IMLebanon

الجيش في الدفاع عن السيادة… تاريخ مكتوب بالدم وسلسلة الإنتصارات

الأوّل من آب عيد جيشنا الوطني، هذا الجيش الذي حمى لبنان واللبنانيين ما زال مستمراً عاقدَ العزم على الوفاء بقَسَمه، إذ على رغم أحداث سوريا والعراق واليمن، لا يزالُ لبنان صامداً بفضل جيشه وينعمُ بالأمن قياساً على ما تشهده الدول المجاورة.

هذا التاج من الغار، يضعه الجيشُ اللبناني على رأسه وهو منتشرٌ على الحدود يُواجه الإرهابيين ويذود عن لبنان ويقدم الشهداءَ في سبيل الوطن الذي آمَن به.

يعمل الجيش اللبناني في جوٍّ معقّد فرضه الوضع المحلي والإقليمي، إضافةً الى الخلافات السياسية المعطلة للاستحقاقات الدستورية وأبرزها غياب رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلّحة. لكنّ الجيش اللبناني لم يبخل بالغالي أو النفيس من أجل سلامة أرضه وشعبه، رافضاً الظلمَ والاحتلال، ومكرِّساً أجندته وفق أسس وطنية جامعة ونبيلة.

في عيده الـ71، لا تزال الضريبة التي يدفعها أبناءُ المؤسسة العسكرية غالية الثمن، مصبوغة باللون الأحمر، فداءً للبنان.

من الحدود الجنوبية والشرقيّة والشمالية، الى الداخل والساحل، خريطةُ عملٍ دؤوب وتصدٍّ نفّذها الجيش. فمنذ بدء موجة الاغتيالات مروراً بأحداث العام 2005، والحرب الإسرائيلية ومعركة نهر البارد وأحداث عبرا وعرسال وصولاً الى صدّ الهجمات الإرهابية التي تضرب لبنان، كلّها أحداثٌ برهنت قدرة الجيش على التعامل مع أحلك الظروف ومواجهة أشرس الأعداء.

تُعتبر محطة 2005 الأهم في تاريخ لبنان الحديث، حيث لعب الجيشُ دوراً مهماً في حماية ثورة الأرز والمتظاهرين، مانعاً المشكلات الكبرى التي كان يمكن أن تنجم جرّاء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ولم تبخل هذه المؤسسة أيضاً في تقديم شهداء دفاعاً عن الجنوب خلال حرب تموز 2006.

                                           

الى ذلك، لم يتعب الجيش من القتال، بل خاض أشرسَ أنواع القتال وأصعبَها في الحروب الحديثة، والتي راوحت ما بين ملاحقة العصابات والقتال ضدّ التنظيمات الإرهابية وأساليبها غير التقليدية في نهر البارد عام 2007 محقِّقاً نصراً ساحقاً بعد حربٍ استمرّت 105 أيام على تنظيم «فتح الإسلام»، حيث افتدى بـ168 شهيداً ومئات من الجرحى لبنان، مبعداً منه شبح الفتنة، مؤكّداً وحدته وقدرته على خوض أصعب المعارك.

بعد 7 سنوات من طيّ صفحة هذه المعركة، امتدّت انتصاراتُ الجيش الى بقعٍ جغرافية أخرى متصدِّياً للقوى الظلامية، حيث خاض في 2 آب 2014 معركة عرسال باللحم والدم، فأسقط مخططاتِ الإرهابيين رغم الضريبة الكبيرة التي دفعها بأسر عددٍ كبير من جنوده لدى التنظيماتِ الإرهابية لا يزال قسمٌ منه مجهول المصير لدى «داعش» حتى اليوم، فحمى لبنان من فتنة سنّية – شيعية، وقطع صمودُ العسكريين واستبسالُهم في أرض المعركة الطريقَ على محاولة تغيير وجه لبنان.

لم تكفّ أيادي الشرّ عن الوطن، فأتت أحداثُ عبرا لتضيفَ على ملاحم البطولات المسطّرة بدماء الشهداء، حكاية نصرٍ أخرى حققها الجيش بقضائه على مسلّحي الشيخ أحمد الأسير، والسيطرة على مربّعه الأمني منقذاً الوطن من مؤامراتٍ ومخططاتٍ يتعرّض لها لبنان منذ سنوات.

أما اليوم وفي ضوء المرحلة الدقيقة التي نعيشها، لا يتأخر الجيشُ لحظة عن رصدِ ومتابعةِ وتصدي المخططات الإرهابية، وهو عازم على المضي قدماً في حماية لبنان من الإرهاب، متسلِّحاً بإنجازاته، ومستعداً للتضحيات، باذلاً جهوداً جبارة في عمليات الرصد والتتبّع الطويلة والدقيقة لحركة الاتصالات وانتقال وتحرّك الإرهابيين التكفيريين، إضافةً إلى الإجراءات التي يتّخذها لحماية الداخل.

تحمل تفاصيلُ النصر الذي حقّقه الجيش، أوجاعاً وشهاداتٍ أليمة، فالمؤسسةُ العسكرية خسرت خيرة شبابها، ولم تفرح أمهاتٌ كثيرات بعرس أبنائهن، فيما خسرت نساءٌ سندهنّ، وفقد أبناءٌ قدوتََهم في الحياة، ليحيا الوطن.

تحيّة الى الجيش في عيده، وألف تحيّة لجرحاه وشهدائه، على أمل إبعاد المؤسسة العسكرية من الخصومات السياسية ومن الفتن والتجاذبات، وأن ينال دعم جميع اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم لنعيش في وطنٍ جامعٍ وبسلام تحت شعار: شرف، تضحية، وفاء.