Site icon IMLebanon

الجيش أوّلاً وثانياً وثالثاً

كفى حكي… كفى كثرة كلام… كفى تحليلاً… كفى اتهامات، كفى مهاترات… كفى استغلالاً…

الموضوع ببساطة «عرسال»… أصبحت عرسال أشهر عاصمة في العالم أي أنّ العالم يدور كله حول عرسال.

يا جماعة كفى مزايدات، الوضع في عرسال حساس جداً ولا يتحمّل التنظير ولا المزايدات.

بكل صراحة ما تفعله الحكومة هو عين الصواب أي أنّها تتعامل مع الموضوع بمنطق العقل والمصلحة، بينما إيران تريد أن تحرّض أهل بعلبك.

بدأت المؤامرة الحقيقية على عرسال من خطاب سماحة السيّد حسن نصرالله الأخير، طبعاً بعد شرح طويل عريض على محاربة الإرهاب والتكفيريين، أي شخص ضد بشار الأسد هو تكفيري، حرب كونية على بشار والأخير يتصدّى لها بكل قوة حيث وصل عدد المواطنين الأبرياء الذين قتلهم بشار لغاية اليوم أكثر من 400 ألف قتيل و12 مليون مهجر.

على كل حال، يبدو أنّ الزمن لا يمر وقته على سماحة السيّد وادعاءه بأنّه ذهب الى سوريا للدفاع عن المقدسات الدينية: مقام السيدة زينب ثم تحوّل الى محاربة الإرهاب.

اما التفجيرات التي تعرّضت لها الضاحية الجنوبية من بيروت التي كانت تنعم بهدوء فسببها ذهاب السيّد الى دمشق وبعدها الى حمص وحلب ثم الى الجولان…

ولم يكتفوا أو يعتبروا من كل ما واجههم فإذا بتورطهم يزداد ويصل الى حد الانعكاس على لبنان… من هنا طلعوا بموّال عرسال والتحريض عليها تحريضاً مزدوجاً: من جهة تحريض الجيش، ومن جهة ثانية تحريض أهالي البلدات المتاخمة لعرسال في مسعى لفتنة غير مسبوقة في لبنان.

من جهته الجيش حسم الموقف، أمر القائد جان قهوجي اللواء الثامن بالدخول الى عرسال لحمايتها خصوصاً لسحب الذريعة من الذين يزعمون أنّها باتت مرتعاً للإرهابيين.

وحتى قبل أن ننتهي من مسلسل السيّد حسن نصرالله، نبدأ بمسلسل ميشال عون، وما أن ننتهي منه حتى نواجه مسلسل جبران باسيل الذي يجول هذه الأيام شمالاً وجنوباً وساحلاً وبقاعاً، بينما المطلوب منه أن يكون في البترون حيث خذله الشعب مرتين في الانتخابات النيابية.

وبدلاً من هذه الهمروجة كلها فليتركوا أمر عرسال الى الجيش الذي يحظى بثقة اللبنانيين، وليتجهوا الى البحث عن تسوية تفضي الى رئيس توافقي إذا كانوا فعلاً يريدون خلاص هذا الوطن كما يزعمون.

وليتهم اكتفوا بتحركاتهم بل انّ سماحة السيّد حرّض الأهالي على إخوانهم الأهالي وضرب نفير حرب لن تكون نتيجتها إلاّ الخراب وضرب الوحدة الوطنية…

وكم كان لافتاً ما قرأناه عن أهالي رأس بعلبك والفاكهة وبعلبك والهرمل واليمونة وبريتال والنبي شيت(…) الذين «قد تحوّلوا فجأة الى أعداء يتحيّنون الفرصة للهجوم على عرسال…» وحتى لو جاء هذا الكلام في معرض النفي، فهو يحمل ضمناً تحريضاً على عرسال…

وحسناً فعل وزير العدل أشرف ريفي الذي نشكره على مبادرته نحو النيابة العامة لتعتبر ما يُنشر في هذا المجال مضافاً إليه صوَر «شباب من عشيرة آل الحاج حسن» بناقلاتهم وأسلحتهم… وسواها من الصوَر واليافطات الإستفزازية(…) اعتبار ذلك كله بمثابة إخبار فتتحرّك النيابة العامة على أساسه لمساءلة ومحاسبة الفاعلين… وطبعاً مساءلة مَن حرّضهم!