانات محددة».

أما السؤال المطروح: هل تكون صنعاء مقابل سوريا؟ «ربما كان ذلك ممكنا نسبيا قبل بدء الحملة الروسية المركزة على تنظيم داعش في سوريا»، يقول المرجع نفسه، مشيراً إلى أن التخوف الحقيقي هو أن تصبح اليمن كما سوريا، أي معارك كرّ وفرّ لسنوات طويلة؟

ما علاقة كل ذلك بالوضع اللبناني راهناً ومستقبلاً؟ يضيف المرجع سؤالاً آخر: لماذا يراهن «حزب الله» والعماد ميشال عون على أن كل المتغيرات هي لمصلحتهم وانه يجب الانتظار على قاعدة «الصبر الاستراتيجي»؟ يجيب: «لأن مشكلة السعودية الآن تكمن في عدم وجود قرار حاسم في ظل خلاف المحمدين (بن نايف وبن سلمان)».

يؤكد المرجع أنه توجد في السعودية آراء وتوجهات عدة، وهذا الواقع انعكس سلبا على لبنان، وتحديدا على الرئيس سعد الحريري و «تيار المستقبل»، فالرئيس الحريري أولويته العودة الى لبنان من بوابة رئاسة الحكومة، لكن السعودية ليست مستعدة لاعطاء أي مقابل لهكذا عودة وهم يضغطون لعدم حصول العماد ميشال عون على اي «انجاز» يمكن أن يصنف في خانة تقديم تنازلات فعلية لـ «حزب الله» وليس لـ «الجنرال».

ويضيف: طالما هذا السلوك مستمر، لنتوقع المزيد من تصلّب العماد عون في المرحلة المقبلة والمزيد من تضامن «حزب الله» معه، لانه عندما انسحب الحزب وعون من الحكومة قال الحزب للجميع «تتعاطون مع عون كأنه حزب الله وتتعاطون معنا كأننا عون»، اي أن الحزب ليس في موقف المسايرة انما التضامن الكامل وغير المشروط.

يتوقف المرجع المسيحي عند الزيارة الأخيرة التي قام بها مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية د.حسين امير عبد اللهيان الى لبنان، حيث التقى في مقر السفارة الايرانية في بيروت الموفد الاممي الى سوريا ستيفان دوميستورا، وهو كان شديد الوضوح في كلامه مع محدثيه حول موضوع الرئاسة اللبنانية والحياكة الداخلية اللبنانية لهذا الاستحقاق.

وما قاله الديبلوماسي الايراني المحنك كان عبارة عن رسالة مقتضبة بتفسير وتأويل متلازمين ومتحدين «في موضوع الرئاسة عليكم الكلام مع حزب الله وليس معنا».

هذا على الضفة الايرانية، اما على الضفة السورية، فالرئيس السوري بشار الاسد يردد «نحن في موضوع الرئاسة قرارنا مجيّر الى السيد حسن نصرالله».

وطالما الايراني والسوري جيّرا قرارهما الى السيد نصرالله، وحزب الله موقفه واضح منذ البداية ان القرار عند عون، اي ان مصب الملف الرئاسي الاخير عند عون، فهذا ما قصده السيد نصرالله عندما قال ان العماد ميشال عون هو الممر الالزامي، اي ان الحل عند عون وليس المقصود التخلي عنه رئاسيا.

يطمئن المرجع الى ان «فرض انتخاب رئيس جمهورية لن يمشي في لبنان. أما ادخال البلد في فوضى امنية تجبر الجميع على التنازل، ايضا فهو رهان خاطئ».