Site icon IMLebanon

عرسال .. وماذا بعد؟!

 

لماذا عرسال ليصر حزب الله على ابعاد النازحين السوريين عنها، بعدما تردد ان وزراء الحزب حصلوا على موافقة مشروطة بنقل النازحين من البلدة  الى مناطق بقاعية اخرى، الى ان تبين ان ثمة استحالة امام انشاء تجمعات جديدة، لاسيما ان اعداد هؤلاء النازحين ضخمة ومن الصعب جمعهم في مكان واحد جديد، فضلا عن استحالة تقسيم هؤلاء على اربعة تجمعات لدواع انسانية وعائلية ومناطقية؟!

الذين سربوا نبأ «الموافقة المشروطة» وجدوا انفسهم محرجين حيال ما اقترحوه نظرا لاستحالة حصول نقل جماعي من دون الاخذ في الاعتبار ضرورات النزوح من منطقة معينة، فيما ترى مصادر مطلعة ان هناك خشية من ترجمة عملية نزوح جديدة وبالقوة ينفذها حزب الله، كي يشعر بالارتياح بعد تنظيف المرتفعات من جماعة النصرة، وحيث لا يعقل ان يستمر تواجد مسلحين او نازحين من النصرة في المنطقة!

وقياسا على ما تقدم فان مسؤولين في النصرة ابلغوا من يعنيهم الامر انهم لن يوافقوا على ترك عرسال كي لا يستفردوا بمناطق نائية ومكشوفة، وهذا ما تم التفاهم عليه من جانب بعض المسؤولين اللبنانيين الذين يتخوفون من ان تتطور الامور باتجاه حصول احتكاك غير مستبعد، لاسيما  ان هناك  عددا كبيرا من النازحين المسلحين يخاف البعض عليهم من ان يكونوا «دفعة مجازر» على حساب الموضوع ككل (…)

وازاء اصرار حزب الله على الخلاص من كثافة النازحين السوريين في عرسال يقول احد المسؤولين المعنيين في اجراءات تقديم المساعدة، ان تهجير المزيد من السوريين لا بد وان ينظر اليه على اساس التخلص منهم، اضافة الى الخوف من استدراجهم الى معارك سياسية يجدون انفسهم بمنأى عنها، فضلا عن ان حزب الله قد يجد نفسه مضطرا لان يفتعل معارك جانبية مع بعض النازحين في عرسال قد تتطور الى مزيد من توريط الجيش في اية عملية نقل للنازحين؟

ولماذا عرسال؟ مطلعون على تعقيدات الازمة المستجدة يرون ان من الضروري التحسب لتجنب تقسيم النازحين كي لا تتطور الامور معهم الى حد نزع فتيل الامان الذي يتمتعون به في اماكن تجمعهم، من غير حاجة الى القول الى احد المسؤولين في الحكومة قد وعد بدراسة اقتراح تقسيم نازحي عرسال الى الربع مثلا، مع ما يعنيه ذلك من انطباق وضع نازحي عرسال على النازحين في مناطق اخرى!

صحيح ان هناك خوفا من ان تتطور الامور في عرسال الى المناطق الجردية المتاخمة للبلدة، وهذا مدعاة حذر من ان تصل الامور لاحقا الى ما يفهم منه ان تجزئة النازحين قد يؤدي الى صراع سياسي داخلي يفهم منه ان الذين يمكن التخلص منهم (من النازحين) يرون ابعادا سياسية وراء المشروع الكامل، ما يدفعهم الى تجنب الموافقة مفضلين حصول صراع في اماكن تواجدهم على ان يتخلوا طوعا عما يرونه مناسبا لهم (…)

الجديد في الموضوع ان المنطقة السنية تخشى من عمليات انتقامية في حال فشل مشروع اجلاء نازحين من عرسال، على رغم ما يعنيه ذلك من وصول النزاع الى داخل المدينة التي تعاني الامرين جراء كثافة عدد النازحين الذين تضمهم منذ مطلع الاحداث في سوريا قبل خمس سنين والشيء بالشيء يذكر في مجال القول ان طلب حزب الله ابعاد عدد كبير من النازحين جاء من سوريا، خشية تطور الامور الى ما يخدم مصلحة المعارضة.

وفي حال اصيبت عرسال بلوثة تغيير معدل النازحين اليها، ثمة من يجزم بان التغيير سيحصل في طرابلس ومناطقة شمالية اخرى مثل عكار والضنية والمنية، بما في ذلك منطقتي صيدا وبيروت حيث الكثافة السورية وان لم تكن بمستوى عرسال لكنها لا بد ستحدث تعديلا جذريا في كل شيء لاسيما ان النمطية التي يعيش النازحون من خلالها ستتغير من خلال ما تقدم بصورة جذرية قياسا على ما هو قائم حاليا؟

فيما يبقى السؤال عن جدية ما قد يطرأ من تعديل على كثافة النازحين في عرسال وابعاد تغيير وجود النازحين فيها، خصوصا ان لا خيارات في ذلك بالنسبة الى الاهالي الذين وجدوا انفسهم مضطرين للنزوح مثلما حصل في مناطق اخرى، واذا كان من مجال في هذا السياق للقول ان النزوح في عرسال منظم نسبيا عن لائحة المناطق الاخرى باستثناء القول ان للنزوح هناك وجها مذهبيا معينا لا يعجب المطالبين بنقلهم باعداد تسمح بالقول ان ثمة من يخشى قيامهم باعمال عسكرية – امنية  من الواجب التحسب(…)