Site icon IMLebanon

الجيش واليونيفيل عن الاجتماع الثلاثي: إدانة للاحتلال الإسرائيلي أم بناء للثقة؟

يكاد من يقرأ بيان الجيش عن «الاجتماع الثلاثي»، الذي عقد أمس، لا يصدق عينيه. في الاجتماع الذي عقد في مقر الوحدة الإيطالية في «اليونيفيل» في رأس الناقورة، وضم ممثلين عن الجيش اللبناني وعن جيش العدو الإسرائيلي، قال القائد الجديد لليونيفيل الجنرال الإيرلندي مايكل بيري إن «على إسرائيل وقف الخروق البرية والجوية والبحرية فوراً»، بحسب البيان الصادر عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني.

وعن الخرق الأخير في مزارع شبعا المحتلة، طالب «بتطبيق الفقرة الخامسة من القرار 1701 لجهة احترام الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً والفقرة العاشرة لجهة بذل الأمم المتحدة المساعي لمعالجة أوضاع المناطق الخلافية، وبخاصة مزارع شبعا». ولم ينس الجزء الشمالي المحتل من بلدة الغجر، إذ «تطرق إلى محاولات إسرائيل الأخيرة فرض قوانينها على هذه المنطقة. وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي لها هو خرق للقرار 1701، وطالب بإنهائه فوراً»، مذكّراً بأن القرار «يلزم إسرائيل بالانسحاب الفوري من شمال الغجر وبوقف الطلعات الجوية فوق لبنان، وركز على ضرورة استخدام آلية التنسيق والارتباط مع القوات الدولية، وطلب من الجانب الإسرائيلي وقف الأعمال الجارية الآن في المزارع، ووعد بمتابعة موضوع بساتين الزيتون في بلدة بليدا من أجل ضمان استثمارها من المالكين اللبنانيين».

استناداً إلى محضر الجيش، تفوق بيري على الحكومة اللبنانية التي ربما لا تتنبه للاعتداءات المستمرة على أصحاب الأراضي الحدودية في بليدا (قضاء مرجعيون) أو على المناطق المتحفّظ عليها. وكان على بيري أن يذكر طريق العباسية الغجر ليكمل لائحته الدفاعية عن الحقوق اللبنانية.

إلا أن الاطلاع على محضر الاجتماع ذاته، بقلم اليونيفيل، يكشف التباين في نقل ما جرى في الاجتماع. بحسب البيان الذي وزعه إعلام اليونيفيل، قال بيري: «سررت بالجو البنّاء في الاجتماع، وأعوّل على شراكتكم ودعمكم سواء داخل هذه الغرفة أو خارجها، فيما نمضي قدماً لسد العقبات وإيجاد حلول مقبولة ضمن ولايتنا حول القضايا الخلافية على طول الخط الأزرق». وأعرب عن ثقته «أنه يمكننا العمل معاً لبناء شراكة قوية وإيجاد أرضية مشتركة والاستفادة من هذا الهدوء لما فيه خير جميع المجتمعات». وعن شبعا، أوضح للأطراف «أن الأولوية بالنسبة لليونيفيل تتمثل في منع التوتر والتصعيد ولجم حالات النزاع التي يحتمل أن تكون خطرة على الأرض». ودعاهم إلى الامتناع عن الأعمال الأحادية الجانب التي يمكن أن تعرض الهدوء والاستقرار في المنطقة للخطر، وشجعهم على الاستفادة القصوى من هذه الآلية القائمة التي تواصل عملها وأثبتت فعاليتها في احتواء الحوادث أو الانتهاكات وتهدئة الوضع في اللحظات الحرجة». وأبرز ما توقف عنده بيري، مختتماً الاجتماع: «أهمية ترتيبات الارتباط والتنسيق بين الأطراف وأهمية المنتدى الثلاثي الذي ساهم الى الآن في إحلال عقد تاريخي من الهدوء».

يميل الظن إلى تبني محضر اليونيفيل، استناداً إلى الخطاب الذي ألقاه بيري قبل شهر عند تسلمه مقاليد القيادة، عندما أكّد أن هدفه خلال ولايته «بناء الثقة بين الأطراف ووقف الأعمال العدائية، وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار وإحلال السلام الدائم».