Site icon IMLebanon

الجيش الضامن

ليس الجيش وحده، في مواجهة مسلحي داعش المتمترسين منذ عدة سنوات في جرود القاع ورأس بعلبك وجرود عرسال شمال لبنان، بقدر ما يحظى بتفويض سياسي كامل ودعم شعبي واسع يكمل احدهما الآخر ويمنحه سلطة اتخاذ القرار المناسب، تحت غطاء الوحدة الوطنية وحقه وحده في تحرير الأرض ودحر الارهاب والارهابيين وتوفير السلام والطمأنينة لكل الشعب الذي لا تمر سانحة إلا ويعبّر فيها عن ثقته الكبيرة بقوة جيشه وحده على حماية لبنان وتوفير الاستقرار التام، وحماية أمن مواطنيه وسلامتهم، والحفاظ على استقلال البلد وسيادته في ظل وحدة وطنية قوية لا تتزعزع بفعل أية متغيرات اقليمية وحتى دولية.

لقد أحكم الجيش الخناق على مسلحي داعش المتحصنين في الجرود الشمالية اللبنانية، ويكمل استعداداته اللوجستية لدحر هؤلاء، وتطهير كل الجرود منهم، وقد أثبت عن جدارة قل نظيرها في حمل هؤلاء، أما على الاستسلام له، أو الفرار الى مناطق آمنة في الداخل السوري كما بات متحققاً بعد التقدم الملحوظ الذي حققه جيشنا بعد أقل من ثلاثة أيام من قرار الذي اتخذته قيادته الحكيمة والشجاعة لتطهير لبنان من الارهابيين.

وفي هذا المجال كان لافتا الموقف الذي اتخذه رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل بعد اجتماع هيئة قيادة التيار في رأس بعلبك والذي أكّد فيه ان المعركة التي يخوضها الجيش في شمال لبنان هي لبنانية مائة بالمائة وأن الجيش وحده هو المسؤول عن تحرير الأرض من الإرهاب واستعادة السيادة الكاملة.

ان هذا الموقف يعبر عن رأي غالبية اللبنانيين وعن تطلعاتهم الوطنية، ونبذهم الكامل لأية جهة داخلية تتطاول على الجيش، وتستخدم ما تمتلكه من قوة لتكون هي المسؤولة الوحيدة عن قرار الحرب والسلم بدلاً من الجيش الذي يفترض ان يكون هو وحده المسؤول عن هذا القرار، وهو وحده الذي له حق امتلاك السلاح والقوة للدفاع عن أرض الوطن وحماية السيادة والاستقلال، فضلاً عن انه يُشكّل نقلة نوعية للتيار الوطني الحر الذي وقف دائماً إلى جانب مقولة «الشعب والجيش والمقاومة»، ومع تقديرنا الكامل لهذا التحوّل بات ملحاً ان يطالب رئيس التيار الوطني الحر كغيره من الأحزاب والقوى السياسية في البلاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى بالاستفادة من هذه اللحظة التاريخية ودعوة هيئة الحوار الوطني إلى استئناف اجتماعاتها للاتفاق على خطة استراتيجية تحصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده دون سواه.

لقد حان الوقت الذي يحتم على رئيس الجمهورية اتخاذ مثل هذا القرار سيما وأن هناك أكثرية ساحقة في البلاد تجيز هذا الخيار الذي لا بدّ منه بعد الملابسات والاعتراضات على احتكار حزب الله لقرار الحرب والسلم عندما اتخذ القرار بطرد مسلحي النصرة من جرود عرسال، متجاهلاً تماماً حق الجيش وحده في تنفيذ مثل هذه المهمة، لأنه وحده، كما صرّح رئيس التيار الوطني الحر، المسؤول عن تحرير كل الأراضي اللبنانية من المسلحين الارهابيين وغيرهم ممن يحاولون الاعتداء على السيادة الوطنية وعلى الاستقلال.

ان الجيش وحده هو الحارس والضامن للسيادة والاستقلال وحماية شعبه، وتوفير كل مستلزمات الاستقرار الأمني له وقد ثبت ذلك بالبرهان الساطع لكل من يريد أن يسمع وأن يقتنع.