القضاء لاحقاق الحق.
والقاضي، للقضاء على الظلم.
أما العدالة فهي صوت الله بين الناس.
لماذا، لم تتكرّس هذه الأقانيم في الحياة حتى الآن.
ولماذا لا يكون القاضي، الحاكم العادل بين الناس.
ذلك، ان الحوار الساخن بين القضاة، والموقوفين أبرياء كانوا أم متهمين، ليس دلالة قاطعة على معالم العدل، ولا تعبيراً عن العدالة.
كان القاضي ادمون رباط، رجل القضاء والعدالة، لكنه ظلّ أميناً على رسالته: لا عدل من دون قضاة يحافظون على العدالة.
هل كان الحوار الساخن، من جانب واحد، اشارة الى الادانة، أم شهادة مجافية للحق..
أنصار الحراك الشعبي تكلموا، وبالغوا في الدفاع عن مواقعهم، وأمعنوا في العتاب على القضاة.
إلاّ أن نقطة أساسية ظلّت في مناشدة الأصالة عند القاضي، أصالة الانصاف والتنديد بالظلم.
طبعاً، لبنان هو سابقاً سويسرا الشرق، منذ نصف قرن، لكنه ليس سويسرا بين الشرق والغرب.
اللقب أحبّه اللبنانيون.
ردّدوه في مجالسهم مراراً.
ماذا فعل الموقوفون، ليبقى اثنان منهم، في التوقيف.
الناس، عادة مع المظلوم.
لكنها ترفض أن يكون القاضي هو الظالم.
القاضي كما المحامي يعيش في حمى القضاة الكبار من أمثال داللوز وغارسون.
أو يتآخى مع الاجتهاد في تفسير القوانين.
وبين العلم والاجتهاد زمالة تصل الى حدود الأخوّة.
سؤال أساسي كان يطفو على وجه العلم والاجتهاد بالأمس: لماذا يتأخر اطلاق سراح المتهمين بضعة أيام؟
***
عند وقوع جريمة نسف كنيسة سيدة النجاة في الذوق، كان يجري استدعاء القضاة والمحامين ذوداً عن اتهام فريق، أو رفضاً لحرفه عن فريق آخر.
بيد ان العدالة كانت تبحث عن الانصاف في كل اتجاه.
هل ما يجري الآن يحدث في سويسرا.
لماذا، لا تكون الحقيقة هي المهمة لمواقف الجميع؟
لماذا هذا الجدل البيزنطي بين القضاة والموقوفين؟
هل يصعب النطق بالحق، قبل الحكم.
هل هذا الأمر صعب للغاية.
في العام ١٤٥٣، دار جدل بيزنطي في القسطنطينية على تفسير القوانين، واعتبر ذلك الجدل، بداية التاريخ الحديث.
***
لماذا أمعن الموقوفون في ازالة الأسلاك الحديدية الشائكة في الشوارع.
ولماذا بالغ رجال الأمن في تسليط خراطيم المياه علي المتظاهرين لحملهم على الهرب.
ولماذا مواجهة حملة الشهادات الجامعية بالهراوات.
ولماذا الامعان في التوقيفات، بعد محاولات الاعتداء على بعض الأفرقاء، من الجهتين.
هذه أمراض متفشية في صلب النظام، ولا يجوز الاستسهال في المواجهة.
انها حرب تطرح على الفريقين، في أثناء المواجهة، وتصبح آحادية عند الفريق الأقوى.