IMLebanon

الجيش: لم نقل مرّة أننا غير جاهزين لأي إستحقاق

يرسم مرجع عسكري كبير صورة ايجابية لعناصر الاستقرار الراهن. لا يكتفي بابداء تفاؤله فحسب، بل يشير الى ان الوقائع الميدانية على الارض، بين يدي الجيش، تعكس جانباً مهماً من انطباعاته تلك. الا انه يتمسك بالحذر الواجب

على وفرة ما قيل قبل اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، وذرائع الاسباب الامنية التي تحول دونها، اجريت واشرف الجيش على امن هذا الاستحقاق، من دون ان يكون معنياً بما يتعدى مراقبة أمنها.

تلك خلاصة يبرزها مرجع عسكري كبير اذ يلاحظ ان المهمة تلك تزامنت مع ما يعدّه «فورة» في ذلك الوقت نجمت عن تفكيك الجيش خلايا ارهابية وتوقيف ارهابيين ومتعاونين معهم «كانوا يتساقطون بالاعمال الامنية الاستباقية او مهاجمتهم مباشرة او بالاعترافات التي يدلي بها موقوفون».

يضيف: «مقدار ما تتضاعف الازمات السياسية وتجد نفسها امام ابواب موصدة دون التوصل الى حلول او التوافق عليها، يبدو الامن في مقلب آخر».

يقول المرجع العسكري الكبير: «التنبه واجب وضروري، وهو جرس الانذار الدائم للجيش حيال اي هجمات او اعتداءات ارهابية عند الحدود الشرقية. لا نتعامل مع الامن كما لو ان 1 +1 يساوي 2. يمكن ان يساوي 10 او 100. الجيش نجح الى حد بعيد في الاعمال الاستباقية، الا ان ذلك لا يلغي احتمال الهجمات والاعتدءات والاعمال الانتحارية في اي وقت. لا احداً يسعه التصور ان الامن مطلق. ليس في لبنان فحسب، بل في اي مكان في العالم، بدءاً من هنا الى اوروبا الى الولايات المتحدة. هل نعدد الدول الغربية التي استهدفها الارهاب او تعيش في ظل القلق منه؟ لا نعيش في ذعر او خوف، الا اننا نتحوط ونتنبه. الامن ليس مطلقاً، لكن في المقابل ليس ثمة أمن بالتراضي في لبنان. ليس ثمة منطقة مغلقة دون الجيش في اي بقعة».

يضيف: «لم يتغير موقف الجيش من الارهاب، ولا يزال نفسه، وخصوصاً منذ مهاجمته مجموعة امير «داعش» في عرسال والقلمون المدعو «ابو الفوز» وقتله واعتقال المسؤول الامني لديه «ابو ملهم». اهتز واقعهم هناك، ولم يعد في وسعهم بالسهولة المتوقعة اعادة تنظيم مجموعاتهم وتحركاتهم والاعتداء على الجيش كما كانوا يفعلون قبلاً. هذا لا يجعلنا ننام على حرير. تنظيم «داعش» يتلقى ضربات في كل مكان تقريباً، مع انه يحاول تعويض هزائمه في بعض المناطق. عند الحدود الشرقية لم نعد اليوم عشية آب 2014 عندما هاجم الارهاب عرسال. لسنا متوهمين من ان الاستقرار مئة في المئة. ليس ثمة ما يمنع اللجوء الى اعمال امنية على طريقة حرب العصابات تعوض ما ظن الارهاب انه دخل في مواجهة متكافئة مع الجيش. هذا الأمر ولى منذ زمن».

يقلل المرجع العسكري الكبير من القلق المفرط الذي تعبر عنه بيانات تصدر عن سفارات الى رعاياها: «لدى السفارات مصادر معلومات تجعلها تبدي خشيتها. اعلنت من تلقائها هذا الانذار، الا انني استبعد اي خطر او اعتداء على السفارات ومكاتب الامم المتحدة».

على انه يتوقف عند وطأة ما يجري في المنطقة، ويرى ان لبنان «ليس جزيرة في منأى عما يجري في جواره ومحيطه»: «ما يجري في سوريا والعراق مخيف. ما يقلقني اكثر في سوريا ليس ما يجري اليوم، بل ما قد يؤدي اليه في المستقبل. الصورة غامضة تماماً. في سوريا دخل الجيش الى الرقة ثم انسحب. في منبج استعادت «داعش» المبادرة والهجوم، في وقت نقول ان رقعة سيطرتها في سوريا والعراق تتقلص. ما يحمل على ضرورة العمل في الداخل على تفادي اي تأثيرات من الخارج، كوننا بتنا بسبب الجغرافيا جزءاً منها مع اننا نحاول ان لا نكون طرفاً فيها. ما يجري في سوريا ادعوه حرباً عالمية ثالثة غير معلنة لوفرة الدول المتورطة فيها. ذلك يجعلني اعتقد ان الحرب هناك طويلة، وإن عرفت تهدئة من حين الى آخر، الا انها حرب الـ20 سنة على الاقل. على هذا النحو عرفنا حروب المئة عام».

يبدو عامل الطمأنة الى متانة الاستقرار ما يتسلح به المرجع العسكري الكبير الذي يتريث في ابداء موقفه من استعداد الجيش للاشراف على الانتخابات النيابية في الاشهر المقبلة.

يقول: «الموقف في اوانه. لم يقل الجيش مرة، في اي وقت، انه لا يستطيع الاشراف على اي انتخابات، وخصوصاً عندما اثير اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية. لم نقل مرة، او اوحينا، اننا عاجزون عن الاشراف على الانتخابات البلدية، او ان الاسباب الامنية تحول دونها. في الاجتماعات الامنية التي عقدت لهذه الغاية كان الحاضرون جميعاً يعرف موقفنا. المشكلة ليست عندنا. قرار اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية سياسي وليس امنياً. قرروا انتم هل تريدونها؟ الجيش يعرف وطأة المهمات التي يتنكبها في اكثر من منطقة وخصوصاً عند الحدود الشرقية، لكنه لا يقول يوماً انه لا يشرف على اي استحقاق في موعده. كان جوابنا اننا حاضرون، لكن عليكم ان تقرروا. ليس خافياً على احد ان سفارات دول كبرى اهتمت باجراء الانتخابات البلدية والاختيارية وسألت عنها، وعن جهوز القوى العسكرية والامنية للاشراف عليها، وسمعت رأينا وهي تعرفه. لم نسمع احداً يقول لنا اننا غير قادرين على الاشراف عليها، الا اننا ابلغنا الى مَن طرح الشكوك ان لا يلقوا الذريعة على الجيش. اما عن الانتخابات النيابية ففي اوانها».