بالفرح ذاته الذي يشعر به المواطنون، عندما تنجح الاجهزة الامنية بالقاء القبض على رؤوس ارهابية تكفيرية، لهم يد ودور في قتل جنود او مدنيين، مثل الصيد الثمين الذي توفقت به الاجهزة، عند القبض على السوري حسن غورلي الملقب بابو حارث الانصاري، والسوري الثاني حسن محمد حربا، والكشف عن دورهما الكبير في القتل والتفخيخ والتفجير ونصب الكمائن، يشعرون ايضا بالقلق والغضب معا، عندما يعرفون ان هذين المجرمين وكثرا غيرهما، كانوا يدخلون الى مدينة عرسال، ويخرجون، اما للعلاج من اصابة، او للراحة او لتدبير عملية ضد مراكز الجيش ومواقعه المتقدمة، واغلب الظن ان هناك طرقا ومسالك، ما زالت مفتوحة بوجه امثال هؤلاء وتربط بين عرسال وجردها، حيث تتغلغل العناصر الارهابية، وتستعد للانقضاض على الجيش وعلى القرى اللبنانية الحدودية الامنة. ويكبر التساؤل والغضب عندما يعرف المواطنون ان المجرم غورلي نقل الى عرسال اولا، ثم الى مستشفى في منطقة البقاع الغربي، قبل ان تكتشفه الاجهزة الامنية وتقبض عليه، وكان بامكان هذا القاتل ان يشفى على ارض لبنانية وعلى يد اطباء لبنانيين وعناية لبنانية، ثم يعود الى وكره في الجرود، ليذبح ويقتل ويفجّر ابناءنا الجنود، ولبنانيين مدنيين في عرسال وخارجها لا يتماهون مع ما يعمله ويؤمن به.
ان بقاء مدينة عرسال اللبنانية، خارج سيطرة الدولة اللبنانية، واقع مضر بالجيش وباهالي عرسال على السواء وقد يأتي يوم نكتشف فيه ان عرسال تحولت الى «حصان طروادة» اخر يهدد جميع البلدات والقرى المحيطة بها والقريبة منها، بمثل ما يهدد خطوط الجيش الخلفية ومواقعه المتقدمة في الجرود، وبالتالي لا يعرف المواطن ما هي الحكمة من ترك عرسال خارج قبضة الجيش بالكامل، خصوصا في ظل الاخبار والمعلومات التي تتحدث عن ربيع دام تحضر له التنظيمات الارهابية لشن هجوم واسع على مواقع الجيش في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، وربما في مواقع اخرى في البقاع وعكار، لتشتيت قوى الجيش واستنزافه، اضافة الى الشائعات والتسريبات التي تؤكد على ان جميع رموز 14 آذار، من سياسيين وقياديين ونواب ووزراء هم في دائرة الخطر الشديد، وسوف يشتد هذا الخطر بعد الرابع والعشرين من شهر اذار الجاري، موعد انتهاء اخر مهلة للمحادثات النووية بين ايران والولايات المتحدة الاميركية واوروبا، والتداعيات السلبية في حال تم توقيع الاتفاق او اذا فشلت المفاوضات، على اعتبار ان صراعات الاجهزة الامنية العربية والاجنبية لن توفر الساحة اللبنانية، كما ان مراكز البحث الاستراتيجية تتوقع ان تكون سنة 2015 سنة حمراء دموية، ابتداء من اليمن مرورا بدول الخليج والعراق وسوريا، اذا فشل الاتفاق وفي لبنان اذا تم توقيعه. ويردّ سياسي لبناني مخضرم تصريح سفير الولايات المتحدة الاميركية دافيد هيل من وزارة الخارجية اللبنانية الذي انتقد فيه حزب الله بشدة، واعلن وقوف بلاده الى جانب لبنان لمقاومة الارهاب والارهابيين، على انه بمثابة تحذير وتنبيه الى خطورة الاوضاع وان واشنطن لن تترك لبنان فريسة للارهاب والارهابيين.
ليت التوافق في مجلس الوزراء على وضع الخطط الامنية وتنفيذها، يمتد الى عرسال اولاً، للحيلولة دون تمدد «حصان طروادة» العرسالي الى الداخل اللبناني ما يهدد لبنان بحريق كبير ستكون نتائجه كارثية الى عقود طويلة مقبلة.