يحتفل لبنان اليوم بعيد الجيش هذه المؤسسة الوطنية الكبرى التي تقوم بدور كبير في حماية السلم الاهلي اللبناني والدفاع عن الحدود.
ومن أسف أنّ العيد يتوافق، هذه السنة، مع الفراغ الرئاسي ما يمنع قيام الإحتفال المركزي الذي يتخلله العرض العسكري، وذروته تقليد رئيس الجمهورية الضباط الجدد سيوفهم.
وإذ أوجّه التهنئة الصادقة الى قائد الجيش العماد جان قهوجي والمؤسسة بضباطها وأفرادها جميعاً، أود أن أعرب عن اعتزازي بالجيش الذي أثبت وجوده على أرض الواقع بالتضحيات الكبيرة، فقدّم الشهداء قوافل قوافل من أجل لبنان ورفعته وأمن شعبه.
وكي لا نرجع بالذاكرة بعيداً نكتفي بالإشارة الى سلسلة محطات حديثة أثبت الجيش خلالها الكثير من المناقبية والانضباط، وقدّم من التضحيات أغلاها إذ افتدى بلده وشعبه بالمهج والأرواح.
ففي العام 2006 سقط للجيش عشرات الشهداء ومئات الجرحى في مواجهة العدو الاسرائيلي، علماً أنّ المواجهة بين الجيش اللبناني والكيان الاسرائيلي في فلسطين المحتلة لم تتوقف يوماً واحداً، منذ أن قام هذا الكيان اغتصاباً وعنوةً في أرض فلسطين دافعاً شعبها الى اللجوء في مختلف أنحاء المعمورة.
أما في نهر البارد فكانت أعداد شهداء الجيش وجرحاه والمعوّقين كبيرة جداً، إلاّ أنّ الجيش حقق بإمكاناته التي كانت محدودة جداً، وباللحم الحي، إنجازاً كبيراً، خصوصاً وأنّ المسلحين الغرباء الذين كانوا يحتلون المخيّم كانوا مزوّدين بأحدث الاسلحة.
وأمّا في جرود بعلبك وعرسال فلا تزال المعركة مستمرة منذ أن غدر المسلحون التابعون لـ»النصرة» ولـ»داعش» بمركز متقدم للجيش وكان ما كان من مواجهة مفتوحة تمكن فيها جيشنا من ردع المسلحين ودحرهم مراراً وتكراراً موقعاً في صفوفهم الكثير من الاصابات الموجعة… وهم الذين تراجعت أمامهم الجيوش الكبيرة.
وأما عن الخطة الأمنية فقد نفذها الجيش بمساندة قوى الأمن حيث تدعو الحاجة، على أفضل ما يكون التنفيذ، وإن كان ذلك كلفه سقوط عدد من الشهداء الأبرار في صفوفه.
هذا غيض من فيض ما حققه جيشنا الباسل بقيادة العماد جان قهوجي الرجل الذي سجل حضوراً لافتاً في تاريخ لبنان الحديث بنزاهته وانضباطه ومناقبيته وحسن إدارته لهذه المؤسّسة التي سعى ويسعى جاهداً لإبعاد السياسة عنها.