الحريري يتَّهم ميقاتي بالترويج لمقولة «الإحباط» عند السنّة لإستهداف الحكومة على أبواب الإنتخابات!
إنجازات الحكومة تغيظهم وليدلوني على موقع أو وظيفة واحدة تنازلت عنها
«العشاء الذي ضمّني والرئيس برّي إلى مائدة جنبلاط أراده الرئيس برّي للتداول بالمواضيع المهمة وللتأكيد على العلاقة الجيدة مع جنبلاط»
اغتنم رئيس الحكومة سعد الحريري فرصة وجوده في روما نهاية الأسبوع الماضي بلا مواعيد وارتباطات رسمية، بانتظار حلول موعد لقائه مع رئيس الحكومة الإيطالية عصر أمس الاثنين، ليدعو الوفد الإعلامي المرافق إلى غداء في الهواء الطلق وبين العامة من النّاس في ظلال طقس تشريني مشمس، ويفتح قلبه في دردشة صريحة تناولت العديد من الأمور والمسائل المطروحة ويرد من خلالها على ما يتردد من اخبار وافتراءات وفبركات واتهامات تطاله وتطال عمل حكومته.
تحدث الرئيس الحريري في البداية عن علاقته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، واصفاً إياها بالعلاقة الجيدة والمتينة خلافا لكل ما يتردد من أقاويل واخبار غير صحيحة حولها، وقال: الدليل على حسن هذه العلاقة وانتظامها، ما حققته هذه الحكومة من إنجازات مهمة، إن كان على صعيد وضع قانون انتخابات جديد، أو إنجاز الموازنة أو سلسلة الرتب الرواتب، إطلاق مسألة النفط والغاز، التعيينات، وضع العديد من القضايا والمسائل المعقدة التي تهم المواطن موضع المعالج الجدية.
ويضيف الرئيس الحريري انه لولا هذا التفاهم مع رئيس الجمهورية لما كان بالإمكان تحقيق هذه الإنجازات وقال: الحكومة مستمرة في مهامها بالرغم من كل ما يقال ويروج من اخبار مغلوطة بهذا الخصوص، وأنا اضع في مقدمة اولوياتي التركيز على انعاش الوضع الاقتصادي العام وقد باشرنا منذ أشهر باتخاذ العديد من الخطوات والإجراءات المطلوبة لذلك، ونأمل ان تستكمل قريبا من خلال انعقاد مؤتمر دعم الاستثمار في لبنان المزمع عقده في باريس وإقرار مشروع الموازنة في المجلس النيابي سيكون له اثر إيجابي ايضا في تنشيط الوضع الاقتصادي.
وعندما سئل الرئيس الحريري لمن موجه العشاء الذي ضمه والرئيس نبيه برّي إلى مائدة النائب جنبلاط مؤخرا، أجاب بصراحة، ليس موجهاً ضد أحد ولقد أراده الرئيس برّي بمبادرة منه للتداول بمختلف المواضيع وللتأكيد على العلاقة الجيدة مع جنبلاط.
وأن رؤيته لموضوع، اجراء الانتخابات النيابية وعما إذا كان ما يمنع من حصولها وكيفية رسم تحالفات «تيار المستقبل» مع سائر الأطراف وما هي توقعاته بنتائجها قال: الانتخابات ستحصل في موعدها وكل الأطراف يؤكدون على ذلك، الا إذا وقعت حرب في المنطقة لا سمح الله.
من المبكر الخوض في موضوع التحالفات الانتخابية منذ الآن ولكن انا متحالف مع النائب جنبلاط في الشوف وسنعمل على تأليف لائحة بطرابلس بالتحالف مع النائب محمّد الصفدي في زغرتا والكورة مع النائب سليمان فرنجية وفي البترون مع التيار الوطني والقوات اللبنانية.
اما بخصوص التوقعات المرتقبة لنتائج هذه الانتخابات، فلا يمكن لأحد ان يقارب هذه النتائج منذ الآن لأن الجميع يخوض الانتخابات لأول مرّة على أساس القانون الجديد.
وفي رده على ما يقال عن «احباط» لدى أهل السنة عموماً ومحاولة بعض السياسيين تحميله تبعات ذلك جرّاء ما يسمونه بالتهاون في ممارسة صعوبات رئيس الحكومة وسياسة التنازلات التي يعتمدها, يقول الرئيس الحريري: هناك حملات مركزة يقوم بها البعض لاستهدافي شخصياً وهذه الحملات معروفة المصدر والتمويل ويشير صراحة إلى الرئيس نجيب ميقاتي حسب ما يطلقه من مواقف وانتقادات للعديد من المسائل والأمور التي تقوم بها الحكومة في الأونة الأخيرة عن غير وجه حق.
ويضيف الرئيس الحريري هذه الحملات تعتمد على بث الشائعات المغلوطة وتلفيق الاتهامات ونشر الاكاذيب عن التنازلات المزعومة. ويقول: فليدلوني على موقع واحد يعود لأهل السنة تنازلت عنه في مراكز الدولة منذ توليت المسؤولية، وحتى اليوم، إن كان في حركة التعيينات الإدارية أو التشكيلات الدبلوماسية والقضائية، إلا إذا كانوا يعتبرون بعض المناقلات في المواقع العائدة لبعض الموظفين غير مقبولة أو إزاحة المتورطين وغير الكفوئين في مراكزهم غبناً أو افتئاناً على أهل السنة. وتابع الرئيس الحريري قائلاً: نحن منفتحون على كل الأفكار والنقد البناء لتصحيح الممارسة ولكننا ضد الإتهامات المغلوطة خصوصاً من الذين فشلوا في ممارسة مسؤولياتهم طول مسيرتهم الحكومية والسياسية، لافتا بهذا الخصوص إلى مسؤولية هؤلاء في اقتراح مشروع سلسلة الرتب والرواتب والتهرب من إقراره وفي وضع العديد من الضرائب التي يوجهون الانتقادات بخصوصها اليوم، ناهيك عن التلكؤ في الاهتمام بالحد الأدنى من المتطلبات الحياتية والمعيشية لأبناء مدينة طرابلس.