Site icon IMLebanon

الرئيس: «ذاهبون الى جهنم»… فهل ينقذنا قائد الجيش؟؟  

 

 

لم يمر في حياتي السياسية شخص قادر على تغيير لون جلده كما يفعل الوزير سليم جريصاتي… فتاريخ المحامي الوزير جريصاتي بالإنتقال من حضن الى حضن، حافل، إذ ينطبق عليه قول: [مين ما بيتجوّز امي بيصير عمّي].

 

بدأ جريصاتي حياته السياسية بالعمل في مكتب وزير الداخلية الأسبق الياس المر، وانتقل بعدها الى مكتب المرحوم دولة الرئيس نائب رئيس مجلس الوزراء ميشال المر.

 

استطاع من خلال ذكاء المرحوم نائب رئيس الحكومة أن يصل الى المجلس الدستوري بالرغم من أنه ليس مؤهلاً للدخول الى هذا المجلس، ولذلك أصبح عضواً في المجلس المذكور بسحر ساحر خاصة وأنه محام وليس قاضياً.

 

بعد المجلس الدستوري انتقل وبسحر ساحر أيضاً الى تسلّم وزارة العدل، والكل يعرف من وضعه في هذا المركز.

 

وبسبب قربه من «التيار الوطني الحرّ» طلب منه رئيس التيار أن يكون في القصر… وتفيد المعلومات أنّ معاليه يتوجه الى دولة عربية قريبة، مرتين أسبوعياً وبرفقة مسؤول أمني سابق له علاقات أمنية بتلك الدولة.

 

وفي القصر يمارس تنفيذ أوامر معروفة، لكن تصريحه البارحة فضحه، ولا بد من أن نتوقف عند بعض المحطات:

 

أولاً: يقول جيشنا ليس جيش النظام، لا بل جيش الشرعية الدستورية، ونحن نقول له طبعاً الجيش اللبناني بقيادة قائده لم يكن في أي يوم من الأيام خارج السلطة الشرعية ومن المعروف أنّ القائد يلتزم بتنفيذ ما يقرّره مجلس الدفاع الأعلى أو ما يتخذ في مجلس الوزراء. والنقطة الأبرز هنا أنه جيش وطني لا يهمّه إلاّ الولاء للوطن أولاً، والوطن لا يمكن أن يكون لأشخاص معيّنين.

 

ثانياً: يقول: إنّ دستورنا لا يتم تعليقه عند أي مفترق أو مفصل قاس في حياتنا العامة.

 

هنا فليسمح لنا معالي الوزير، اننا معه بالنسبة لعدم تعليق الدستور، هذا من حيث المبدأ، ولكن هناك حالات لا بد من تعليق الدستور فيها. فعندما تصل حالة البلاد الى ما وصلت إليه حالتنا وذلك لأوّل مرة في تاريخ لبنان لا بل في التاريخ، لا بدّ من «كسر» القاعدة.

 

أ) يا معالي الوزير الدولار وصل الى الـ15 ألف ليرة والحد الأدنى للأجور 700 ألف ليرة.

 

ب) لأوّل مرّة في التاريخ «البنوك» لا تدفع للمواطن أمواله لأنّ الدولة العظيمة استدانت أموال المودعين، وهي تتمنّع عن الدفع خصوصاً عندما جاءت حكومة حسان دياب بدل أن تتحدّث مع أصحاب سندات الخزينة وسندات اليورو بوند امتنعت عن تسديد أي مبلغ من دون البحث في حلول بديلة أو إيجاد المخرج المناسب.

 

ج) عدم تشكيل حكومة لأنّ رئيس الجمهورية لا يقبل أن تتشكل حكومة، لا يكون فيها صهره العزيز. وقالها فخامته في أحد الڤيديوهات الموزّعة أكثر من مرّة «لعيون صهر الرئيس ما تتشكل حكومة».

 

ثالثاً: أما قوله لنائب رئيس المجلس الاستاذ الياس الفرزلي: حسناً فعلت بأنك صحّحت المقاربة لأنك أبعدت الشخصنة، وأنت العليم بأحوال الرئيس وقِيَمه وتحدياته وترفّعه وتصميمه على الإصلاح والإنقاذ، رغم غدرات الزمان… ضحكت من ملء قلبي عندما تذكرت في العام 1989 تصريحاً للجنرال عون يقول فيه إنه ضد ترشح المرحوم الرئيس سليمان فرنجية، لأنه كبير في السن وأنّ عمره فوق الثمانين، فلا يجوز أن يترشح أو ينتخب رئيساً للجمهورية.

 

أنا هنا أسأل فخامته: هل صحيح أن عمره اليوم ناهز الـ85 سنة؟ وكيف لا يجوز للرئيس فرنجية أن يترشح لأنّ عمره 80، بينما مسموح له هذا الأمر؟ وهل يوجد رئيس بـ»سمنة» ورئيس بـ»زيت»؟

 

أما الكذبة الكبيرة التي اسمها الإصلاح والتغيير فلم يحقق منها ولا صفحة واحدة من الكتاب الذي أصدره «الإبراء المستحيل» والذي تحدّث عن الإصلاح. والشيء الوحيد الذي فعله صهره العزيز، هو إدخال موظفين فوق حاجة المؤسّسات وبدون أي شروط الى مجلس الخدمة وغيرها من المؤسّسات، لأنه بحاجة الى مؤيّدين بعد فشله مرتين في الانتخابات النيابية في دورتين متتاليتين.

 

رابعاً: لم ينجح هذا العهد وكما يعترف بذلك عدد كبير من قادة «التيار الوطني الحرّ» الذين تركوه والسبب هو «الصهر» وفشل هذا الصهر في أي وزارة وفي كل ملف تسلّمه.

 

أخيراً، أوجّه تحيّة الى دولة نائب رئيس المجلس النيابي لأنه كان صريحاً في حديثه الى تلفزيون الـ N.B.N يوم الأحد، ووضع النقاط على الحروف واعترف ونصح قبل أن يسقط الهيكل على الجميع، وأبارك طرحه بأن يتسلم الجيش بقيادة قائده الجنرال جوزاف عون المهمة موقتاً الى حين تسلم سلطة إنقاذ الوطن لأننا وبسبب فشل الرئيس وتمسّكه بأفشل وزير بتاريخ الحكومات سوف يقودنا الى الدمار… وهنا تذكرت عندما سُئل فخامته الى أين ذاهبون؟ قال: الى جهنم.