Site icon IMLebanon

عرسال و«المعلومات» رأس حربة.. الحرب على «داعش»

مرّة جديدة تدفع بلدة عرسال البقاعية وشعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي، ثمن الإرهاب الذي يتهدّدهما منذ سنوات بأوجهه المتعددة ومن بينها الإفتراءات والإستهدافات من قبل بعض من هم في الداخل والتي تكاملت اليوم وتماهت مع ما يقوم به تنظيم «داعش»، فبعد الإستهداف السياسي والعسكري والأمني للبلدة و»الشعبة» والتهديدات التي كانت تُنذر بإحتلال الأولى تارة وبمحوها طوراً، وتخوين الثانية ومحاولات تحجميم دورها، استهدف الإرهاب أمس الأوّل أحد ابنائها وهو المعاون زاهر عز الدين امام منزله في منطقة البابين بينما كان في سيارته، الأمر الذي يؤكد مُجدّداً بأن المُستهدفَين ما زالا يدفعان ثمن وطنيتهما ودفاعهما عن الشرعية، وتحديداً شعبة «المعلومات» التي قدمّت ثلّة من الشهداء والجرحى في سبيل تثبيت دعائم الدولة.

لطالما تحمّلت كل من عرسال و»الشعبة» ظلم «ذوي القربى» من خلال إتهامهما بشكل مستمر. مرّة تُتهم عرسال بإيواء «التكفيريين» وأخرى بوصفها بيئة حاضنة للإرهاب لمجرّد انها استقبلت النازحين السوريين وحمتهم من حر الصيف وصقيع الشتاء وفتحت لهم البيوت والمدارس والمساجد والمستشفيات، أمّا «الشعبة» فكانت تتلقى الطعنات والتشكيك بدورها وولائها للوطن، لكنّها أصرّت على القيام بواجباتها على الرغم من الخسارات القاسية التي تلقّتها من خلال اغتيال خيرة ضبّاطها وعناصرها وعلى رأسهم الشهيدان اللواء وسام الحسن والرائد وسام عيد، كما يُسجّل لعرسال حضور تاريخها النضالي والمقاوم الدائمين حاضرها المُشرّف في موقف ابنها الشهيد كمال عزالدين الذي كان سقط امام مبنى البلدية على يد الارهاب نفسه أثناء تصديه للإرهابيين يوم قاموا باختطاف العسكريين اللبنانيين.

عرسال التي قيل فيها ذات يوم «سنُري أهاليها النجوم في عز الضهر« وأنها «لن تأخذ معنا سوى بضع ساعات«، وذلك عندما كانت تُقام عند حدودها تدريبات ومناورات لجيش الأسد وحلفائه، استعدادا لساعة «الصفر»، ها هي تقف اليوم أمام الجيش والمؤسسات الأمنية وليس وراءهما كما يؤكد أهاليها لمواجهة الإرهاب، وهم الأحب الى قلوبهم «سماع هدير آليات جيشهم التي تتجه الى الجرود للتصدي للإرهابيين وأزيز قذائفه التي تُطلق باتجاه أوكارهم. ويكفي «العراسلة» فخراً أن أيديهم لم تمتد الى هيبة الجيش ولا حتّى اعتدت على جيرانهم في الجهة الاخرى من الحدود، ولدى توجيه سؤال اليهم عن أفراد من البلدة غرّدوا خارج السرب الوطني، تراهم يحملون إجابة واحدة وكأنهم رجل واحد « نحن أهل هذا الوطن ومن طينته».

الإرهاب الذي يستهدف عرسال هو نفسه الذي فكّكت شعبة «المعلومات» شبكاته، وآخرها منذ فترة قريبة عقب وقوع تفجيري «برج البراجنة»، هو نفسه اليوم يحمل وجوهاً متعددة من بينها النظام السوري وحلفاؤه. هنا يستعيد «العراسلة» لمحة من أيّام ماضية كانت تصلهم فيها أخبار متعددة ومتنوعة كوجود نيّة لدى المسلحين في إحداث خرق لخطوط دفاع الجيش والدخول إلى بلدتهم في حال تمكنهم من ذلك، بالإضافة إلى أخبار أخرى تتعلّق بسقوط قذائف داخل بلدات في البقاعين الشمالي والغربي، لتدور بعدها أحاديث وتداول معلومات موثقة تُدين النظام السوري وحلفاءه وتحديداً «حزب الله» بحيث كانوا يعمدون إلى إطلاق قذائفهم من منطقة الزبداني كمعاقبة على ايواء البلدة لنازحي القلمون وتحديدا أهالي بلدتي «قارة» و»القصير».

بين شعبة «المعلومات» وبلدة عرسال أوجه شبه متعددة. «الشعبة» تلقّت السهام من الخلف لمجرّد انها رفعت لواء الحق والحقيقة، لكنها في المقابل كانت تزداد إصراراً على إكمال دورها حتّى ولو كلّفها مزيداً من التضحيات. كذلك الأمر بالنسبة إلى البلدة التي حمت الأطفال والنساء والشيوخ ومنعت عنهم الموت الرحيم، في الاخرى خوّنت ووضعت في مصاف «الإرتداد» و»التكفير» من قبل جوقة العزف على الغرائز المذهبيّة التي تُنسّق مع تنظيم «داعش« الإرهابي عند الحدود ووراء الجرود، وما خُفيَ بعد بعد الجرود كان أعظم.