مخاوف من تداعيات «معركة حمص».. إن حصلت
الجيش جاهز للمواجهة وحماية الحدود
فيما تحاول الحكومة مواصلة هروبها الى الامام، تحاول القوى الامنية، وفي مقدمها المؤسسة العسكرية، تلقف كرات النار السياسية وتبريدها.
لم ينزعج الجيش اللبناني من تكليفه، عبر بيان وزاري، «اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لاعادة سيطرته وانتشاره داخل عرسال وحمايتها من الاعتداءات والمخاطر التي تتهددها من المسلحين الارهابيين وضبط الامن فيها».
وهو لم يتوقف في الاساس عن «اجراء التقييم الامثل للوضع الميداني واتخاذ القرارات والاجراءات المناسبة لمعالجة اي وضع داخل البلدة ومحيطها»، كما اشار بيان التكليف. واذا كانت القيادة العسكرية تبتسم لتأكيد مجلس الوزراء «عدم وجود قيود من اي نوع امام الخطوات التي قد يتخذها الجيش»، فان وراء الابتسامات قلقا دائما من تداعيات الصراع السياسي والشحن الطائفي والمذهبي وتأثيره على الوقائع الميدانية، وعلى استقرار البلد.
وفيما يهجس الداخل بمعارك عرسال وجرودها، تبدو المخاوف اكثر اتساعا في الاوساط العسكرية التي تتابع التطورات الامنية على الارض السورية لما لها من انعكاسات مباشرة على الواقع الامني اللبناني. لذا تعطي هذه الاوساط اهمية كبرى للمعارك المتوقعة في حمص او اية معركة مفاجئة قد تحصل في دمشق. هنا يصبح خوف القيادة جديا وكبيرا لاعتبارات كثيرة ابرزها عدم القدرة على السيطرة على الحدود مع امكانية تدفق آلاف الهاربين.
وفيما تبدي اوساط في «14 آذار» ثقة كبيرة باقتراب معركة حمص، وربما دمشق وارجحية سقوط النظام السوري في لحظة دراماتيكية سريعة، لا تبدو المعطيات لدى القوى العسكرية اللبنانية مطابقة لثقة الآذاريين.
يردد كثيرون الكلام الذي سمعه قائد الجيش العماد جان قهوجي اكثر من مرة في اجتماعات التحالف الدولي ضد الارهاب. فعلى رغم اصرار عدد من الدول العربية على ان يتزامن القضاء على «داعش» مع القضاء على النظام السوري ورئيسه، الا ان الدول الغربية تتحفظ على ذلك، لا اعجابا بالرئيس بل خوفا من عدم توفر البدائل، والانتقال الى الاسوأ.
على ضوء هذه المعلومة، تحلل اوساط عسكرية تطور الامور في سوريا ومدى امكانية انعكاسها على لبنان. وينقل عن القائد قهوجي «مواصلة الجيش الاستعداد على كل المستويات لحماية كل الحدود اللبنانية. وهذا يشمل بطبيعة الحال وضع كل الاحتمالات، وبالتالي تحضير خطط مواجهة ودفاع، وهو ما يتواصل العمل عليه، خصوصا في حال تحريك الاوضاع على الحدود شمال لبنان».
لا ينكر قائد الجيش ان «التوافق السياسي الداخلي يريح المؤسسة العسكرية ويجعل مهامها اسهل في مواجهة الاخطار المحدقة على الحدود». ومع ذلك لا يمكن ان يترك «لاي توتر او تصعيد سياسي ان ينعكس على معنويات الجنود والضباط الذين يواجهون تحديات واخطارا متنوعة المصادر»، متمنيا ان «تبقى السياسة بعيدة عن المؤسسة». وهو يطمئن سائليه ان «اوضاع الجيش واستعداداته اكثر من جيدة، على الرغم من استنفاره على كل الحدود من مزارع شبعا الى جرود عرسال، اضافة الى ضرورة اليقظة في الكثير من المناطق الداخلية».
بين مواقف الجيش وتحضيراته، وبين توقعات «14 آذار» ورهانها، تؤكد مصادر مطلعة في «قوى 8 آذار» ان «المخاوف من سقوط حمص او الهجوم على دمشق، وما قد يتبع من انعكاسات امنية على لبنان، كل ذلك لن يحصل. فالنظام قد حشد قواته بشكل منسق ومدروس. وبالتالي فان المواجهة التي يسوّق بعضهم لها، ان حصلت، فستكون مقتلة للارهابيين، وبالتالي لن يفر احد منهم الى لبنان او يلجأ اليه»، متمنية «الا ترسل اشارات اضافية لهؤلاء الارهابيين يُفهم منها ان لهم بيئة حاضنة في اي بقعة من بقاع لبنان».