جاء حادثا عرسال، وكأنهما يستهدفان الاستقرار الامني والجيش في وقت واحد، فيما كان القصد من التفجير الاول اسقاط اكبر عدد من القتلى عبر التفجير بواسطة دراجة نارية والثاني بشحنة ناسفة اصابت آلية عسكرية اوقعت خمسة جرحى في صفوفها من عناصر الجيش، فيما ادى تفجير الدراجة الى سقوط خمسة قتلى ممن صادف وكانوا في محيط بلدية عرسال حيث كان اجتماع العلماء منعقدا او شارف على الانتهاء لبعض الوقت حيث نجا بأعجوبة عدد من الموظفين الذين سبق لهم ان غادروا مكاتبهم في البلدية قبل لحظات؟!
والذين تحدثوا عن التفجير الارهابي وصفوه بانه بدائي لانه لم يتضمن حشوات حديد كما درجت العادة، لكان اسقط العشرات من الضحايا مثلما حصل في اماكن اخرى من التفجيرات الانتحارية في بيروت خصوصا وفي مناطق بعلبك – الهرمل عموما ادت الى عشرات الشهداء من المستهدفين والمارة ذهبوا غدرا بقصد ترويج غيرهم ممن كانوا في مناطق ضربها الارهاب لغايات معروفة، منذ بداية الاحداث الاخيرة التي حصلت لغايات معروفة، منذ بداية الاحداث الاخيرة التي تحدثت عن تنظيمي النصرة وداعش، وهي لا بد هذه المرة من فعل احد التنظيمين الارهابيين (…)
وترى اوساط امنية مطلعة انه لا بد من انتظار المزيد من الاحداث المشابهة بعدما تبين ان النصرة وداعش قد استعادا نشاطهما في عرسال وفي غيرها من مناطق البقاع الشمالي مع ما يعنيه ذلك من خطر على الاستقرار والامن، من غير ان يعني ذلك ان الاعمال الارهابية مرشحة لان تنكشف نظرا لوجود حشود من الغرباء والنازحين السوريين ممن يتعذر على اجهزة الدولة مراقبتهم بجدارة ومنع اذاهم المرتقب على مدار الساعة بحسب التوقعات، ما يعني ضرورة اعطاء هذا الموضوع اهمية قصوى، لاسيما ان منطقة القلمون السورية تشهد متغيرات سياسية امنية جراء العمليات العسكرية الروسية (…)
لقد سبق القول، بل الادعاء ان الجيش السوري قد نظف القلمون من النصرة وداعش بمساعدة فاعلة من حزب الله وقوى ايرانية، الى ان تبين العكس حيث نشط خصوم الاسد في اكثر من منطقة سورية تقع بين القلمون وجنوب ريف دمشق، من غير حاجة الى ادعاء النظام في اليومين الماضيين انه فتح طريق دمشق – اللاذقية – حلب، حيث تردد العكس تماما جراء عمليات متواصلة للطيران الحربي الروسي على مدار الساعة على الخط الساحلي بين حمص واللاذقية وصولا الى ريف حماه الغربي؟!
ويخطئ من يرى صراحة ان قوى النظام السوري قد استعادت سيطرتها على منطقة القلمون بدعم من حزب الله والحرس الثوري حيث تقول معلومات الجيش الحر ان قوى المعارضة السورية لا تزال مسيطرة على مناطق الزبداني وريف دمشق الغربي، وهي لولا القصف الجوي الروسي المكثف لما كانت تأخرت عن الاقتراب من منطقة دوما على طريق دمشق – بيروت، ومن هنا يجمع المراقبون على ان منطقة القلمون مرتاحة من جانبها السوري وبوسع المعارضة التحرك بحرية من هناك حتى ولو اضطرت الى ان تواجه بعضها البعض كما هو معروف حصوله بين النصرة وداعش!
وفي عودة الى منطقة عرسال وحادث التفجير الذي شهدته قبل يومين، فان البلبلة الامنية القائمة هناك تشير الى نوع من الفلتان جراء كثافة النازحين السوريين ممن لا يأتمرون بأوامر السلطة اللبنانية بقدر ما يتحركون من خلال وحدات قتالية لم تقطع الامل من مواجهة الجيش السوري وحزب الله والحرس الثوري الايراني بعكس كل ما قيل ويقال عن سيطرة حزب الله على جرود عرسال وصولا الى القلمون السورية المتنازع عليها من اكثر من جهة عسكرية (…)
وثمة من يخاف في هذا المجال من عودة عمليات التفجير الارهابي من جانب النصرة او داعش، وهذا غير مستبعد باستثناء اجراءات حزب الله في عمق مناطق بعلبك – الهرمل حيث هناك دوريات للحزب والعشائر على مدار الساعة في عدد من الامكنة الحساسة القابلة للاختراق الامني، لا سيما في مناطق الثقل العائدة الى النازحين السوريين في تخوم عرسال وجرودها بالتحديد ما يسمح بحصول اختراقات امنية بعكس كل ما يتردد عن ان الجيش يضع يده على المنطقة الجبلية الفاصلة بين عرسال وجرودها (…)
ومن الان الى حين معرفة حقيقة تفجير عرسال، لا بد من القول ان القوى العسكرية والامنية اللبنانية ستعاني صعوبات جراء ما حصل، وما قد يحصل من تفجيرات غير مستبعدة خصوصا ان منطقة القلمون تعاني من فلتان مخيف يشجع على حصول ارتكابات من شأنها هز الاستقرار والامن في لبنان بعكس ما يقال عن ان حزب الله ممسك بزمام الامور هناك؟!