Site icon IMLebanon

قيادة الجيش بند أول في أولى حكومات العهد؟

قهوجي لم يطلب إعفاءه من مهامه بعد انتخاب عون

قيادة الجيش بند أول في أولى حكومات العهد؟

هل تبصر الحكومة النور قبل عيد الاستقلال، فيحضر الرؤساء الثلاثة معا على المنصة، للمرّة الاولى منذ العام 2012 حين التقطت الصورة الاخيرة للترويكا الرئاسية: ميشال سليمان ـ نبيه بري ـ نجيب ميقاتي، قبل أن يشهد الاحتفال بالعيد السبعين للاستقلال في العام 2013 «رباعية رئاسية» تمثّلت بوجود الرئيس المكلّف تمام سلام ورئيس حكومة تصريف الاعمال ميقاتي الى جانب سليمان وبري؟

المؤكّد، ان عرضا عسكريا كبيرا، سيقام بناء على توجيهات الرئيس عون، للمناسبة نفسها، بغضّ النظر عن «وضع» الحكومة. هذه المسألة كانت محور الاجتماع الذي جمع قائد الجيش العماد جان قهوجي برئيس الجمهورية قبل عشرة ايام. وجهة نظر القيادة كانت تستند الى ان العرض العسكري الموسّع يتطلّب تحضيرات لوجستية قبل نحو شهرين تقريبا يتمّ خلالها سحب الآليات المطلوبة للعرض خصوصا الثقيلة منها كالدبابات والملالات والقاطرات، إضافة الى المدافع والطوافات… من أجل أعمال الصيانة. لكن عون كان واضحا بضرورة التحضير لعرض عسكري غير رمزي يشمل كل القطعات والوحدات تدشينا لانطلاقة العهد.

كانت تلك الزيارة الثانية التي يقوم بها قهوجي الى رئيس الجمهورية بعد زيارة التهنئة الاولى التي قدّم خلالها قائد الجيش، بعد انقطاع طويل بين الرجلين، صورة عامة عن وضع الجيش بما فيها خريطة انتشاره وحاجاته وخططه وملف المساعدات، واضعا نفسه بتصرّف رئيس الجمهورية كما تجري العادة، مع العلم ان مذكرة تشكيلات الفصل التي صدرت مع وصول عون الى قصر بعبدا تمّ التنسيق بشأنها بين العميد سليم الفغالي ومدير المخابرات كميل ضاهر بسبب تواجد قائد الجيش آنذاك في الولايات المتحدة الاميركية.

ويرتسم على خط بعبدا ـ اليرزة اليوم مسار ترقّب لن تفهم وجهته بوضوح إلا بعد تأليف الحكومة. احتمال تعيين شامل روكز وزيرا للدفاع الذي سقط سريعا، ارتبط بشكل مباشر بهذا المسار، وهو الامر الذي كان سيدفع العماد قهوجي الى طلب مأذونية الى حين تعيين قائد جيش جديد بحيث لن يكون مضطرا الى أداء التحية العسكرية، ولو لمرّة واحدة، لوزير هو ضابط سابق وكان مرؤوسه.

يذكر ان قهوجي، ووفق المعلومات نفسها، لم يطلب إعفاءه من مهامه بعد انتخاب عون رئيسا للجمهورية.

مع ذلك، يسبق ولادة الحكومة تساؤلات حول المقاربة التي سينتهجها العهد بشأن التعيينات الامنية والعسكرية. فمطالبات عون بشأن تعيين قادة الاجهزة الامنية والعسكرية مزمنة، ومع انتخابه رئيسا فإن السؤال الأكثر إلحاحا هو: هل سيفرض الرئيس عون طرح بند تعيين بديل عن العماد قهوجي ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وأمين عام للمجلس الاعلى للدفاع مكان اللواء محمد خير، في ثاني أو ثالث جلسة للحكومة بعد نيلها ثقة مجلس النواب؟

المؤكّد ان الرئيس عون من داعمي هذا الطرح، وثمة دائرة استشارية حوله تدفع بهذا الاتجاه، كما تزكّي خيار «النفضة» على صعيد التشكيلات بعد تعيين قائد جيش جديد.

وكان لافتا للانتباه ما تسرّب من «بيت الوسط» عن اتفاق مسبق بين عون والحريري على تأجيل بتّ بند التعيينات الى الصيف المقبل بالتزامن مع انتهاء مهلة التمديد لبصبوص في حزيران وقرب إحالة مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة الى التقاعد.

