تابع الجيش اللبناني تشديد إجراءاته على المعابر بين بلدة عرسال وجرودها، بغية محاصرة المجموعات الإرهابية التي تحتل الجرود، وقطع المؤن والمحروقات عنها. غير أن الجيش أدخل تعديلات إدارية على قراره الأخير، القاضي بمنع مرور أي لبناني أو سوري إلى الجرود ما لم يستحصل على تصريح مسبق من استخبارات الجيش في ثكنة أبلح، لتسهيل الأمر على أهالي البلدة من أصحاب المصالح في الجرود.
وفي ما خص مكان استصدار التصاريح، وبعد التداول في إمكان نقله من أبلح في البقاع الأوسط، إلى بلدة اللبوة القريبة من عرسال، «بقصد التسهيل على أصحاب المقالع ومناشر الصخر ومربي الماشية العراسلة عناء الانتقال إلى البقاع الأوسط مع كل تصريح عبور»، جرى الاكتفاء حالياً بالإحصاءات الأمنية المنجزة سابقاً بالأسماء المسجلة لأصحاب موارد الرزق في جرود عرسال، بدءاً من وادي حميد ومحلة «شبيب» وصولاً حتى مزارع جرود الفاكهة، وعملية العبور حالياً تجري وفق تلك الجداول والإحصاءات السابقة، تمهيداً للبت بشأن مكان استصدار التصاريح. وأشارت مصادر عسكرية معنية لـ «الأخبار» إلى أن «الجيش لم يوقف قراره السابق المتعلّق بالتصاريح، فلا أحد يستطيع الدخول إلى الجرود من دون إذن الجيش، إنما سيجري الاكتفاء بالحصول على الإذن عبر التخابر بين مكتب راس بعلبك ومكتب أبلح للأشخاص المعروفين من الأهالي أصحاب الأرزاق والمصالح، فيما لا يزال الأمر سارياً على الآخرين».
استقدم الجيش تعزيزات إلى راس بعلبك والقاع
وأكّدت المصادر أن «الجيش شدّد عمليات التفتيش على معبر وادي حميّد، ويجري التدقيق في كميات المحروقات والمؤن التي يحملها عابرو الطريق، والتأكد من وجهة سيرهم وغايتها».
وأضاف الجيش على معبر وادي حميّد مسرباً جديداً لتخفيف زحمة السير التي تتسبب بها عمليات التفتيش. وفي الوقت الذي أحكم فيه الجيش سيطرته على المعبرين الوحيدين اللذين ما زالا مفتوحين للعبور، وادي حميد ومعبر المصيدة (لا يشهد زحمة كبيرة كما وادي حميد)، أقفل على نحو كلي بالسواتر الترابية معابر وادي الرعيان، ووادي الحصن، وعقبة الجرد ـــ وادي عطا، وهي معابر تربط على نحو أساسي بين عرسال وجرودها المحتلة.
من جهة ثانية، ساد الهدوء طيلة يوم أمس جرود عرسال، بعدما شهد ظهر الخميس الماضي اشتباكات عنيفة بين المسلحين ووحدات الجيش، على أثر استهداف الجيش لأحد التجمعات في وادي العجرم. مصادر أمنية أوضحت لـ« الأخبار» أن «إحدى وحدات الجيش المتقدمة رصدت تجمعاً للمسلحين في محلة وادي العجرم في جرود عرسال، وتحركات إليه عبر طرقات وادي ميرا على الحدود السورية ــــ اللبنانية، الأمر الذي دفع الجيش لاستهداف ذلك التجمع بالمدفعية، محققا ًإصابات مباشرة فيه »، كما شنّت الطائرات الحربية السورية في الوقت نفسه غارات عدة على محلة وادي ميرا ووادي العجرم. ورجحت مصادر أمنية لبنانية أن يكون مكان القصف اللبناني «تجمعاً لعدة فصائل وألوية أو نقطة انطلاق لشن هجمات على نقاط الجيش المتقدمة في جرود عرسال» ، ولم تحسم مسألة حجم الإصابات في صفوف الإرهابيين، إلا أنها أكدت أن القصف كان دقيقاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى غارات الطائرات السورية.