IMLebanon

“غير عاطل” تعاون الجيش و”الحزب” ضد التكفيريّين!

عن إيران وإسرائيل تحدّث الباحث الجدّي نفسه في مركز أبحاث أميركي عريق، الذي مارس العمل الرسمي مدّة معينة، قال: “نتنياهو يخاف من إيران وخوفه ليس مصطنعاً. ويعتبرها أكثر خطراً على بلاده من “داعش”. وهذا أمر يشاركه إياه يهود إسرائيل. لكن إذا استمر الصراع بينه وبين أوباما، فإن الأخير لن يذهب في وقت ما قبل انتهاء ولايته الثانية إلى مجلس الأمن، ولن يطرح عليه مشروع الدولتين إسرائيل وفلسطين، كما أخبرك بعض مَن التقيت في واشنطن. وسبب ذلك في رأيي هو معرفته ان الحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه لن يوافق معه على ذلك أبداً. وهو حزب أميركي تؤيده نسبة كبيرة من اليهود. ويهود أميركا اميركيون وليسوا إسرائيليين وأنا منهم”. علّقت: قلتَ في سياق الحديث انك ستزور غزة قريباً. هل ستقابل هناك عدداً من قادتها؟ وهل قابلت أحداً منهم في السابق؟ أجاب: “لن أقابل أحداً من قادتها في هذه الزيارة. زرتها أكثر من مرة عندما عملت مدة معينة في الحكومة الاميركية، لم أكن بمفردي بل مع وفد. لكن سابقاً قابلت قادة من “حماس” في السجن. وتلك تجربة لن أعيدها لأنها كانت مؤلمة لأسباب كثيرة. مشكلة غزة الآن أن اعادة البناء فيها لم تتم بعد ولن تتم. لماذا؟ لأن “حماس” تأخذ مالاً لاعادة بناء ما تهدم من بيوت. لكنها لا تعيد بناءها. أين تذهب الأموال؟ لحفر الانفاق، وكل نفق يكلّف بين مليون وثلاثة ملايين دولار. في الماضي كان سقف النفق المحفور وجدرانه من الخشب، ولذلك كان يسقط وينهار. الآن حلّ الإسمنت مكان الخشب، وهذا أمر لن تسمح به اسرائيل. والأنفاق التي اكتُشفت تبيّن أن المواد التي صنعت منها كانت إسرائيلية. وكان ذلك مكتوباً عليها. وكان ذلك في اثناء إعمار ما دمّرته الضربة العسكرية قبل الأخيرة في غزة. ولهذا السبب ليست هناك أموال لإعمار ما دمّرته الضربة الاخيرة”. سأل عن لبنان، فشرحت له انه في حال سيئة، أما إذا قورن بمحيطه فإنه في وضع معقول. لذلك المطلوب من أبنائه المحافظة على هذا الوضع كي لا يصبح أسوأ. علّق: “في لبنان يتعاون “حزب الله” والجيش لقتال التكفيريّين. وهذا أمر “غير عاطل” رغم آثاره السلبية على التركيبة اللبنانية مستقبلاً. لكن لا مفر من ذلك. الجيش السوري يقوم عملياً أو سيقوم بعملية عسكرية ضد مسلّحي “داعش” وغيره ليس لدفعهم إلى الجبال والجرود من لبنانية وسورية بل لسحقهم. هل ينجح؟ لا نعرف، يجب أن ننتظر؟” هل تعتقد أن هناك خطراً يتهدَّد لبنان من جهة شبعا الجنوبية، وخصوصاً إذا عبر مسلحو “النصرة” وغيرها الجولان المحاذي للبنان الحدود إلى تلك البلدة؟ سألتُ. أجاب: “هذا الخطر موجود، لكنه ليس داهماً، وربما لا يُترجم عملياً. ذلك أن إسرائيل ستمنع عبور مقاتلي “النصرة” وغيرها من تلك المنطقة إلى شبعا والجنوب اللبناني. و”النصرة” أساساً وضعها صعب وعدد مقاتليها يتناقص، فضلاً عن أنه قليل أساساً. علماً أنهم يستفيدون حالياً من ضربات التحالف الدولي ضد الإرهاب لـ”داعش” واخواته. ليس من مصلحة إسرائيل أن يكون هؤلاء الجهاديون في لبنان. لذلك حاول “حزب الله” مع ايران فتح جبهة غير رسمية، ولكن دائمة، على إسرائيل من الجولان. لكنهما فشلا إذ وجَّهت إليهم الأخيرة ضربة موجعة. ردَّ “الحزب” عليها ولكن في طريقة جعلت إسرائيل تفهم أنه مضطر للرد، ولكنه لا يريد حرباً معها إذا كانت هي لا تريدها أيضاً”. أيهما أخطر على إسرائيل في لبنان ومنه وخصوصاً جنوبه “داعش” و”النصرة” وأمثالهما أم “حزب الله”؟ سألتُ. أجاب: “جوابي هو أنهم كلهم إرهابيون يريدون ضرب إسرائيل. لكن التكفيريّين مجانين. أما “حزب الله” فإن تعليَته صوته بالتهديد والوعيد من دون القيام بعمل عسكري لا تدفع إسرائيل إلى التحرك ضدّه. أعود إلى إيران فأقول انني أخاف، وأميركيون كثيرون مثلي وإسرائيل، أن تحقّق هدفها أو أهدافها من الإتفاق النووي. فرفع العقوبات عنها وعودة السيولة المالية الكبيرة إليها يجعلها “تفلِت” على المنطقة والعالم، وتمكِّنها من العودة إلى السخاء في مساعدة حلفائها وعملائها. فهي الآن تقتِّر على “حزب الله” وعلى سائر حلفائها، ليس في المسائل العسكرية بل في المال والقضايا الاجتماعية. ورئيس إيران روحاني يريد، إذا نجح في انجاز إتفاق نووي مع المجموعة الدولية 5+1 (أميركا)، أن يكمل مسيرة المؤسّس الخميني وأهم أهدافها متابعة تصدير الثورة الإسلامية”.

ماذا في جعبة مسؤول أبرز في مركز أبحاث أميركي عريق عن القضايا الملتهبة في الشرق الأوسط؟ سألتُ.