وهذا الامر من شأنه، وفق المسوّقين له، ان يحافظ على معنويات هؤلاء الضباط ويبعد تهمة الكيدية عن العهد الجديد، خصوصا ان عمر هذه الحكومة التي ستشرف على الانتخابات النيابية سيكون قصيرا.

والمتابعون لهذا الملف يشيرون الى ان قهوجي كان مرشحا منافسا غير معلن لعون، واليوم مع انتخاب الاخير لم يعد قائد الجيش يشكّل ورقة ضغط عليه، ما يتيح استمراره في موقعه الى حين قيام حكومة ما بعد الانتخابات بتعيينات أمنية وادارية شاملة.

أما عسكريا، فيلفت هؤلاء النظر الى ان تداعيات معركة الموصل وعزل الرقة تشير الى إمكان تسرّب إرهابيي «داعش» من الرقة باتجاه حمص والقريتين أو باتجاه الحدود الشرقية او الشمالية، ما يستدعي جهوزية عالية للجيش خلال الاشهر المقبلة على طول الحدود الشمالية المذكورة.

وفيما لم يتأكّد بعد ما إذا كان الرئيس عون «سيلزّم» حكومة الانتخابات مهمّة التعيينات الامنية، فإن الاسماء المرشّحة لقيادة الجيش تكاد تختصر بالاسماء الخمسة التالية:

÷ العميد جوزف عون (دورة 1985 وهو قائد اللواء التاسع المنتشر حاليا في عرسال).

÷ العميد كلود حايك (دورة 1983 نائب رئيس الاركان للتخطيط).

÷ العميد شربل ابو خليل (دورة 1982 ويلتحق في 19 الحالي بقيادة مقر عام الجيش).

÷ العميد فادي داوود (دورة 1985 قائد اللواء السادس).

÷ العميد خليل الجميل (دورة 1985 التحق مؤخرا بقيادة قطاع جنوب الليطاني).

وجميع هذه الاسماء تحظى بتأييد الرئيس عون مع تفضيله لجوزف عون، فيما تعيين قائد جيش من دورة العام 1985 سيؤدي تلقائيا الى «تطيير» عدد كبير من العمداء ما سيسمح بـترشيق الكادر العسكري المتخم بأعداد «الجنرالات».

وفيما تعكس اليرزة رأيا صريحا، عبّرت عنه بتي الهندي مستشارة التنمية والتطوير في قيادة الجيش، بالربط بين ثقة الاميركيين بقيادة الجيش وبين السخاء الأميركي والغربي بتسليح المؤسسة العسكرية طوال السنوات الماضية، فإن المعنيين يؤكدون ان دور قائد الجيش المقبل لا بد ان يشكّل استمرارا لواقع أرساه العماد قهوجي من خلال العلاقة الجيدة مع «حزب الله» و «الاستثمار» الاميركي في تطوير الجيش وتسليحه.

أما مدير المخابرات العميد كميل ضاهر، فكونه كان مدير مكتب العماد قهوجي لسنوات عدّة، فهذا الامر يخرجه منطقيا من دائرة المرشّحين لقيادة الجيش، مع العلم ان ضاهر حتّى ابّان تلك المرحلة لم يكن بعيدا عن عون، وبعد تعيينه مديرا للمخابرات قصد الرابية أكثر من مرة وكان يضعه في أجواء عمل المديرية والانجازات التي تقوم بها، ثم قام بزيارة تهنئة له بعد انتخابه رئيسا ووضع نفسه بتصرّفه وتلقى بعض التعليمات منه. يذكر ان بعض افراد عائلة العميد ضاهر، الذي اصيب في 13 تشرين الأول 1990 في جبهة ضهر الوحش، همّ من مناصري «الجنرال عون».

يذكر ان الترشيحات لخلافة اللواء ابراهيم بصبوص في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي تنحصر بشكل اساسي بين رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان وقائد منطقة الجنوب الاقليمية العميد سمير شحادة. الأول، مدعوم من الرئيس سعد الحريري، والثاني، من النائب بهية الحريري ونجلها احمد الحريري.

وبطبيعة الحال لن تقتصر التعيينات على المراكز العسكرية والأمنية، إذ إن دراسة أجرتها «الدولية للمعلومات» قبل ايام أظهرت أنه توجد حالياً في الإدارات والمؤسسات العامة 32 وظيفة في الفئة الأولى شاغرة، بعضها مضى على شغورها سنوات عدة.