IMLebanon

الجيش للجميع  

يوماً بعد يوم يثبت الجيش اللبناني أنه حامي الحمى والمدافع عن اللبنانيين جميعاً من دون أي تفرقة بين أبناء الوطن،

الجميع بالنسبة إليه واحد، والمهمة الوحيدة التي هي هدفه الوحيد حماية الوطن،

كما قال فخامة الرئيس مراراً وتكراراً إنّ الجيش ليس بحاجة الى أي آراء واجتهادات، الطلب الوحيد أن يكون هناك تفاهم سياسي بين القيادة السياسية، والجيش على أتم الاستعداد للتضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيل الوطن.

المشكلة ليست عند الجيش كما قال الوزير الصديق نهاد المشنوق وزير الداخلية إنه عندما تتفق القيادة السياسية فالجيش على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي مهمة في سبيل الوطن.

ولو عدنا سنوات قليلة الى الوراء وبالتحديد الى معركة النهر البارد التي خاضها الجيش بإمكانات شبه معدومة، إنما بإيمانه بوطنه وببسالة ضباطه وجنوده وكلفته 184 شهيداً بطلاً وانتصر فيها انتصاراً كبيراً برغم افتقاده الى أدنى المتطلبات لدرجة أنّ القذائف كانت تلقى باليد من الطوافات العسكرية لأنه لم تكن هناك قاذفات ولا صواريخ ولا راجمات، واستمرت المعركة نحو مئة وسبعة أيام (ثلاثة أشهر ونصف الشهر) وافتدى الجيش وطنه لبنان بالمهج والأرواح وبمئات الجرحى والمعوقين إضافة الى الشهداء الأبرار…

هذه المعركة لا تزال في ذاكرتنا وهي تؤكد أنّ الجيش وبالرغم من إمكانياته العسكرية البسيطة فعل ما لا يستطيع أن يفعله أي جيش آخر.

اليوم الجيش اللبناني لا يحتاج إلاّ الى قرار من القيادة السياسية وهو كفيل بتنفيذه بدقة وكفاءة عالية، ولا نريد أن نتحدّث عن عرسال وجرود عرسال، وما قاله الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لـ»حزب الله» عن المعركة يثير الاهتمام ويجدر التوقف عنده، فقد قال:

«كنّا على علم بقيام مفاوضات مع «جبهة النصرة» قبل أن تنفجر معركة «جرود عرسال» ثم خمدت نيران المعركة إلاّ أنّ المفاوضات استمرت واستجاب لبنان لشروط المسلحين»، وسأل: هل كان من الضروري أن ندفع هذا الثمن الكبير من الشباب لنقبل بشروط «جبهة النصرة» أو نرفض بعض التفاصيل التي لا تغيّر من النتيجة النهائية للمفاوضات؟ بعد خروج الوضع في سوريا من سيطرة المعارضة والموالاة العرب والفرس وتحوّلها بركة دماء شهداء الجنون الطائفي وصيحات الجاهلية الى غنيمة للروس والاميركيين»، وعن رأيه بلجوء «حزب الله» الى التفاوض مع الجماعات المسلحة بدل إنهاء المعركة عسكرياً، أجاب الطفيلي: «في الظاهر لقد ظنّ أنّ بين يديه نصراً قريباً من دون كلفة، لكن مع تقدّم المعركة في الجرود كثرت الخسائر في صفوف عناصره وبات لا يستطيع تحمّل تبعاتها فعاد الى المفاوضات وقبل بها بعدما كان يرفض التفاوض».

واليوم يحمل الجيش اللبناني على عاتقه مسألة مواجهة «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، وهذا عين العقل، فالجيش للمهمة وهو كفيل بأن يؤدّيها على أفضل ما يمكن، وأن يبذل ما يتوجب عليه تجاه وطنه الذي أقسم يمين الولاء له.

عوني الكعكي