IMLebanon

العرقوب يرفع الصوت من شبعا غداً ويقول: كفى حرمانا

سياسة «كيدية» خلف إقفال مستشفى الشيخ خليفة ولا أسباب مالية أو أمنية

العرقوب يرفع الصوت من شبعا غداً ويقول: كفى حرمانا

مَنْ يقصد بلدة شبعا الجنوبية عن طريق الهبارية يستوقفه بناء جميل بشكله الهندسي الراقي وبموقعه المواجه لجبل الشيخ ووديان المنطقة.

.. للوهلة الأولى يظن الناظر أنه أمام قصر في أول «الضيعة»، ليتبين له أنه يسير قرب مستشفى الشيخ خليفة بن زايد الذي شُيّد وجهّز بعد حرب تموز عام 2006 بهبة من دولة الامارات العربية المتحدة، وقد تم انجاز هذا المستشفى منذ أكثر من سبع سنوات ولا يزال مقفلا قسرا من قبل من يسميهم أبناء المنطقة بـ«قوى الأمر الواقع»!

وإذا عاد المتابع لتفاصيل قضية المستشفى، يرى أن الخلاف في البداية كان بين الأطراف السياسية على مجلس الادارة، بسبب سعي بعض من هم خارج المنطقة الى فرض أسماء معينة، فجُمّد الامر في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بضغط من الأهالي الذين رفضوا سيطرة أطراف خارجية على المستشفى على اعتبار أن هذه الاطراف لديها في مناطق نفوذها من المستشفيات ومجالس الادارة ما لا يعد ولا يحصى.

ومع مرور السنوات، ذُلّلت العقبات بين الرئيسين نبيه بري والسنيورة، وتم تعيين مجلس ادارة للمستشفى على أمل افتتاحه، وهو ما أصر عليه وزير الصحة وائل أبو فاعور، إذ أعلن منذ عامين عن رغبته بفتح المستشفى، الا أن ما استجد هو وقوف «حزب الله» بوجه أهالي المنطقة.

وتشير معطيات «اللواء» الى أن الحزب يطل بوجهين، وجه ليّن يتمثل بتصاريح نوابه بأنهم مع فتح المستشفى وآخر معطل وهذا ما يحصل، وهنا لا بد من الاشارة الى أن الوزير أبو فاعور قد أُبلغ من الحزب بأنّ فتح المستشفى خط أحمر خوفا من تسرّب مقاتلين سوريين من الجهة السورية الى البلدة للطبابة فيها.

وهذه الحجّة غير مبرّرة بحسب المتابعين لطبيعة المنطقة، فإنّ من يسيطر على الجانب السوري القريب من العرقوب أطراف من المعارضة المعتدلة وأنّ «داعش» بعيدة من المنطقة، في حين يوجد لاجئون سوريون منظمون ولا يفتعلون أي اشكال في البلدة والبلدات المجاورة، كما أن هناك عاملا مهما، هو وجود قوات تابعة لليونيفل تنسق مع الجيش اللبناني المتواجد على الحدود، فضلا عن مختلف الأجهزة الامنية اللبنانية الأخرى.

وفي هذا الاطار، علمت «اللواء» أيضا أنه يمكن أن تُخصّص قوة عسكرية لحماية المستشفى بعد فتحه من أي مكروه، وبهذا الامر تنتفي الحجة الأمنية.

وفي ما يتعلق بالحجج الأخرى التي يحاول البعض أن يطلقها لتبرير عدم فتح المستشفى وأبرزها أن هذا الصرح الطبي الكبير يزيد من الأعباء على الدولة، فإن الجواب واضح، اذ أن الامارات قد تعهدت بتمويل التكاليف لعشر سنوات بدءا من لحظة فتح المستشفى امام مرضى المنطقة، ولا بد من التذكير بأن الامارات تدفع حاليا رواتب الحرس وموظفي الصيانة الذين يعملون كل يوم أربعاء على صيانة الآلات الطبية كي لا تهترىء مع مرور الزمن.

وبعيدا عن كل الجدال السياسي، يبرز في منطقة العرقوب تحرك شعبي لم يسبق له مثيل، اذ يقف جميع أهالي قرى المنطقة صفا واحدا، تاركين انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والسياسية جانبا، وهدفهم وقف الحرمان بكل وجوهه عن المنطقة، وفتح المستشفى التي دفعت الامارات لبنائها وتجهيزها بأحدث المعدات حوالى ثلاثين مليون دولار، وهي تضم ستين سريرا وغرفتي عمليات وقسما للولادة ومختبرات ومركزا للأشعة مجهز بالكامل بالاضافة الى المولدات التي تعمل لتأمين التيار الكهربائي على مدار الساعة.

ولعل التحرّك الشعبي، قد بدأ عفويا بفعل فاجعة أليمة ألبست عاصمة العرقوب ثوب الحداد في اليوم الثالث من عيد الفطر السعيد، اذ استشهد ابن التاسعة عشرة عاما الشاب شاكر ماضي بحادث سير مروع بعد أن أصيب ونقله الصليب الأحمر الى أقرب مستشفى وهي تبعد عن البلدة لأكثر من ساعة، وقيل لأهالي الضحية بأن المستشفى غير مجهزة لحالة شاكر فتم نقله باتجاه صيدا ليستشهد وهو على الطريق. ولم تكن هذه الحادثة الأولى اذ سبق للعديد من المواطنين أن لاقوا المصير نفسه ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر وفاة جنين مكتمل في بطن والدته.

وقد استخدم ناشطو الحراك في البداية وسائل التواصل الاجتماعي، مطلقين عددا من «الهاشتاغ» أبرزها #شبعا_تستغيث_افتحوا_المستشفى و#مستشفى_شبعا_للأحياء_مش_للأموات، وبعد ذلك شكلت لجنة تمثل قرى المنطقة بكاملها وقد جرى التوافق على الاعلان عن التحرك الاول، وهو دعوة أهالي العرقوب الى ارتداء الأبيض والمشاركة الكثيفة بالتظاهرة التي ستُقام أمام المستشفى عند الحادية عشرة من قبل ظهر يوم غد الأحد، وخلال التظاهرة التي عُلم أنها ستلقى فيها كلمة واحدة باسم الجميع من قبل شقيقة الشهيد ماضي، ستحدد الخطوات المقبلة التصعيدية.

تجدر الاشارة، الى أن هنلك مطالب أخرى ستطرح لاحقا لوقف هذا الهريان الذي أنتجه سياسيو محافظة النبطية الذين يهتمون بمناطق دون أخرى، علما بأن مجلس الجنوب الذي أنشىء لنصرة أهالي العرقوب استفاد منه الجميع الا أهالي العرقوب.